تعهدات أمريكية بمواجهة الإمارات الداعمة للميليشيا

اعترفت واشنطن بضلوع الإمارات في تمويلها،،
حرب السـودان،، ملف على طاولة ترامب..

..

روبيو: ما يجري في السودان هو تعريف حقيقي للإبادة الجماعية..

تفاؤل سوداني بأن يفي ترامب بتعهداته بشأن إنهاء الحرب..

السفير نادر: مصداقية واشنطن على المحك بالنظر لما يجري في السودان..

لن يسحب السودان شكواه إلا إذا تدخلت واشنطن وألزمت الإمارات بدفع تعويضات..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تعهد ماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بمواجهة الإمارات وإثارة حقيقة دعمها العلني لميليشيا الدعم السريع التي تنفذ إبادة جماعية في السودان، وأبان روبيو في حديث تلفزيوني إن ما يجري في السودان هو تعريف حقيقي لمعنى الإبادة الجماعية والاستهداف العرقي لمجموعة محددة من أجل القضاء عليهم من قبل مجموعات، وقال ربيو إن هذه مناسبة لكل من يريد الخروج والاحتجاج ضد إبادة جماعية حقيقية، مبدياً أسفه من أن تمويل هذه الجرائم يتم من قبل دول لديها تحالفات وشراكات مع الولايات المتحدة الأمريكية في أجزاء أخرى من العالم، في إشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وشدد ماركو روبيو على ضرورة أن تناقش الإدارة الأمريكية هذا الأمر بوضوح مع الإمارات ليكون انخراطاً عملياً من قبل واشنطن في الأزمة.

شاهدٌ من أهلها:
وشهد شاهدٌ من أهلها ووضع مؤشرات مهمة للكيفية التي ستتعامل بها إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع أزمة الحرب في السودان، أزمةٌ ساهمت الإمارات في إشعال أوارها وإطالة أمدها بدعمها المستمر لميليشيا الدعم السريع لوجستياً بالعتاد والمعدات الحربية تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي مارس صمتاً غريباً ومريباً في بواكير هذه الحرب دون أن يرفَّ له جفن، أو ترتعد فرائصه، الأمر الذي شجع ميليشيا أل دقلو الإرهابية على المضي قدماً في تنفيذ الانتهاكات الفظيعة والجرائم المريعة بقتل وسحل ودفن المواطنين أحياء، واغتصاب النساء، وسلب ونهب الممتلكات وتهجير المواطنين قسرياً بالاستيلاء على منازلهم وبيوتهم، وتحويل المرافق الخدمية والأعيان المدنية إلى ثكنات عسكرية، وقطع خدمات المياه، والاتصالات، والاستهداف المباشر لمحطات الكهرباء، وتدمير البنية التحتية.

تعهدات بإنهاء الحرب:
وتبدو تصريحات ماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، متسقة تماماً مع التعهدات التي قال بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عشية تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة خلال تجمع لأنصاره في واشنطن، بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا، وسيوقف الفوضى في الشرق الأوسط، ويمنع نشوب الحرب العالمية الثالثة، ولكي تتحقق تطلعات إدارة ترامب الجديدة بوقف الحرب ينبغي لها ردع دولة الإمارات أبرز حلفائها في الشروق الأوسط وشيطان الشر المستطير التي تقف وراء كل الأزمات في المنطقة حتى تحولت إلى دولة منبوذة وفقاً لما قالت به مجموعة الأزمات الدولية، وذلك بسبب تحالف الإمارات وتطبيعها العلني مع إسرائيل وتجاهل المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، هذا فضلاً عن تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة العربية، وتمددها الأخطبوطي في القارة السمراء، ومغازلتها أطماع بعض الجنرالات الأفارقة.

أدلة تدمغ الإمارات:
العبث الإماراتي بالسودان من خلال دعم وإسناد الحرب المندلعة منذ الخامس عشر من أبريل 2023م، مثبت بالبراهين والأدلة الدامغة التي ضمنتها الحكومة السودانية في شكواها التي دفعت بها إلى منضدة مجلس الأمن الدولي منذ نهاية مارس من العام الماضي 2024م، شكوى تطاول أمد البت فيها رغم الحيثيات القوية التي قدمها السودان، والتي تعززت بتقارير صحفية كالتقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في أغسطس 2023م، وقالت فيه إن دولة الإمارات تقدم دعماً عسكرياً لقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني، وسط قلق أميركي من هذا الدعم، وأبانت الصحيفة أن طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي بداية يونيو 2024م تأكد أنها كانت تحمل أسلحة وذخيرة، في الوقت الذي كانت تُظهر فيه وثائق رسمية أن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين، وبجانب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أعدَّ خبراء دوليون تقريراً لمجلس الأمن الدولي في يناير 2024م، قدموا من خلاله أدلة “موثوقة” على أن الإمارات ترسل أسلحة لقوات الدعم السريع، وقال التقرير، إن عدة شحنات من الأسلحة والذخائر يتم تفريغها كل أسبوع من طائرات الشحن في أحد مطارات دولة تشاد، ويتم تسليمها إلى قوات الدعم السريع على الحدود السودانية.

