أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي رفض مصر كافة أشكال التدخل الأجنبي في السودان، مشددا على ضرورة أن ينبع حل الأزمة من السودانيين أنفسهم، وبما يحفظ وحدة وسيادة السودان، كما شدد على أهمية دعم دور مؤسسات الدولة السودانية بما يمكنها من الاضطلاع بواجباتها في رعاية شئون الشعب السوداني.
وقال وزير الخارجية المصري في حوار مع موقع ” أفرو نيوز 24 ” : ” إنه منذ بدء الاضطرابات الداخلية في السودان في أبريل 2023، اضطلعت مصر بجهود حثيثة لدعم ومساندة الأشقاء في السودان في هذه اللحظة الفارقة والدقيقة، حيث استند الدور المصري على أهمية دعم المؤسسات السودانية، والحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية، مضيفا “وجاء التحرك المصري في هذا الإطار عبر مسارات متعددة على المستويين السياسي والإنساني.
وأوضح الدكتور بدر عبد العاطي أنه على المستوى السياسي، استضافت مصر مؤتمراً لدول جوار السودان في يوليو 2023، ثم مؤتمراً للقوى السياسية والمدنية السودانية في يوليو 2024، كما تعمل على استئناف عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي ودعمه في الأطر متعددة الأطراف.
وقال ” أما بالنسبة للشق الإنساني، فقد استقبلت مصر مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين وحرصت على توفير كافة الخدمات اللازمة للحياة بصورة كريمة لحين استتباب الأوضاع في بلادهم، كما عملت على نفاذ المساعدات الإنسانية للسودان من خلال تقديم المساعدات الإنسانية بصورة مباشرة للأشقاء السودانيين، بالإضافة إلى التنسيق مع المنظمات الدولية والدول المانحة لتعزيز الاستجابة الإنسانية للأزمة في السودان.
وأشار وزير الخارجية المصري إلي أن زيارته الأخيرة إلي بورسودان بتوجيه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي شكلت ترجمة عملية للتضامن المصري مع الشعب السوداني في مواجهة التحديات الجسيمة التي يواجهها، وتعبيراً عن وقوف مصر بجانب السودان في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها.
وأكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يولي اهتماما شديدا بالتعاون مع أشقائنا في القارة الأفريقية، وقال “نحن ننظر إلى أفريقيا باعتبارها المستقبل الواعد لمصر لأن هناك فرص هائلة موجودة فيها إذ أن أفريقيا القارة الوحيدة التي تستطيع مضاعفة عدد سكانها حتى عام 2050 وتشهد نموا مضطردا في الطبقة الوسطى والقوة الشرائية.
وكشف الدكتور بدر عبد العاطي عن أن الاستراتيجية المصرية تجاه القارة الأفريقية ووفقا لتوجهات الرئيس السيسى تقوم على عدة محاور، علي رأسها هو مزيد من الانخراط السياسي في أفريقيا وذلك من خلال تبني مصر لكافة القضايا التي تهم القارة وتبني مصر لأجندة 2063 في كل المحافل الدولية، وهذا ما نقوم به بالتأكيد سواء داخل الاتحاد الأفريقي أو في أطر الأمم المتحدة وأجهزتها.
وأشار إلي تحرك تقوم به مصر في ملف يتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى ريادته وهو ملف إعادة الأعمار في القارة في مرحلة ما بعد النزاعات، وعلى هذا الأساس تبذل مصر جهودا ضخمة جدا لمساعدة أشقائها في أفريقيا للتعافي من الأزمات ومنع تكرار الصراعات من خلال تنفيذ مشروعات لإعادة الأعمار.
ولفت وزير الخارجية المصري إلي الدور الذي يقوم به مركز القاهرة الدولي لتسوية الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام،لافتا إلي أن المركز أصبح رائدا داخل القارة الأفريقية خاصة فيما يتعلق بالربط بين قضية الأمن من ناحية والسلام والتنمية من ناحية الأخري .
