ما تزال مليشيا آل دقلو الارهابية الإماراتية تمضي في تنفيذ أجندة الدولة الراعية لها، التي تهدف إلى إنهاء أي شكل من أشكال الوجود السوداني، دون اكتراث بالخسائر البشرية أو المادية. هذه الأجندة المدعومة بموارد ضخمة من دولة الإمارات، تعكس استراتيجية تقوم على التطهير العرقي، الإبادة، والتدمير الممنهج، بهدف القضاء على وحود و هوية السودان وشعبه..
جرائم المليشيا وأهدافها التخريبية
* شهدت الأيام الماضية تصعيدًا خطيرًا، تمثل في محاولة المليشيا فتح الطريق بين ليبيا ودارفور، مستعينة بقوات ضخمة وعتاد عسكري وفّرته الإمارات بتكلفة باهظة. وقد أمهلت المليشيا سكان الفاشر 48 ساعة لإخلاء المدينة، إلا أن الجيش السوداني والقوات المشتركة تصدوا لهذا المخطط ونجحوا في ضرب و تشتيت القوات الغازية بالصحراء.
* في تطور آخر يعكس وحشية المليشيا وافتقارها لأبسط القيم الإنسانية، قامت مؤخرًا بحرق مصفاة الخرطوم بالجيلي. وتبرز دلالة هذا الفعل الإجرامي بوضوح، إذ إن عناصر المليشيا كانت محاصرة داخل المصفاة من قبل قوات الشعب المسلحة، التي فضلت خيار الحصار طويل الأمد حفاظا علي ارواح الأسرى والرهائن و المنشأة . هذا الخيار يعكس أخلاقيات الجيش السوداني المنظم والاحترافي المقاتل بشرف ، والذي يلتزم بقواعد الاشتباك ووفق القوانين الدولية.
* ومع ذلك، اختارت عناصر المليشيا، التي كانت داخل المصفاة، القيام بعمل انتحاري بحرق المنشأة بمن فيها، هذا التصرف يُظهر بجلاء أن هؤلاء المرتزقة تم اختيارهم بعناية فائقة كمتمردين على مبادئ الإنسانية ، ومغيبين عن أي دين او قيم ، حتى عن غريزة البقاء والحياة. إن هذا الفعل يعكس استراتيجيتهم الحقود المدمرة، التي تسعى إلى القضاء على أي بنية تحتية يمكن أن يستفيد منها السودان أو شعبه.
*_الصمت الدولي المثير للحيرة_*
* ورغم الإدانات الواسعة التي وجهتها المنظمات الدولية وهيئات الشرعية الدولية للدور الإماراتي الداعم للمليشيا، فإن الصمت العالمي حيال هذه الانتهاكات الممنهجة يثير تساؤلات عميقة. كل التقارير الدولية تؤكد ضلوع الإمارات في تمويل العمليات الإجرامية للمليشيا، ومع ذلك، لم نشهد أي تدابير عملية لردعها.
* هذا الصمت الدولي يثير سؤالًا مشروعًا: ما الذي يربط الإمارات بالمجتمع الدولي ليجعل الأخير يرى ويعلم ويتجاهل؟ هذا التناقض بين الاعتراف بالجرائم الإماراتية وعدم اتخاذ خطوات فعلية ضدها يعكس ازدواجية معايير واضحة. في الوقت الذي يتم فيه التصعيد ضد دول أخرى في مواقف مشابهة، نجد أن الإمارات محصنة من المحاسبة، ما يشير إلى أن الاعتبارات السياسية والاقتصادية تطغى على القيم الإنسانية والقوانين الدولية.
*_رسائل ودلالات هذا الصمت_*
* إن صمت المجتمع الدولي لا يشجع فقط الإمارات على الاستمرار في عدوانها، بل يرسل رسالة سلبية للسودان مفادها أن المجتمع الدولي غير مستعد لاتخاذ موقف حاسم لدعم الشعب السوداني في هذه الأزمة. هذا الموقف يُبقي السودان في مواجهة عدوان مدعوم إقليميًا، دون سند دولي فعال يساهم في وقف هذا النزيف.
*_خلاصـة القـول ومنتهـاه_*
* بينما يستمر هذا الصمت الدولي المحير، يواصل الشعب السوداني وقواته المسلحة مواجهة مخطط التدمير الممنهج بإرادة صلبة.
* ومثلما واجه الجيش والشعب منفردين، بدون عون أو دعم خارجي، بدايات هذا المخطط وأفشلوه انقلابًا وحربًا رغم الفوارق الكبيرة في ميزان القوة والجاهزية العسكرية والسياسية والاقتصادية، فإن ذات الجيش والشعب قادران على حسم النهايات. لا سيما أن موازين قوة الإرادة، الوحدة الوطنية، والكرامة، ترجح كفة الجيش والشعب في مواجهة هذا المخطط الممنهج.