العقوبات على البرهان…. محاولة لإرضاء الإمارات بعد فرض العقوبات على حميدتي

فرضتها عليه إدارة بايدن المنتهية ولايته،،
العقوبات على البـرهــان،،، حبـر على ورق..

بلينكن: نأسف لفشلنا في امتحان أزمة الحرب في السودان..

لم تكن واشنطن محايدة وظلت تدعم الدور الوظيفي للإمارات..

..

دكتور راشد: واشنطن تحاول ممارسة على البرهان، تحجيم قدرات الجيش..

ستزيد العقوبات من إصرار الجيش على القضاء على الميليشيا المتمردة..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

رفضت إدارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتهية ولايته جو بايدن مغادرة أروقة البيت الأبيض دون أن تحاول حفظ ماء وجهها جراء فشلها الذريع في معالجة الأزمة في السودان والتي اندلعت في الخامس عشر من أبريل 2023م، على خلفية تمرد ميليشيا الدعم السريع ومحاولة الانقلاب على القوات المسلحة، وأبدى وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن غداة إصدار وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات في حق رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أسفه العميق لفشل واشنطن في تحقيق النجاح المرجو فيما يتعلق بالأزمة السودانية، مبيناً في مؤتمر صحفي أن الإدارة الأمريكية سجّلت بعض التحسّن في إيصال المساعدات الإنسانية من خلال ما وصفها بدبلوماسية وزارة الخارجية، ولكن ذلك لم يُنهِ النزاع ولا الانتهاكات ولا معاناة الناس.

فشل وعدم حياد:
وفشلت الإدارة الأمريكية في امتحان الأزمة السودانية رغم محاولتها في بواكير الحرب إحداث اختراق في جدار الأزمة من خلال تعاونها مع المملكة العربية السعودية بحمل الحكومة السودانية وميليشيا الدعم السريع إلى منبر جدة الذي انتهى في الحادي عشر من يونيو 2023م بالتوقيع على مخرجاته التي كان من أبرزها السماح بمرور المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب ميليشيا الدعم السريع من منازل وبيوت المواطنين والمرافق الخدمية والأعيان المدنية بما في ذلك المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى باحترام، ولكن الميليشيا المتمردة تنصَّلت عن الاتفاق ووسَّعت من عملياتها العسكرية لتشمل دارفور وكردفان والجزيرة وسنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق والقضارف، دون أن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية ساكناً تجاه تعنت ميليشيا الدعم السريع، بل إن واشنطن مُتهمة بالتماهي مع الميليشيا والانحياز إليها في بواكير الحرب، قبل أن تتراجع مُجبرةً وليست بطلةً وقد تلبَّسها الحرج والكسوف جراء الانتهاكات المستمرة لميليشيا آل دقلو، التي وجدت انتقادات لاذعة من قبل الهيئة التشريعية الامريكية في الكونغرس ومجلس النواب مما دعا إدارة بايدن إلى اتخاذ عقوبات في حق الميليشيا وفي عدد من قادتها.

دوافع القرار الأمريكي:
قرائن الأحوال والطقس السياسي المحيط بقرار عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية المفروضة على رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تشير من حيث دلالات التوقيت الذي يأتي قبيل اثنتين وسبعين ساعةً من مغادرة الرئيس بايدن كرسي الرئاسة الامريكية رسمياً، إلى أن الخطوة ليست سوى محاولة لإحداث توزان من قبل واشنطن لإرضاء حليفتها أبوظبي بإصدار قرار في حق البرهان إسوةً بما فعلت قبل أسبوع واحد فقط عند فرضها عقوبات على قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، و 7 من الشركات المرتبطة به وبتمويل العمليات العسكرية واللوجستية من العتاد والمعدات الحربية، والتي تدير أنشطتها وأعمالها التجارية في دولة الإمارات العربية.

ضغوط وتضييق خناق:
ويقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية دكتور راشد محمد علي الشيخ إن الإدارة الأمريكية عندما تفرض عقوبات فإن منطلقها الأساسي تجاه الجهة المفروضة عليها العقوبات يكمن في إعمال ضغوط سياسية عليها أو تحجيم قدراتها وكفاءتها وفاعليتها السياسية، ومحاولة تضييق الخناق عليها، بتقييد بعض حركتها، وهي الأهداف التي تحاول واشنطن تحقيقها بفرض هذه العقوبات على رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، إذ إن المقصود شلّ تحركات الجيش في الميدان، وتحجيم تحركاته، والحد من تقدمه وامتلاكه زمام المبادرة في كافة جبهات ومحاور القتال، حيث تشهد مسارح العمليات انتصارات واضحة ومتصاعدة للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، في وقت تتراجع فيه ميليشيا الدعم السريع المتمردة.

نجاح سياسة السودان:
ويؤمن دكتور راشد محمد علي الشيخ أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية بعدم حياد الولايات المتحدة الأمريكية طوال هذه الحرب مما أدى إلى فشلها في إدارة ملف الأزمة، ونوه دكتور راشد في إفادته للكرامة إلى أن واشنطن ظلت تدعم دولة محور وظيفي في إشارة إلى الإمارات التي ظلت هي الأخرى داعماً مستمراً للميليشيا المتمردة، ويرى دكتور راشد أن التشكيل السياسي الأوروبي والعقوبات الأمريكية، على علاقة وارتباط وثيق بالتحرك الذي انتهجته الحكومة السودانية عبر سياستها الخارجية بالتوجه شرقاً نحو روسيا والصين بالإضافة إلى تركيا وإيران، حيث نجح السودان في إحراز أهداف مهمة في شباك تعزيز علاقاته بهذه المحاور وإحداث زيادة في دافعية القبول في المجال الدولي، والانفتاح على الفضاء الإقليمي من خلال اهتمام بارز بدول غرب أفريقيا ذات الظروف المشابهة للواقع السياسي والأمني في الداخل السوداني.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أوقعت الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها في حق رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عقوبات لن تجدي فتيلاً ولن تؤثر في مسار المشهد الأمني والعسكري الذي تبسط فيه القوات المسلحة سيطرتها الكاملة، كما أن هذه العقوبات لن تزيد البرهان والقوات المسلحة والقوات المساندة لها إلا إصراراً وعزيمة على المضي قدماً بحرب الكرامة الوطنية إلى غاياتها التي ينتظرها الشعبي السوداني بصبر نافد ألا وهي دحر ميليشيا الدعم السريع المتمردة، والقضاء على أعوانها من المرتزقة والخونة والعملاء، وإخراج لسان الانتصار والعزة والفخار في وجه الإدارة الأمريكية وربيتها دولة الإمارات العربية، فموتوا بغيظكم إن الله عليمٌ بذات الصدور.

Exit mobile version