قال وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، إنَّ هناك جهودًا مصريةً كبيرةً تُبذل من أجل تعزيز التعاون بين القاهرة ودول القارة الإفريقية.
وفي حديثه لـ “القاهرة الإخبارية”، أضاف “عبد العاطي” أنَّ القيادة السياسية حريصة على انتهاج سياسة خارجية نشطة تجاه القارة السمراء، والدفع بمزيد من العلاقات مع الأشقاء في الدول الإفريقية خصوصًا مع دول الجوار الجغرافي المباشر وغير المباشر.
الشركات المصرية
وأوضح “عبد العاطي” أنَّ مصر تمتلك الكثير من الشركات الكبرى التي تُسهم في عمليات وتطوير وبناء دول الساحل الإفريقي، ويأتي ذلك في إطار توجيهات الرئيس المصري لدفع العلاقات مع الدول الإفريقية.
وذكر وزير الخارجية المصري، أنَّ بلاده حريصة على نقل الخبرات ودعم قدرات المؤسسات التشادية في مختلف المجالات من خلال الشركات المصرية خصوصًا أن القاهرة تنظر إلى الساحل الإفريقي باعتباره منطقة جذب استثماري، كما جرى الاتفاق في يوليو الماضي على مشروع للربط البري بين مدينتي سفاجا وأم جرس باعتباره ممرًا للتنمية الشاملة.
مكافحة الإرهاب
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الوزير المصري أنَّ منطقة الساحل الإفريقي وعلى رأسها تشاد أحد المناطق المهمة وتوليها بلاده أهمية كبرى خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها هذه البلدان، إذ إنَّ القاهرة تساند الجهود لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف بدول الساحل الإفريقي من خلال الاتصالات المتتالية والتنسيق المستمر.
ولفت إلى أنَّ مصر لديها خبرات في مكافحة الإرهاب وقدمت نموذجًا مهمًا يحتذى به في العالم من خلال تفكيك البنية التحتية للمنظمات الإرهابية من منطلق خبرة متراكمة في التدريب وبناء القدرات.
بناء القدرات التشادية
وشارك وزير الخارجية المصري، اليوم الجمعة، حفل ختام البرنامج التدريبي الذي نظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام «CCCPA» التابع لوزارة الخارجية المصرية في تشاد، بالتعاون مع وزارتيَ الأمن والهجرة والعدل وحقوق الإنسان التشادية حول مُكافحة التهديدات العابرة للحدود، والتركيز على مكافحة الارهاب والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.
وأشار “عبد العاطي” في كلمته إلى أهمية هذا البرنامج التدريبي الذي يُعقد لأول مرة في دولة تشاد بهدف تعزيز قدرات الكوادر الوطنية التشادية المعنية بموضوعات إدارة الحدود والهجرة والنزوح ومُكافحة التهديدات العابرة للحدود.
تعزيز التنمية المستدامة
وأكد الوزير المصري على أهمية التعاون الإقليمي لمعالجة جذور الأزمات وتعزيز الأمن والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى النجاحات التي حققتها مصر في مجالات مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية على المستويات الإقليمية والدولية، والتي تسعى لتشاركها مع الدول الإفريقية الشقيقة.
كما شدد على أهمية توثيق التعاون بين مصر وتشاد لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز أطر التعاون المتبادلة لتحقيق تطلعات الشعبين نحو التنمية، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج التدريبي يعد نموذجًا للتعاون الثنائي البناء بين البلدين، داعيًا للبناء على نجاحاته وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى.
