ارتياح وسط سودانيين بجوبا لحرص السلطات على حمايتهم

احتوتها حكمة القيـادة في جوبا وبورتسودان،،
الأحـداث في جنـوب السـودان،، سحــابة صيف..

الهدوء يعود إلى جوبا، ومحال تجارية تفتح أبوابها أمام الجمهور..

..

فارس: جماعات منفلتة استغلت الغضب الشعبي الناجم عن الأحداث في مدني..

دعـوة قيادة البلدين إلى تفويت الفرصة على المتربصين بالدولتين..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

عاد الهدوء إلى مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، وبدأت بعض المحال التجارية تفتح أبوابها أمام الجمهور بعد ثلاثة أيام من التوتر والقلق جراء أعمال عنف وشغب راح ضحيتها ثلاثة من السودانيين وفقاً لمصادر محلية، وقد اتخذت السلطات المختصة في جمهورية جنوب السودان التدابير اللازمة للتهدئة ومحاصرة أعمال العنف، حيث دعت السكرتير الصحفي للرئيس سلفاكير ميارديت ليلى مارتن مانييل، المواطنين إلى ضبط النفس، والامتناع عن أي أعمال انتقامية، فيما فُرض حظر تجوال من السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، وأعلنت الشرطة التزامها بحماية كل الأسواق وتنفيذ حظر التجوال الذي يهدف إلى منع أي تعد على الممتلكات العامة أو الخاصة، وطالبت الشرطة أصحاب المحال التجارية بإغلاق أبوابها بحلول الخامسة مساء، تسهيلاً للإجراءات المتعلقة بتعزيز الأمن وفق حظر التجوال.

جهود مثمرة:
وأدى التوتر الذي شهدته مدينة جوبا إلى منع تأدية صلاة الجمعة وشعائرها بكل مساجد المدينة لأول مرة، كما تم نقل السودانيين إلى مناطق بعيدة عن الأحياء التي شهدت العنف والتي يقطنها معظم السودانيين وهي أحياء نيو سايد، جبرونا، حي الثورة، حي تونبيج، وجيك بوينت وغيرها، بيد أن كل مظاهر القلق والخوف والتوتر سرعان ما انقشعت بشروق شمس يوم أمس السبت، حيث شهدت المدينة هدؤاً، وعادت بعض المحال التجارية والأسواق إلى العمل، خاصة في وسط المدينة وداخل بعض الأحياء مثل أطلع برة، حي الجلابة، نمرة تلاتة، العمارات، وغيرها، ومن المتوقع حسب مصادر محلية أن تعود ساقية الحياة إلى دورانها الطبيعي في ظل التحركات السريعة والمتصاعدة من قبل السلطات المختصة في جمهورية جنوب السودان والتي تبدي حرصاً شديداً وواضحاً من أجل استقرار الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها.
ارتياح سوداني:
وأبدى سودانيون مقيمون ولاجئون في جوبا ارتياحهم للتعامل الواعي الذي قامت به حكومة جمهورية جنوب السودان وجهودها المتعاظمة التي بذلتها لاحتواء الأوضاع الأمنية، وحرصها على حماية السودانيين، وقالوا في حديثهم للكرامة من جوبا إن الحكمة التي أبداها الرئيس سلفاكير ميارديت قد تنزلت على أنفسهم برداً وسلاماً واطمئناناً، الأمر الذي دفع بعضهم إلى التريث، ومراجعة فكرة مغادرة البلاد، وأشار بعضهم إلى التطمينات التي وصلتهم من خلال حديث السيدة ليلى مارتن مانييل، السكرتير الصحفي للرئيس سلفا التي دعت إلى التهدئة وضبط النفس، في إشارة إلى تصريحاتها التي قالت فيها: “من المهم ألا يدفعنا الغضب إلى اتخاذ قرارات غير محسوبة أو الاعتداء على التجار واللاجئين السودانيين المقيمين في بلادنا، إذ إنهم لجأوا إلى جنوب السودان بحثًا عن الأمان، ومن واجبنا حمايتهم ودعمهم.
تصرفات فردية:
ودان الصحفي عادل فارس المدير العام لقناة جنوبنا الفضائية الحوادث الأحداث التي شهدتها بعض المناطق في جمهورية جنوب السودان بما فيها مدينة جوبا، مؤخراً، وأبدى فارس في إفادته للكرامة أسفه على سقوط ضحايا جراء هذه الأحداث التي قال إنها لا تعكس توجهاً حكومياً أو خطة منظمة، وإنما هي نتاج تصرفات فردية من عصابات وجماعات منفلتة استغلت حالة الغضب الشعبي الناجمة عن الأحداث في ود مدني بالسودان، لإشعال فتيل الفوضى وتحقيق مكاسب آنية، وامتدح الجهود التي بذلتها السلطات المختصة بحكومة جمهورية جنوب السودان بقيادة الفريق سلفاكير ميارديت، مبيناً أن الحكومة أدركت خطورة الموقف منذ البداية، وسارعت لاتخاذ خطوات جادة، كإلغاء دعوات التظاهر أمام السفارة السودانية، التي أطلقها بعض النشطاء للتعبير عن غضبهم، خوفًا من تحولها إلى أعمال فوضى أو اعتداءات.
الشعبان أكبر من الفتنة:
ويرى الصحفي عادل فارس أن الفوضى ليست مسؤولية جوبا وحدها، بل نتاج ظروف معقدة تراكمت عبر السنين، منوهاً إلى أن مشاركة بعض الجنوبيين في صفوف الدعم السريع بالسودان، على سبيل المثال، ليست نتيجة لسياسات حكومية، بل هي اختيارات فردية تعود لعدد من العوامل، وقال إن كثيراً من هؤلاء كانوا بقايا ميليشيات دعمتها الخرطوم سابقًا لزعزعة استقرار جنوب السودان، وعادوا الآن للقتال بجانب الدعم السريع ضد الجيش السوداني، مبيناً أن هذا السلوك لا يمثل حكومة جنوب السودان بأي شكل، بل هو امتداد لصراعات قديمة تحتاج إلى معالجات حاسمة عبر العدالة والمساءلة، وختم فارس حديثه للكرامة أن ما يجمع الشعبين السوداني والجنوبي أكبر من أي فتنة عابرة أو أحداث مؤسفة قد يحاول البعض استغلالها لتأجيج المشاعر وخلق حالة من الانقسام، مثالاً على الأخوة والتعايش كما في هذه الصورة التي جمعتني نهار اليوم مع أصدقائي في الحي، لذا علينا أن نتحلى جميعاً بالحكمة شماليين وجنوبيين وبخاصة “المنابر التي تجاهر بالعنصرية أو الثأر” لابد من أن نرفض الانجرار وراء دعاوى الفوضى أو الانتقام.
خاتمة مهمة:
وبعد مرور ثلاثة أيام على الأحداث التي شهدتها جمهورية جنوب السودان بدأت تلوح في سماء الحقيقة بعض المعلومات التي تشير إلى أن جهات تسعى إلى استغلال الأوضاع في البلدين لزرع بذور الفتنة بينهما، ومحاولة إشعال فتيل الفوضى في الجنوب ليكون لقمة سائغة يسهل التهامها، ويتم من خلالها تنفيذ أجندات التآمر التي فشل تحقيقها في السودان بفضل صحوة جيشه، والتفاف شعبه، وبالتالي فالمطلوب من قيادة دولتي السودان وجنوب السودان التعاون الوثيق والموثوق من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بتماسك وتطابق رؤى البلدين في الكثير من القضايا المشتركة، وإذا الشعبُ يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر.

Exit mobile version