أخر الأخبار

كلمات صريحة – بدر الدين الباشا – أزمة الكاش

عاش سكان ولاية نهر النيل يوما عصيبا مليئا بالتوتر، حيث انقطع التيار الكهربائي من الساعة الثالثة والنصف صباحا وحتى السابعة والربع مساء. هذا الانقطاع تسبب في توقف الكهرباء والمياه، إضافة إلى تعطل الاتصالات نتيجة فصل التيار الكهربائي. وقد زاد الأمر سوءا الهجوم بالمسيرات على المحطة التحويلية بسد مروي في هذا اليوم، مما أضاف إلى الأحزان، وبدد فرحة تحرير مدينة مدني الحبيبة.
مدني، مدينة التاريخ والإصالة، عادت إلى أحضان الوطن بانتصار قواتنا المسلحة السودانية، التي استعادت واحدة من أغلى وأجمل المدن السودانية بعد عدوان غاشم. عادت الجزيرة بفضل دعوات السودانيين وصمود القوات المسلحة والقوات المساندة المتنوعة، والتي قدمت تضحيات جسيمة، حيث فقدنا أعزاء وأحبابا في سبيل هذا النصر.
هذا اليوم لن يُنسى أبدا، إلا أن ولاية نهر النيل ما زالت تعاني وتعيش في أوضاع صعبة. انعدام السيولة النقدية أدى إلى مشاهد قاسية وغير مسبوقة. من يملك تطبيق “بنكك” يعيش ظروفا أفضل قليلا، بينما يعاني من لا يملكه معاناة حقيقية في ظل توقف التعامل مع البنوك بشكل كامل.
شاهدت بنفسي مشاهد من مدينة كبوشية، حيث اضطررت للذهاب إلى شندي بحثًا عن القليل من النقد. الركاب يسألون الكمساري إن كان يقبل الدفع النقدي، وإذا وافق، يتحصل على قيمة التذكرة من الركاب ويقوم بتحويل المبلغ من تطبيق “بنكك” الخاص به. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة التذكرة 3000 جنيه، فإنه يجمع 15 ألف جنيه من الركاب الذين يستخدمون التطبيق. المشهد نفسه يتكرر في مواصلات كبوشية عطبرة، مع اختلاف في قيمة التذكرة التي تصل إلى 6000 جنيه، أي 30 ألف جنيه ذهابا وإيابا.
مشهد آخر شهدته كان ازدحام الناس على محلات بيع التمباك، حيث يبحثون عن النقد عبر تحويلات تطبيق “بنكك”. المشاهد نفسها تتكرر في زرائب الفحم، محلات بيع العلف والبرسيم، محطات الوقود، ومتاجر قطع الغيار وتجار الجملة في الأسواق.
هذا الوضع مستمر منذ أكثر من 20 يومًا، ويزداد سوءا يومًا بعد يوم، مما قد يؤدي إلى انفجار الوضع وحدوث ما لا يُحمد عقباه. للأسف، ليس كل الناس قادرين على التعامل مع خدمة “بنكك”، مما يزيد من معاناتهم.
أدعو الجهات المختصة إلى إصدار تصريح رسمي يوضح ما يحدث في هذه الأزمة، ويشرح مشكلة السيولة النقدية التي أرهقت المواطنين وجعلت حياتهم أشبه بكابوس يومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى