تخريج 500 من المستنفرين من أبناء غرب دارفور من ضمن 10000 لإسناد الجيش..
المستنفرون سينخرطون في كل جبهات القتال ذوداً عن الأرض والعرض..
قائد لواء رمح الأمة يثمن مواقف الهيئة الشعبية المناصرة للجيش..
العميد معاوية: لواء رمح الأمة يجسّد المعنى الحقيقي لتلاحم الجيش والشعب..
الاحتفال وضع رسالة في بريد الإمارات بأن الشعب لن ينسى تأمر حكومة أبوظبي..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
احتفلت الهيئة القومية لنُصرة القوات المسلحة دائرة العمل الخاص بمدينة بورتسودان أمس السبت بتدشين الكتيبة الأولى للواء رمح الأمة والتي تقدر بخمسمائة مقاتل من الشباب المستنفرين من أبناء ولاية غرب دارفور، والذين ألوا على أنفسهم أن يبيعوا أرواحهم ودماءهم فداءً للوطن، ونُصرةً للقوات المسلحة بالوقوف معها في خندق الدعم والإسناد في معركة الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع وأعوانها من المحاور الإقليمية والدولية، وتمت من خلال الاحتفال وضع رسالة في بريد دولة الإمارات العربية مفادها أن الشعب السوداني لن ينسى تأمر حكومة أبوظبي واستمرارها في قتل المواطنين الأبرياء والعزل، وتناسي ما قدمته الخبرات السودانية من تضحيات لتكون الإمارات دولة بين الأمم.
ذكريات مؤلمة:
وعاثت ميليشيا الدعم السريع في ولاية غرب دارفور فساداً كبيراً، حيث كانت مدينة الجنينة ” دار أندوكة” أول البقاع في إقليم دارفور التي استباحتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية ومارست فيها انتهاكات فظيعة وجرائم مريعة بتقتيل المواطنين على أساس العرق والجنس والنوع، ودفنت بعضهم أحياء، واغتصبت حرائر المنطقة وسلبت ونهبت الأموال والممتلكات وأحرقت الحرث والنسل، ودمَّرت المنازل والقرى والفرقان، ولم يسلم من تلك الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي، حتى الوالي نفسه الجنرال خميس آدم أبكر الذي اغتالته الميليشيا ومثلت بجثته في مشهد اهتزَّت له الضمائر، وتحركت على إثره خطى الإدانة والاستنكار المحلي والإقليمي والدولي.
لواء كنس الميليشيا:
ولما كانت هذه المشاهد الدامية والمؤلمة قد حفرت عميقاً في أفئدة وقلوب مواطني ولاية غرب دارفور، فقد قرروا التحرك عبر لواء رمح الأمة لكنس ميليشيا آل دقلو الإرهابية، وتنظيف كل شبر من أرض السودان من دنسها، وجعلوا مدينة بورتسودان منصة ينطلق منها اللواء تحت مظلة الهيئة الشعبية لنُصرة القوات المسلحة كوعاء جامع لكل أبناء السودان الشرفاء والذين انحازوا إلى مبدأ الوقوف مع القوات المسلحة في خندق واحد من أجل سيادة ووحدة السودان، مؤكدين أنهم لن يقيموا سُرداق عزاء على من فقدوا من أبرياء في مدينة الجنينة خاصة وولاية غرب دارفور بصفة عامة إلا برفع تمام الانتصار الكامل في معركة الكرامة الوطنية وإعلان السودان خالياً من ميليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية، ومن أعوانها من العملاء والخونة ممن باعوا أنفسهم بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا في وطنهم من الزاهدين.
أول الغيث:
وقال قائد لواء رمح الأمة الأمير الطاهر السلطان بحر الدين، إن ما تم بمدينة بورتسودان ليس سوى أول الغيث بتخريج هذه الكتيبة التي تضم خمسمائة من الشباب المقاتلين، متعهداً بالوصول إلى عشرة ألاف شاب في القريب العاجل ليكونوا سنداً ودعماً للقوات المسلحة، بحيث ينخرط هؤلاء الشباب المستنفرون في كل محاور وجبهات القتال ذوداً ودفاعاً عن الأرض والعرض، وامتدح الأمير بحر الدين في إفادته للكرامة الجهود المتعاظمة التي ظلت تضطلع بها الهيئة الشعبية لنُصرة القوات المسلحة بالدعم والإسناد والمؤازرة منذ انطلاق رصاصة الغدر والخيانة الأولى من فوهة بنادق ميليشيا آل دقلو التي كانت تطمع في الاستيلاء على السلطة وتقويض نظام الحكم، وعندما فشلت الميليشيا في تحقيق مبتغاها بفضل يقظة وحنكة القوات المسلحة، حولت فوهة بنادقها تجاه المواطنين الأبرياء والعزل مستشهداً بالمذابح الدموية التي شهدتها ولاية غرب دارفور وقرى ولاية الجزيرة وسنار وغيرها من المناطق التي وطأتها أقدام الميليشيا الإرهابية، مجدداً عزم لواء رمح الأمة على تطهير البلاد من كل وجود لهؤلاء الجنجويد الأنجاس المناكيد.
تلاحم جيش وشعب:
وامتدح العميد معاوية علي عوض الله منسق القوات المشتركة في الهيئة الشعبية لنصرة القوات المسلحة الملحمة التأريخية التي رسمها مواطنو ولاية غرب دارفور وهم ينفرون خفافاً وثقالاً من أجل أن يكون لواء رمح الأمة واقعاً يمشي في الأرض ليكون إضافة جديدة لمسيرة الاستنفار التي انتظمت البلاد منذ اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريغ الغادر والغاشم، وقال معاوية دانيال في إفادته للكرامة إن لواء رمح الأمة يجسّد المعنى الحقيقي لتلاحم الجيش والشعب وتأكيد جديد على شعار ( جيش واحد شعب واحد) مبيناً أن أمةً تصطفُّ قواتها المسلحة وتبذل في سبيلها الأرواح رخيصة لن تُهزم، وأن ميليشيا الدعم السريع ارتكبت حماقة تأريخية يوم أن قررت الانقلاب على القوات المسلحة المؤسسة العسكرية العريقة ذات التأريخ والأمجاد، والتي ظلت تقدم التضحيات الجسام في سبيل الذود على حياض الوطن، منوهاً على الدروس الكبيرة التي قدمتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها في حرب الكرامة الوطنية والتي أصبحت مثار إعجاب وحديث الأعداء قبل الأصدقاء، مؤكداً أن النصر بات قاب قوسين أو أدنى وتحقيقه مسألة وقت ليس إلا.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد كان الاحتفال بتدشين كتيبة لواء رمح الأمة بمدينة بورتسودان، بمثابة استفتاء واسع على اقتراب نهاية ميليشيا الدعم السريع المتمردة وكنسها من المشهد السوداني، فقد تداعى لهذا الاحتفال ممثلون للقوة المشتركة التي تقاتل في خندق واحد مع القوات المسلحة، هذا فضلاً عن مشاركة رجالات الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الهيئة الشعبية لنُصرة القوات المسلحة، حيث جددوا جميعاً التأكيد على الاصطفاف خلف القوات المسلحة وبذل الأرواح والأنفس والممتلكات رخيصة في سبيل الوطن، ومن لا يحب صعود الجبال يعشْ أبد الدهر بين الحفر.