قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – تحرير القيادة العامة

..
…………………..
شهدنا ليلة امس بمدينة الثغر بورتسودان العاصمة الإدارية حيث مقر ادارة شؤون الدولة إحتفالات شعبية كبيرة حتي بعد منتصف الليل بمشاركة لكل قطاعات المجتمع وكان حضور المرأة في شوارع الأحياء السكنية مميزا فضلا عن داخل سوق المدينة وكل الطرق التي تؤدي الي القيادة العامة..كانت الفرحة الثانية خلال اقل من اسبوعين التي ادخلتها القوات المسلحة بكل مكوناتها وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين في قلوب الشعب السوداني بدخول القيادة العامة مساء امس بعد تحرير مدينة ود مدني..
كل مدن السودان كانت في حالة إحتفال كما نقلت ذلك وسائط التواصل الإجتماعي ولعله ذلك قد جاء تعبيرا عفويا صادقا دعما للقوات المسلحة وهي تمضي في طريق التحرير الكامل لكل المناطق التي دنستها المليشيا المرتزقة وهتكت العروض ونهبت وسرقت وروعت المواطنين الآمنين في قراهم ولم تستبق شيئا…
لم تكن الفاشر بعيدة عن ذلك النصر حيث لقنت القوات المشتركة المليشيا المتمردة صباح نفس يوم تحرير القيادة العامة درسا لاينسي بعد أن حاولت المليشيا دخول الفاشر من عدة محاور لتكون اشارة خضراء منها (لتقدم) المجتمعة في نيروبي لاعلان حكومة المنفي المزعومة فيما اسمته المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع وها هي آمالهم تتهاوي واحلامهم تنهار الواحد تلو الآخر كما إنهار الجدار الواقي كذبا لقائد التمرد الهالك حميدتي وأعني بذلك ماسمي بمستشاريه الذين بدأوا يقفزون من المركب التي غرقت واحدا بعد الآخر ولكن بعد فوات الأوان وآخرهم كان بالأمس وهو يلقي خطاب إستقالته ويسرد من الأسباب والتي كانت معروفة للعامة الا هو ومن معه من مستشارين…. جاء اكتشافهم لسوءات قيادتهم متاخرا جدا وبالطبع لا مكانة لهم بين الوطنيين حتي لو تابوا واغتسلوا سبع مرات وآخرها بالتراب لن يغفر لهم الشعب السوداني مافعلوه الا بعد محاكمات عادلة يأخذ فيها المواطن حقه كاملا والوطن لمن حاول إنتهاء سيادته فتلك حقوق لا تسقط بالتقادم ابدا
بالطبع لسنا بصدد الحديث عن التكتيك المحكم الذي تجمعت فيه كل جيوش المحاور في بحري لتدخل القيادة العامة لان ذلك شان عسكري ولكن مايهمنا هو استعادة الجيش الوطني لمقر القيادة الذي يجعل مطار الخرطوم ومناطق بري كلها آمنة بعد ما شهدته من أحداث راح ضحيتها اعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء موتا ونزوحا وتشردا…كما ان تحرير كل وسط الخرطوم بات وشيكا الأمر الذي جعل إعلام التمرد الكذوب بأن يخرج علينا بنفي هذا الإنتصار الكبير الذي شهده العالم كله..
درجة عالية من الإحباط أصابت المليشيا المتمردة واذنابها وداعميها من القوي السياسية والدول الممولة بأن ما قدموه من دعم اصبح هباءا منثورا ليس هذا فحسب فبالاضافة لتملص مستشاري الهالك من مسؤولياتهم فإن خلافات عاصفة قد ضربت القوي السياسية الداعمة للتمرد حتي في موضوع حكومة المنفي وتلاشئ حلمهم بإعلانها من فاشر السلطان بعد الذي رأوه وعاشوه..
تبقي بعد ذلك اهمية تنظيف كل المناطق التي دنستها المليشيا بزراعة الألغام والقنابل لإيذاء المواطنين الأبرياء…جهد يجب أن يشترك فيه الجميع ممن يتمتعون بالخبرة الكافية لازالة هذه السموم بأقل خسائر ممكنة…نترحم علي جميع شهداء الوطن الذين قدموا ارواحهم رخيصة من أجل أن ينعم السودان وأهله بالأمن والاستقرار وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين والتحية للجيش الوطني وهو يمضي في ثبات لتحرير كل بلادنا الحبيبة..

Exit mobile version