الساعة الثانية والنصف من مساء يوم غدالسبت الثامن والعشرين من شهر ديسمبر هذا تهبط اقلام الشباب التواقين للعلم المتعطشين للحاق باقرانهم ومجايليهم في دول العالم ومزاحمتهم في قاعات الجامعات التي حرموا منها منذ ايام الثورة ذات النتاج العكسي وانتهاءا بفتح ابواب البلاد للمرتزرقة والتتار..
غدا تصر اقلام هؤلاء الذين امتلاوا عزما وحزما على الجلوس لاداء الامتحان المؤجل بعدد يقارب الاربعمائة الف طالب وطالبة داخل وخارج البلاد وقد تهيات لهم الظروف هنا وهناك واكتملت حتى الداخليات التي تؤوي من لا ماوى له وتطعم من لامال له وتداوى من يصاب منهم بسوء حتى يعودوا الى اهلهم فرحين باجتياز مرحلة اوقفهم عندها بعض ساستنا وبعض قصيري النظر وقصيري القامات في حضرة قامة هذا الوطن…
ممن سيجلسون فتاة صغيرة السن يافعة رفعت يدها معارضة لكل من حاول ايقافها ومنعها من الجلوس لامتحانات هذا العام…
الطفلة شمس الحافظ عبدالله الحاج من مدرسة صليعة الثانوية بولاية غرب دارفور وقد لجات الى دولة شاد مثلها والكثيرين واستعدت لاداء الامتحان هناك كما كان مقررا فمنعها الرئيس الشادي محمد كاكا بقرار منه فقررت التحدي وتكسير قرار الرئيس عبدالمامور…
اصدر كاكا قرارا يعتبر فيه ابناء السودان في بلاده لاجئين ولا حق لهم في الجلوس لاداء امتحان الشهادة السودانية كسودانيين وبرغم تدخل المنظمات الاممية أثر كاكا على قراره فاصرت شمس الحافظ على تكسير قراره واللالتحاق باقرانها في عطبرة مرورا بمحطات انجمينا فاديس فبورتسودان لتصل قبل الموعد المضروب…
شمس الحافظ ومئات الالاف هم مايعادل سبعين بالمائة ممن تم تسجيلهم لامتحانات الشهادة التي اجلتها الحرب ومن تبقى هم تواقون للجلوس ومحرومون بامر الجنجويد وقد تناقل العالم قصص بعضهم وقد تم منعهم واعتراضهم واعادتهم الى حيث جاؤوا وهو مايؤكد ان كل ابناء السودان راغبون في الجلوس للامتحان ومن يمنعهم هم الجنجويد وابواق العمالة التي تسوق الكذب وعدم ملاءمة الزمان..
لاشئ يوقف قطار هؤلاء ولن تتوقف عجلات قطار التعليم الذي انطلق بامتحانات 23 تعقبها امتحانات 24 بثلاثة شهور ثم 25 وفقا لتقديرات الجهات المعنية في التعليم وستظل الابواب مشرعة داخل السودان وخارجه لمن يرغب في اللحاق ولن توصد الابواب إلا تلك التي اوصدها الجهلة القتلة الغارقون في الجهل ومص الدماء
وكان الله في عون الجميع