توقف تفويج المرتزقة .. انهيار الميليشيا
..
معسكرات التجنيد للمليشيا بإحدى دول الجوار خاويةً رغم المغريات المالية..
تقرير_ محمد جمال قندول
الضرباتُ تتوالى على ميليشيا الدعم السريع عسكريًا وسياسيًا ومعنويًا، حيث تعيشُ أيامٍ ثقال، مقابل انتصاراتٍ ساحقةٍ للقوات المسلحة في محاور القتال المختلفة.
وتلقت الميليشيا الإرهابية ضربةً موجعةً أمس الأول (السبت)، بهزيمةٍ مدويةٍ ألحقها بها الجيش والمشتركة بمنطقة (الزُرق) في ولاية شمال دارفور، والتي كانت من القلاع الحصينة للتمرد.
وبسبب المصير المرعب لجنود الميليشيا، فإنها أضحت تعاني في الاستنفار لصفوفها، وهو ما بدا واضحًا ضمن مؤشرات انهيارها والبلاد تستعد لاستقبال التحرير الكامل قريبًا.
الموت
معلوماتٌ جديدة تحمل مؤشراتٍ حقيقية للانهيار الوشيك للتمرد، وتقارير تحصلت عليها (الكرامة)، تفيد بأنّ تقدم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية والمستنفرين في محاور العمليات النشطة بإقليم دارفور، وولايات (الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض)، وانتصاراتها المتلاحقة، أوقفت تدفقات وتفويج المرتزقة من الانضمام لمعسكرات تجنيد الجنجويد، خصوصًا من البلدان المجاورة.
وأفاد شهود عيان لـ(الكرامة)، بأن المعسكرات المخصصة للمرتزقة بإحدى دول الجوار أصبحت خاويةً تمامًا رغم المغريات المالية التي دفعتها الميليشيا، حيث عزف الشباب عن الالتحاق بمراكز التجمعات والتجنيد خوفًا من مصير الموت الذي حصد المئات في المعارك الأخيرة في دارفور، والخرطوم وسنار.
الإدانات والعقوبات
ورجح خبراء عسكريون أنّ انقطاع سيل المرتزقة والهروب من معسكرات التجنيد، بسبب العزلة الخارجية والمحلية التي تعيشها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، والإدانات والعقوبات الدولية التي تلاحق قياداتها، إلى جانب نفض القيادات القبلية والأهلية لأياديها عن أفعالها وممارساتها وأساليبها، واستجابة عدد من المستشارين لصوت العقل والعودة لأحضان الدولة، إضافةً إلى الانشقاقات المتوالية لعددٍ من القيادات العسكرية.
وأكد الخبراء أنّ العوامل المذكورة تعجل بنهاية الميليشيا بأسرع من المتوقع، لافتين إلى أنّها أضعفت معنويات عناصر التمرد.
واعتبروا أنّ انهيار المعنويات هو الخطوة الأخيرة قبل انهيار الجيوش في المعارك.
وكان الجيش قد أمسك بزمام المبادرة واستعاد مواقعًا ومدنًا ومناطق حيوية مثل بلدة (الزُرق) مركز ومعقل قيادة الميليشيا، ومدينة بحري بولاية الخرطوم، ومدن (سنجة، والسوكي، والدندر، وأبو حجار، وجبل موية بولاية سنار)، إلى جانب مدن (ود الحداد، والحاج عبد الله) بولاية الجزيرة.
وفي خواتيم أكتوبر الماضي، انسلخت قياداتٌ عسكرية بكامل قواتها وأعلنت انضمامها للقوات المسلحة، ومن بينهم القائد كيكل بولاية الجزيرة.
ويقول الكاتب الصحفي المدير العام لمنصة اصداء سودانية محمد الفاتح بان المليشيا في المقام الاول حوصرت سياسيا ودبلوماسيا خاصة مع الإدانات الواسعة لهذه المليشيا الاجرامية بسبب جرائمها الشنيعة حيث ان المجتمع الغربي استيقظ متاخرا لإدانة التمرد.
ويضيف الفاتح الي ان المليشيا فقدت الدعم الخارجي والدبلوماسي وأصيب بعض الدول التي كانت داعمة لها بخيبة أمل بعد فشل مشروع إختطاف الدولة السودانية وأصبحت القوات المسلحة صاحبة الكعب العالي بمحاور العمليات المختلفة.
ويشير محدثي الي ان المليشيا تلقت ضربة قاضية بمنطقة الزرق التي كانت بمثابة قاعدة عسكرية ولوجستية مهمة لامداد التمرد بالعتاد والمواد الغذائية والزخائر وكانت حلقة وصل بين مطار ام جرس واقليم دافور وبالتالي مع الهزائم المتتالية والدمار الشامل الذي حاصر التمرد والمصير المرعب لجنودها وهم يواجهون الموت من كل اتجاه جعل معسكرات استنفارها خالية من الشباب.