دوران في بورتسودان..المبادرة التركية علي الخط

*التقــى البــــــــرهان وعددًا من الـــــــوزراء..*

*تقرير_ محمد جمال قندول*

وصل نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران إلى البلاد أمس، في زيارةٍ مهمة، حيث أجرى مباحثاتٍ مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، وكذلك جمعه اجتماعٌ آخر مع وزير الخارجية د. علي يوسف، بينما التقى عددًا من المسؤولين.

وتأتي زيارة الضيف التركي بعد طرح “أنقرة” لمبادرة بين السودان والإمارات منتصف الشهر الماضي.

مدخل تركيا

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، قد التقى أمس (السبت) نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران، وذلك بحضور وزير الخارجية السفير د. علي يوسف، وسفير تركيا لدى السودان.

وأكد نائب وزير الخارجية التركي، أنّ بلاده تبذل جهودًا مقدرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وقال إنّ مدخل تركيا لإنهاء الحرب في السودان واضح، ويرجع الفضل في ذلك للعلاقات المتميزة بين البلدين.

الضيف التركي، أعرب عن سعادته بزيارة السودان، مشيرًا إلى أنّه عقد لقاءين مع وزيري الخارجية والمالية، واصفًا اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين في السودان بالمثمرة.

وأكد المسؤول التركي على ضرورة سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، مشيرًا إلى دعم بلاده لجميع المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف لمعالجة الأزمة السودانية.

العلاقات الثنائية

ويقول المحلل السياسي والكاتب الصحفي عمار العركي إنّ زيارة المسؤول التركي تمثل رسالةً مزدوجة: دعمًا إنسانيًا وتنمويًا من جهة، ودفعًا سياسيًا نحو إنهاء الحرب وتحقيق السلام من جهةٍ أخرى.

ومع تصاعد التحديات أمام السودان، فإنّ هذه الزيارة والمبادرة التركية قد تكونان بداية طريقٍ طويلٍ لإعادة الاستقرار وبناء علاقات استراتيجية تسهم في تخفيف الأعباء السياسية والاقتصادية التي يواجهها السودان حاليًا.

ويواصل محدّثي في معرض الطرح ويقول: إنّه في ما يتعلق بما رشح عن وساطةٍ تركية بين السودان والإمارات، لم تتضح الرؤية وتفاصيلها، وأيًا كان، فالمبادرة التركية تأتي في لحظة حرجة بالنسبة للإمارات، حيث تسعى للخروج من مأزقها الحالي عبر الوساطات.

غير أنّ العركي يرى أنّ نجاح هذه المبادرة يعتمد على مدى قدرة تركيا على إحداث مواءمة مقنعة بين المصالح الاستراتيجية والمكاسب المادية، وما بين الخسائر المعنوية الاعتبارية للسودان، إضافةً إلى إحداثها تغييرٍ حقيقي في مواقف الأطراف الإقليمية المتورطة في الحرب، وهو ما يجعلها اختبارًا حقيقيًا لنوايا تركيا كوسيطٍ محايدٍ في وساطة يشهد لها العالم بأنّها بين جانٍ ومجنيٍ عليه.

وذكر وزير الخارجية السفير علي يوسف في تصريحاتٍ صحفية عقب لقاء نائب وزير الخارجية التركي مع رئيس مجلس السيادة، أنّ اللقاء تطرق للعلاقات الثنائية بين السودان وتركيا ومجالات التعاون المشترك.

وتابع أنّ اللقاء استعرض المبادرة التركية التي كان قد تقدم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس مجلس السيادة، وأنها تأتي في إطار تحقيق السلام في السودان، مؤكدًا أنّ رئيس مجلس السيادة رحب بهذه المبادرة وطلب من الوزير التركي نقل هذا الترحيب للرئيس رجب طيب أردوغان، ولوزير الخارجية التركي الذي يتولى تفاصيل إدارة هذه المبادرة.

الوزير علي يوسف توقع بأن يكون للزيارة ما بعدها فيما يلي دعم العلاقات بين السودان وتركيا، كاشفًا عن أن هناك ٣ بواخر تحمل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية للسودان.

Exit mobile version