حميـدتي،، من الطمـوح ما قتـل.. استفاد من فوضى الفترة الانتقالية فاستحوذ على أرفع المناصب

انقلب على الجيش، فخسر المعركة وطالته العقوبات،،
..

امتلك نفـوذاً في السلطة والسطوة والمال ولكـن..

أرخى أذنيه لوسواس القحاتة ورهن إرادته للإمارات..

ضربت الحرب كتلة قواته، وشتت شمل أسرته..

المبعوث الأمريكي: العقوبات لها تأثير على حميدتي وعائلة دقلو..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

قطع المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرللو بإمكانية أن تنعكس العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية على قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سلباً على قدرة كلٍّ من حميدتي كفرد وعائلة دقلو على القيام بأعمال تجارية في أي مكان في العالم، وقال بيرللو بحسب راديو دبنقا إن العقوبات ستكون ذات تأثيرات كبيرة على الشركات التي شاركت في تأجيج الصراع عبر تجارة الأسلحة، إذ يصعب عليها بعد فرض هذه العقوبات أن تعمل في إطار النظام المالي الدولي، واستبعد المبعوث الخاص للسودان أن تكون الولايات المتحدة قد اتخذت عقوبات منفردة، مضيفا: “نحن سعداء بأن نرى شركائنا الأوربيين وكذلك المملكة المتحدة يفرضون عقوبات، ونعتقد أنهم سيواصلون العمل مع حكومة الولايات المتحدة لزيادة التكلفة حتى لا تكون العقوبات أحادية الجانب فقط”.

الإجراءات ستظل سارية:
ونفى الدبلوماسي الأمريكي توم بيرللو أن تكون إدارة بايدن قد فرضت العقوبات في توقيت متأخر، مبيناً أن بلاده تفرض عقوبات منذ بدء الحرب، وكانت هناك جولة من العقوبات هذا العام، بما في ذلك العقوبات على اثنين من أشقاء قائد الدعم السريع، وأكد بيرللو أن واشنطن تفرض عقوبات على الجهات الفاعلة السيئة في السودان منذ بدء الحرب، منوهاً إلى أن وتيرة العقوبات قد زادت باستمرار على كل من الجهات الفاعلة في هذه الحرب، وخلال هذا العام تم تضمين اثنين من الإخوة في عائلة دقلو، بالإضافة إلى العديد من الشركات المتورطة في تجارة الأسلحة إلى السودان
ويتابع بيرللو قائلاً:” بنينا هذا الأسبوع على تلك الإجراءات السابقة حتى طالت رأس قوات الدعم السريع، حميدتي، بالإضافة إلى عدد من الشركات التي تعتبر مركزية في تأجيج الحرب في السودان، وكان هذا الجهد متسقاً ومتصاعداً لن ينتهي بقرارات هذا الأسبوع، مبيناً أن هذه الإجراءات ستظل سارية وستواصل حكومة الولايات المتحدة النظر في كيفية رفع التكاليف على أولئك الذين يؤججون هذا الصراع وهذه الفظائع.

زمان المهازل:
وبقدر ما كانت حرب الخامس عشر من أبريل 2023م فرصةً ذهبية سعى من خلالها قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، للاستيلاء على السلطة والتأسيس لمملكة دقلو في السودان، بقدر ما كتبت هذه الحرب نقطة النهاية لرواية الطموح الأعمى والأحلام الجامحة التي كانت تعتمل في دواخل حميدتي والشياطين التي وسوست له وحمّسته للانقلاب على المؤسسة العسكرية والانتقال من مقعد الرجل الثاني في السودان ليكون الرجل الأول والحاكم بأمره، لقد صدَّق حميدتي أنه “فريق أول” واستشعر قيمة هذه الهيبة وهو يجالس مزهواً ضباطاً أفنوا زهرة شبابهم في خدمة المؤسسة العسكرية تدريباً وتأهيلاً وخوضاً للمعارك وبذلاً للعرق والدماء حتى ازدهت أكتافهم بهذه العلامات الصفراء، ليأتي محمد حمدان دقلو الفاقد التربوي ويزاحمهم في الاستمتاع بهيبة الرتب وشرف المنصب، بل حاول أن يستغل الفوضى التي ضربت الفترة الانتقالية ليكون رجل السودان الأول! هذا زمانك يا مهازل فامرحي،، قد عُدَّ كلبُ الصيدِ في الفرسان.

