كلمات صريحة – بدرالدين الباشا – المريخ.. هي فوضي؟

قرار مجلس إدارة نادي المريخ بإقالة المدرب الإيطالي يعد قرارا متسرعا وغير مدروس. فإقالة المدرب لن تحل مشاكل المريخ العميقة، ولا يمكن أن تُغير من واقع الحال في الساحة المريخية المزرية التي تعيشها. مشكلة المريخ الحقيقية تكمن في الجوانب الإدارية، وهي مشكلة مزمنة ومعروفة للجميع، وقد استمرت لسنوات طويلة ولم تظهر مع المدرب الإيطالي فقط. واللافت أن المدرب الإيطالي تحمل الكثير من الصبر والإرهاق خلال فترة عمله، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها في إدارة الفريق.
من المهم أن نُقر أن هذا التوقيت لم يكن الأنسب للقرار، إذ إن الفريق يعيش واحدة من أسوأ حالاته، ويحتاج إلى عمل جاد لتجميع اللاعبين وتوحيدهم من جديد، وإعادة الروح المعنوية إلى نفوسهم. فإن الحالة النفسية للاعبين اليوم في غاية السوء، والتغيير المفاجئ في الجهاز الفني قد يزيد الأمور تعقيدا. الفريق بحاجة إلى عملية إعادة تأهيل شاملة، تشمل التمارين البدنية والفنية، وكذلك الجوانب النفسية.
لا يمكننا أن نغفل أيضا أن إقالة المدرب الإيطالي، على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها، كانت خطوة محكومة بالواقع، خاصة أنه غادر برغبة من الطرفين، وتنازل عن مستحقاته المالية، وهو ما يُظهر جانبا من تعاونه وتفهمه للظروف التي يمر بها النادي. ولكن، لا يمكن أن نغفل أن المشاكل الأساسية تكمن في الإدارة وليس في المدرب، ولن تتغير الأوضاع بمجرد تغيير الشخص المسؤول عن التدريب.
في ظل هذه الظروف، فإن المريخ لا يملك رفاهية إهدار الوقت في تجارب جديدة أو اتخاذ قرارات عشوائية. يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت الإدارة أو اللاعبين، لكي نتمكن من إعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي. يحتاج المريخ إلى خطة طويلة الأمد، تشمل إعادة بناء الفريق على أسس قوية ومستدامة، سواء على صعيد اللاعبين أو الإدارة.
كما أن الفترة المقبلة تتطلب عملا شاقا على جميع الأصعدة، إذ يتعين على إدارة النادي أن تعمل بجد لتنظيم كل ما يتعلق بالجانب الإداري والتنظيمي، بالإضافة إلى إعداد اللاعبين بدنيا وفنيا. من الضروري أن يستعد المريخ لموسم جديد قائم على إعداد متكامل وترتبيات عالية، بما في ذلك تجهيز الفريق، للمشاركة الفعالة في جميع المنافسات .
المريخ يحتاج اليوم إلى استراتيجية شاملة، تتضمن تحديد أهداف واضحة وتوفير بيئة عمل ملائمة للمدرب القادم، وكذلك دعم اللاعبين نفسيا وفنيا. فقط من خلال هذا النوع من التنسيق والعمل المشترك يمكن أن يعود المريخ إلى سابق عهده، ويصبح في أفضل حالاته، كما كان في الماضي، حيث كان يُعد واحدا من أقوى الأندية في المنطقة.
إذا تمكنا من تحقيق هذه الخطوات بنجاح، فإن المريخ سيعود إلى القمة، وسيسهم في دعم منتخبنا الوطني في مشواره الصعب في تصفيات كأس العالم. وبإذن الله، سيعود المريخ ليكون كما كان، ماردا لا يُقهر.

Exit mobile version