عصام حسن علي يكتب: انتصار عسكري تاريخي: القوات المسلحة تستعيد ود مدني من قبضة المليشيا الإرهابية

شهدت الأيام الماضية تطورًا نوعيًا في مجريات الأحداث حيث تمكنت القوات المسلحة من تحقيق انتصارات عديدة في جميع محاور القتال تكللت بتصر حاسم اليوم باستعادة السيطرة على مدينة ود مدني، العاصمة الإقليمية لولاية الجزيرة. هذه العملية العسكرية الدقيقة والمحكمة أصبحت مثالًا يُدرس في فنون التخطيط والاستراتيجيات العسكرية، حيث تجلت فيها عبقرية التخطيط العسكري السوداني وقدرته على التعامل مع التحديات المعقدة.

السياق العام للمعركة

ود مدني، المدينة التي تُعتبر واحدة من أهم المدن الاستراتيجية في السودان، كانت قد وقعت تحت سيطرة مليشيا آل دقلو الإرهابية لفترة من الزمن. هذه المليشيا، التي تعتمد على أساليب غير تقليدية وتلجأ إلى العنف والتخريب،والاغتصاب والنهب والسلب كانت تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المدينة وسكانها. ومع تصاعد التحديات الأمنية،
قامت القوات المسلحة تساندها قوات هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة والشرطة والمقاومة الشعبية والمستنفرين بشن عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة وإنهاء وجود المليشيا فيها.

*العبور إلى ود مدني: التفاف ناجح داخل صنوق العدو*

أثبتت القوات المسلحة السودانية مرة أخرى كفاءتها واحترافيتها العالية في تنفيذ العمليات العسكرية المعقدة. جاءت خطة دخول مدينة ود مدني معتمدة على استراتيجية التفاف ناجح داخل صندوق العدو، وهي استراتيجية تعتمد على التحرك خلف خطوط العدو وتطويقه من عدة جهات. تم تنفيذ هذه الخطة بدقة عالية، حيث استهدفت القوات البحرية السودانية مواقع استراتيجية باستخدام وحداتها الخاصة، ما أربك صفوف العدو وأدى إلى انهيار دفاعاته بشكل سريع.

*دور القوات البحرية والإنزال المظلي*

كان للقوات البحرية السودانية دور بارز في هذا الانتصار، إذ شاركت بوحداتها الخاصة في عملية استعادة السيطرة على المدينة. ونفذت القوات الخاصة إنزالًا مظليًا خلف خطوط العدو، ما ساهم في قطع الإمدادات وتعطيل محاولات المليشيا إعادة تنظيم صفوفها. هذا التنسيق بين مختلف وحدات الجيش السوداني، سواء القوات البرية أو البحرية أو الدعم الجوي، يظهر مستوى التلاحم والتكامل الذي تحقق على الأرض، مما يجعل هذه العملية نموذجًا يُدرس في المعاهد العسكرية حول العالم.

*استراتيجية متميزة وأداء استثنائي*

تجلى التخطيط العسكري السوداني في هذه المعركة، حيث اعتمدت الخطة على استغلال نقاط ضعف العدو ومعرفة دقيقة بجغرافيا المنطقة. التقدم المدروس والتنسيق العالي بين الوحدات القتالية أثبت قدرة القوات المسلحة السودانية على التعامل مع أصعب الظروف وأشد التحديات، رغم تعقيدات المواجهة مع مليشيا مدعومة بوسائل غير تقليدية. كانت الخطة تعتمد على التحرك السريع والمفاجئ، مما لم يترك للعدو فرصة للرد أو إعادة تنظيم صفوفه.

*رسالة الانتصار*

يُعد هذا الانتصار رسالة قوية لكل من يحاول تهديد أمن السودان واستقراره. دخول القوات المسلحة السودانية إلى مدينة ود مدني ليس مجرد استعادة لمدينة استراتيجية، بل هو تأكيد على تصميم الجيش السوداني على الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها ضد أي محاولات للعبث بأمنها وسيادتها. هذا الانتصار يعكس أيضًا قدرة القوات المسلحة على التكيف مع الظروف المتغيرة ومواجهة التحديات الأمنية بفعالية.
مع استعادة السيطرة على ود مدني، عاد الأمن والاستقرار إلى المدينة، مما يسمح للسكان بالعودة إلى حياتهم الطبيعية.
هذا الانتصار عزز ثقة الشعب السوداني في قدرة القوات المسلحة على حماية البلاد ومقاومة التهديدات الأمنية داخلية كانت أم خارجية.
عاش السودان حرا أبيا وعاشت قواته المسلحة درعه الحصين وحارسه الامين…
جيش واحد شعب واحد وطن واحد

Exit mobile version