جمعتني الأيام بالأستاذ محمد وردي عليه رحمة الله وغفرانه، فأذكر جيداً تفاصيل اللقاء الأول بإتحاد الفنانين بأم درمان ذات شتاء رائع وأنا قادم من العاصمة الوطنية تُجاه مدينة الخرطوم توقفت عند الإتحاد ورأيت وردي جالساً بكامل أناقته؛ ذهبت له مباشرةً وألقيت عليه السلام وقلت له ممازحاً ( والله يا أستاذ السامعنو عنك زول مفتري وما بتسلم على الناس ) فضحك وسلّم على بحرارة وكأنه يعرفني من أعوام طويلة، تجاذبنا أطراف الحديث وعندما علم أنني من القضارف جاش بخاطره الأستاذ عبدالواحد عبد الله ( رحمه الله ) وأخبرني بمقابلته له في جامعة الخرطوم ونظم له قصيدة الإستقلال الخالدة التي تغنّى بها وردي فيحفظها الكبير والصغير بعد أن أضاف لها لحناً جميلاً فسطّر التأريخ السوداني هذا العمل الخالد .
يأتي الإستقلال وبلادنا تواجه تمرد غاشم من حمديتي وأخيه ( عُملاء إبن زايد ) فأصبحوا أداة لتنفيذ المخطط الخطير لتمزيق السودان ، يأتي الإستقلال ومجموعة من الناشطين تم تجنيدهم ( وإستغلالهم ) من المخابرات العالمية للعودة للسُلطة ولو على دماء أبناء الوطن، يأتي الإستقلال والقوات المسلحّة تُساندها قوات جهاز الأمن والإحتياطي المركزي والمشتركة والمقاومة الشعبية ولواء البراء ودرع السودان يقفون بجانب الجيش لدحر العدو المتمرد، يأتي الإستقلال والدولة تثبت برغم كيد الكائدين، يأتي الإستقلال والحكومة تُجمع على دحر مليشيات حميدتي، يأتي الإستقلال والحكومة تغيّر العملة، يأتي الإستقلال ومخابراتنا تُجهض المحاولات الداعمة لتفتييت البلاد.
إستقلال من المستعمر (وإستغلال) من بعض أبناء البلاد العاقين الذين إختاروا الإرتهان للدرهم والدولار فأصبحوا أبواقاُ للتمرد بلا خجلٍ أو حرج، تجمّعت مجموعات تقدم لخدمة أجندة الإمارات الداعم الأول والرئيس للمليشيات المتمردة ومع ذلك يُكذّب المدعو حمدوك كذباً فوّاحاً فلا يستحي ربيب الإمارات بتصريحاته التي ينفي فيها دعم دويلة الشر بتمويل المليشيات، فأصبح مدافعاً برفقته بعض الناشطين عملاء أبوظبي دفاعاً يفوقون به عمران عبد الله والباشا طبيق اللذان لو شهدهما مسيلمةَ لأحتار في كذبهم ونفاقهم.
يأتي الإستقلال وقواتنا المسلّحة تُقدّم الشهداء والجرحى في سبيل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها ، يأتي الإستقلال والجيش يتمدد بصورة كبيرة يُحاصر المليشيات في الجزيرة وأم روابة وبحري الصمود وفاشر السلطان تصمد وتتقدم، يأتي الإستقلال ونرى حُب الشعب لجيشه العظيم وتصديّه لأكبر مؤامرة في العصر الحديث، يأتي الإستقلال والوطن موعود بمستقبل واعدٍ بعد دحر المليشيات التي تنهار بين الحين والأُخرى، يأتي الإستقلال والشعب يفوّض قواته المسلّحة للقضاء على التمرد.
يأتي الإستقلال والجيش يتأهب لتحرير الجزيرة وبحري ستكون الفرحة كبيرة جداً وقريباً جداً سيتعانق جنود الكدرو وأمدرمان العسكرية بجيش الإشارة التي صمدت صمود الجبال ثم يلتحمون مع جيش القيادة العامة للقضاء على تمرد حميدتي عميل الإمارات .