واعتبر الدكتور بدر عبد العاطي أنه لا يوجد تنمية من غير أمن ولا يوجد أمن بدون تنمية، لافتا إلي أن المركز بجهد كبير جدا في القارة الأفريقية للتدريب على فض المنازعات بالطرق السلمية وإعادة الدمج، وكيفية تأهيل وإعادة تأهيل أفراد الميليشيات وإعادة دمجهم داخل جيش خاصة بعد انتهاء الصراعات المسلحة، وكل هذه برامج مهمة جدا ونتيحها لأشقائنا الأفارقة .
ونوه الوزير بدر عبد العاطي إلي أنه من واقع ريادة الرئيس السيسى لملف إعادة الأعمار وهنا في العاصمة الإدارية الجديدة تستضيف مصر المقر الرسمي لمركز الاتحاد الأفريقي الخاص بإعادة الأعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات وهو موجود بتمويل من الحكومة المصرية إسهاما منها في دعم قضية إعادة الأعمار في القارة الأفريقية .
ولفت وزير الخارجية المصري إلي الجهود المصرية الهائلة التي تبذل في قطاع التنمية في أفريقيا من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وهي الذراع التنموي لوزارة الخارجية في أفريقيا، حيث تقدم الوكالة برامج كبيرة جدا في الدعم الفني وبناء القدرات وترسل العديد من القوافل الطبية إلى أشقائنا في أفريقيا، ولدينا بعض الوحدات الطبية بما في ذلك العيادات الطبية سواء الثابتة أو المتنقلة في عدد من الدول الإفريقية، وقال ” هذه هي مسئوليتنا تجاه القارة لأننا دولة أفريقية وعلينا مسؤولية فى التضامن ودعم أشقائنا في القارة الأفريقية.
وأكد الدكتور بدر عبد العاطي أن الدولة المصرية اتخذت في الفترة الأخيرة بتوجيهات من الرئيس إجراءات محددة من خلال 3 آليات مهمة للغاية سيكون لها دور مهم جدا في إعادة تموضع مصر داخل القارة الأفريقية وتعزيز الدور المصري في القارة , مشيرا إلي أن أولى هذه الآليات الآلية التمويلية الخاصة بدعم التنمية وإقامة مشروعات تنموية في دول حوض النيل خاصة حوض النيل الجنوبي المطلة على النيل الأبيض وهذه الآلية بدعم من الحكومة المصرية بتمويل يصل إلى حوالي 100 مليون دولار ونتواصل مع البنك الدولي والشركاء الدوليين لضخ أموالا إضافية لتنفيذ مشروعات تنموية بما في ذلك بناء بعض السدود في دول الحوض الجنوبي طالما أنها لا تمثل ضررا لمصر.
وقال ” إن هذا يعكس أن مصر ليست ضد التنمية كما يروج البعض وخلال زيارتي الأخيرة إلى الكونغو الديمقراطية وبتوجيه من الرئيس تم التوقيع على اتفاق ثنائي يتضمن ضمن جملة أمور أخرى اعتزام مصر تمويل بناء سد هناك في الكونغو الديمقراطية كما أنه حينما زرت مؤخرا وزير الخارجية الأوغندي ومعه وزير الموارد المائية أعلنا أيضا اهتمامنا بتمويل أحد السدود في أوغندا على الحدود مع كينيا , مضيفا ” وهذا يعكس أن مصر ليست ضد التنمية وإنما هي فقط ضد إحداث ضرر للمصالح المصرية، باعتبار أن مصر دولة مصب جنبا إلى جنب السودان .
وكشف وزير الخارجية المصري عن أن حجم استثمارات القطاع الخاص المصرى في قارة إفريقيا تفوق الـ14 مليار دولار , وقال” كلها مشروعات مهمة تفيد أشقائنا الأفارقة وتفيدنا أيضا وسوف نستمر.
يمكنكم متابعة.الحوار ايضا من خلال الرابط أدناه