نهاية مرجوة:
فإن كان حميدتي ميتاً فلا تثريب عليه لأن العقوبات الأمريكية لن تُحدث فرقاً، فما لجُرحٍ بميِّت إيلامُ، وأما إذا كان حميدتي حيَّاً فإن هذه العقوبات ستكون بدايةً لنهاية مرجوة ليست لمحمد حمدان دقلو وحده بل لمنظومة الدعم السريع التي كانت ” تهزّ وترزّ” وتتنقل بين طول البلاد وعرضها تتباهى بقدراتها وإمكانياتها التي كانت تبزُّ بها حتى القوات المسلحة خاصة بعد أن أصبح الدعم السريع يستظل برعاية الاتحاد الأوروبي ويضطلع بمهمة مواجهة عصابات الهجرة غير الشرعية التي قضّت مضاجع دول أوروبا بعد أن اتخذت من السودان معبراً إليها من دول شرق ووسط أفريقيا، وازدادت وتيرة الاهتمام بالدعم السريع بعد أن باتت قواته تشارك باسم السودان ضمن منظومة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في عاصفة الحزم باليمن.

الأخوة المعاقبون:
التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية التي تتصدر العناوين وتستحوذ على اهتمام المواقع الإلكترونية، وتضجُّ بها منصات التواصل الاجتماعي بقتلها بحثاً وتحليلاً، تجاوزت حدود مؤسسة الدعم السريع، وقائدها مجهول المصير محمد حمدان دقلو، ووصلت إلى أسرته التي شتت هذه الحرب شملها، وفرقت جمعها، وجعلت الدائرة عليها، ليهيموا على وجوههم بين قتيل، وشريد، ومعاقب دولياً، فقائد ثاني ميليشيا الدعم السريع عبد الرحيم دقلو الأخ غير الشقيق لحميدتي، تمت معاقبته منذ سبتمبر من العام الماضي 2024م من قبل وزارة الخزانة الأميركية التي فرضت عليه عقوبات بسبب ارتكاب قواته أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، لتأتي وزارة الخزانة نفسها وبعد شهر واحد فقط وتفرض عقوبات على شقيق حميدتي القوني حمدان دقلو لتورطه في شراء الأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية التي مكّنت قوات الدعم السريع من تنفيذ عملياتها الجارية في السودان، بما في ذلك هجماتها المستمرة على مدينة الفاشر ، ولم تسلم من العقوبات الأمريكية حتى الشركات التابعة للدعم السريع والتي تمثل شريان تمويل الميليشيا مالياً، حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتها على 7 شركات ذات صلة بالدعم السريع مما يضع آل دقلو وميليشاته على حافة الإفلاس والعدم.

خاتمة مهمة:
هكذا وبعد مرور نحو عشرين شهراً على اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع، أصبحت هذه القوات شبه العسكرية، وقائدها وأسرته جميعهم في مهب الريح، فقد ذهب بريق السلطة والنفوذ والسطوة، وتبقّى فقط ليل الحسرة والندم يُرخي سدوله بأنواع من الهموم تضرب بنية الميليشيا التي تحولت إلى مجموعة عصابات ونهابين وشفشافة تروّع المواطنين الآمنين وتمارس في حقهم شتى صنوف الانتهاكات والجرائم، لتضع الميليشيا نفسها في مرمى نيران المجتمع الدولي بقيادة أمريكا التي أخرجت سيف عقوباتها من غمده وسلطته على رقبة حميدتي وإخوته، واضعةً نهاية منطقية لميليشيا الدعم السريع التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن حاصرتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وضيَّقت عليها الخناق في مختلف محاور وجبهات القتال في السودان.

Exit mobile version