أخر الأخبار

مساعي لرفع تجميد عضويته في المنظمة الإقليمية،، عودة السودان للاتحاد الأفريقي،، مطلوبات مهمة

..

انفراج في علاقة السودان بالاتحاد الأفريقي عقب زيارة مجلس السلم لبورتسودان..

دعوة قيادة الدولة للإيفاء بمطلوبات عودة السودان للمنظمة الأفريقية..

مطالبة بالإسراع في تعيين رئيس وزراء ليختار حكومة انتقالية بمهام محددة..

ضرورة تشكيل الحكومة الانتقالية قبل انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تصاعدت الأصوات المنادية بضرورة رفع تعليق عضوية السودان، وإعادته إلى مكانه الطبيعي كعضو فاعل في الاتحاد الأفريقي، وفتحت المنظمة الإقليمية ” نفّاجاً” للأمل بإمكانية أن يستعيد السودان مقعده في الاتحاد الأفريقي، وذلك من خلال زيارة مهمة لوفد مجلس السلم والأمن الأفريقي في منتصف أكتوبر الماضي إلى مدينة بورتسودان، وتقدم رئيس المجلس السفير محمد جاد بطلب لإعادة فتح مكتب اتصال الاتحاد بالسودان في العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية مدينة بورتسودان لتسهيل عملية التواصل ودعم جهود السلام، وقد اعتبر مراقبون المبادرة بمثابة خطوة مهمة على طريق استعادة السودان موقعه برفع تعليق عضويته في الاتحاد الأفريقي.

مسوغات التجميد:
ومنذ أكتوبر من العام 2021م جمّد الاتحاد الأفريقي على خلفية الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام 2021م والتي فضّ بموجبها شراكة المؤسسة العسكرية مع المكوِّن المدني الذي كان يقوده تحالف قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، حيث تم حل مجلسي السيادة والوزراء وفرض حال الطوارئ في البلاد، الأمر الذي اعتبره الاتحاد الأفريقي انقلاباً عسكرياً، إذ تشدد المادة 30 من القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي بعدم السماح للحكومات التي تصل إلى السلطة بطرق غير دستورية بالمشاركة في أنشطة الاتحاد، كما يرفض “إعلان لومي” الذي أقره الاتحاد الأفريقي، في العام 2000م، التغييرات غير الدستورية للحكومات، كما أن الميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم، الصادر في العام 2007م، يعتبر التغييرات غير الدستورية تهديداً خطيراً للسلم والأمن والتنمية.

تطور مهم:
توصيف الاتحاد الأفريقي الذي رفضته الحكومة السودانية، خلق جفوة بين الطرفين، وازداد طين هذه الجفوة بلة عقب اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، والموقف المخزي للاتحاد الأفريقي بسلبيته تجاه إدانة الميليشيا المتمردة، بل كانت بعض دول الاتحاد الأفريقي داعمة ومساندة للجنجويد بما في ذلك منظمة الإيغاد، ولكن حدة التوتر بين الجانبين بدأت تأخذ منحىً في التراجع منذ زيارة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي في أكتوبر الماضي، بل منذ تسلم مصر رئاسة المجلس عطفاً على موقف مصر الواضح من الأزمة من خلال دعمها الكامل لاستقرار السودان، وانخراطها بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان، بما يصون مصالحه ويحافظ على سيادته ووحدة أراضيه.

حرص ولكن:
وتبدو الحكومة السودانية حريصة على استعادة مقعدها في الاتحاد الأفريقي الذي يصرُّ على تعيين رئيس مجلس وزراء لقيادة حكومة مدنية في السودان، ومنذ يناير من العام 2022م ظل كرسي رئيس مجلس الوزراء شاغراً عقب استقالة دكتور عبد الله حمدوك، وعقب اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أكثر من مرة عن مشاورات تجري لاختيار رئيس وزراء ليقوم بدوره بمهمة تشكيل الحكومة المرتقبة، ولكن الأمر تأخر كثيراً، بل عمدت قيادة الدولة إلى إجراء ترميمات في بنية مجلس الوزراء بإجراء عمليات إحلال وإبدال في بعض الحقائب الوزارية دون أن يتم تعيين رئيسٍ لمجلس وزراء.

خطوات ضرورية:
ويشدد مراقبون على ضرورة تعيين رئيس وزراء ليقوم بتشكيل حكومة انتقالية معينة وليست مكلفة لتضطلع بتأدية مهام محددة مبنية على استراتيجيات وخطط وبرامج واضحة تعالج قضايا الاقتصاد ومعاش الناس وتنفتح على المجتمع الخارجي وترفع في الوقت نفسه عن القوات المسلحة عبء العمل السياسي والتنفيذي، ليتفرغ الجيش لملحمة القضاء على الميليشيا المتمردة وتعزيز الأمن والاستقرار، وهي الخطوات التي تدفع بدماء الأمل في شرايين المواطنين وتطمئنهم، قبل أن تضع رسالة في بريد الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بوجود حكومة حقيقية يسهل التعامل معها وتحلِّق بجناحين لتلبية أشواق وتطلعات المواطنين، وتحقيق الإنجازات وجلب المكتسبات من خلال الحصول على حقوق السودان من المنظمات الإقليمية التي لا تعترف إلا بالقوي.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الأجواء تبدو مواتية حالياً أكثر من أي وقت مضى في ظل المرونة التي يتعاطى بها الاتحاد الأفريقي مع السودان الذي يستعد لإجراء انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي لاختيار بديل للتشادي “موسى فقي” الذي يطالب فقط بتعيين رئيس وزراء ليستعيد السودان موقعه داخل منظومة الاتحاد، ونخشى في حال وصول الكيني “رايلا أودينجا” لرئاسة المفوضية أن يعاني السودان من أجل استعادة موقعه عطفاً على الموقف الكيني المعروف من الأزمة في السودان، فعلى القيادة العليا أن تسابق الوقت وتعلن اسم رئيس الوزراء ليشكل حكومته قبل حلول شهر مارس موعد رحيل “موسى فقي” ووصول الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى