*
وضع فريق كرة القدم بنادي المريخ وصل إلى مرحلة محزنة. المشكلة ليست في خسائره بالدوري الموريتاني، فالفوز والخسارة والتعادل أمور طبيعية في كرة القدم. لكن الحالة العامة للفريق، سواء على الصعيد الفني أو الإداري، وانعدام انضباط اللاعبين أصبحت لا تسر عدوا أو صديقا. هناك فوضى كبيرة في جميع النواحي، ما بين الإدارية والفنية وغيرها.
أكتب هذه الكلمات من منطلق واجبي المهني والصحفي، ومن منطلق أن المريخ يمثل ضلعا أساسيا في كرة القدم السودانية. وجوده وعافيته واستقراره تهمني، لأن المريخ ليس مجرد نادِ عادي، بل هو كيان ذو قاعدة جماهيرية عريضة داخل السودان وخارجه، وله شهرته في أفريقيا والوطن العربي. انتصاراته تسعدنا لأنه يلعب ويمثل السودان، ويرفع علمه، ويُعزف له السلام الجمهوري. اسم المريخ يرتبط باسم السودان، فهو جزء من تاريخنا وإرثنا الحضاري، شئنا أم أبينا.
المريخ يُعدّ مكونا أساسيا من المنتخب الوطني “صقور الجديان”. لذلك، أناشد كل محبي المريخ والهلال وكل السودانيين أن يتنادوا لتوحيد صفوف المريخ وإنقاذه بسرعة قبل فوات الأوان، حفاظًا على شكله وهيبته ومنع المزيد من هروب لاعبيه.
مشاكل المريخ ليست في مدرب الفريق فقط، بل هي بالأساس إدارية. منذ رحيل جمال الوالي، فقد النادي استقراره. بدأت ظاهرة خطيرة في الفريق، وهي “تشليع” الكيان وهروب أفضل اللاعبين. فقد الفريق 9 لاعبين مميزين، من بينهم الحارس محمد مصطفى، مصطفى كرشوم، بخيت خميس، الجزولي نوح، عمار طيفور، والتكت. وعلى الطريق، يبدو أن الفريق سيفقد الموهبة الأبرز في الكرة السودانية حاليا، اللاعب موسى كانتي.
غياب الانضباط والفوضى داخل الفريق وضعف الجهاز الإداري كان سببًا مباشرًا في هروب اللاعبين من معسكر الفريق بموريتانيا وعودتهم إلى السودان بدون إذن. الأسوأ من ذلك، أن هؤلاء اللاعبين باتوا يمارسون نشاطهم في الحواري ودورات الأحياء.
سنواصل بإذن الله في تناول ملف المريخ في مقالاتنا القادمة.