مصداقية في المحك:
ويرى الدبلوماسي والخبير في فضِّ النزاعات، السفير نادر فتح العليم، أن مصداقية الدول العظمي خاصة الولايات المتحدة على المحك بالنظر إلى ما يجري في السودان والذي اتفق في توصيفه مع أعضاء في الكونغرس بأنه أكبر جريمة ضد الإنسانية في العهد الحديث، وقال فتح العليم في إفادته للكرامة إن أمريكا دولة تؤمن بالقيم، وزاد: “من أجل القيم عاد الرئيس ترامب مرة أخرى بمباركة الشعب الأمريكي والكنيسة وكل المؤسسات الدينية”، وطالب السفير نادر الرئيس ترامب بإثبات أن يد الرب كانت حنينة عليه، كما أشار ترامب نفسه في خطابه غداة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، منوهاً إلى أن الرئيس ترامب سار في طريق الرب مباشرة بإلغاء زواج المثليين، معتبراً الخطوة بالانتصار لصالح الإرادة الإلهية ولتطلعات المؤمنين من أبناء الشعب الأمريكي، وهي في المقابل ضربة لكل داعمي هذا الخط في العالم وفي مقدمتهم القحاتة الذين حاولوا فرض معاهدة ” سيداو” على شعب السودان المسلم، ويؤكد خبير فضِّ النزاعات أن البعد الأخلاقي في السياسة الخارجية خاصة لمن يعتنق الليبرالية الدولية قد لا يكون ذا أثر فعال، ولكنه قال إن من أساسيات الليبرالية، أنها ترسخ لقيم مثل الديمقراطية، الشفافية، والمحاسبية، التعاون الدولي، العدالة العالمية، عدم الإفلات من العقاب، والحكم الرشيد، مبيناً أن أمريكا في حاجة إلى سد ديونها، لذلك ستتخذ من أزمة السودان قضية محورية من خلال توفر الأدلة الدولية لإدانة الإمارات وإيضاح دورها في دعم التمرد وتوفير الأسلحة والمسيَّرات التي تقتل بها الميليشيا الإرهابية السودانيين الأبرياء والعزل.

تحديات تنتظر ترامب:
ويؤكد الدبلوماسي والخبير في فضِّ النزاعات، السفير نادر فتح العليم، أن أهم ما يميز رجال الدولة عن النشطاء، هو أن السياسة مجال براغماتي، وأن أهم ما يميز السياسة، أنها تعمل على ردِّ حقوق المواطنين وتعويضهم عن كل معاناتهم أثناء الحرب وترميم العلاقات الدولية بشكل مستدام وبناء علاقات خارجية تهدف إلى خدمة الشعب السوداني والذي يعتبر مركز الاهتمام الأول للدولة بعد الحرب، مبيناً أن الإدارة الأمريكية في ظل الرئيس المنتخب دونالد ترامب تنتظرها أدلة واضحة وموثقة من جهات دولية، وغير سودانية توضح الدور الإماراتي في ما وقع من إبادة جماعية لشعب السودان المسالم، هذا فضلاً عن الجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وجرائم الحرب والتي سوف تقود الإمارات إلى المحكمة الجنائية الدولية، إلا إذا تدخلت إدارة ترامب وأصبحت ضامناً لتعويضات السودان في إعادة الإعمار وألزمت الإمارات بدفع المبلغ كاملاً بعد الاعتراف بذنبها الدولي، عندها يمكن للسودان أن يسحب شكواه، ويفتح صفحة جديدة مع الإمارات، وشدد السفير نادر فتح العليم على ضرورة أن تنال إدارة ترامب نصيبها من التسوية كوسيط نزيه يعمل على تسوية أهم القضايا التي تمس السلم والأمن في أفريقيا والشرق الأوسط.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فمن الواضح أن لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب رؤية مختلفة للأزمة السودانية تنطلق من فهم عميق لجذور المشكلة ودور حلفاء واشنطن وفي مقدمتها الإمارات في تأجيج الحرب وإطالة أمدها، الأمر الذي يعطي بشريات تتسق مع تفاؤل الكثير من الأوساط السودانية بأن تتعاطى إدارة ترامب بشكل إيجابي مع ملف الأزمة السودانية عطفاً على الانتهاكات المريعة التي شهدتها الأزمة والتي ربما كانت من أسباب عدم حفاظ الديمقراطيين على مقعدهم في البيت الأبيض واعترافهم في نهاية ولايتهم بفشلهم في إدارة ملف الأزمة السودانية،، والبعضيهو الدبيب بخاف من الحبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى