:
_قراة.في التحولات الايحابية و فرص الحل_
_ملامح التحول الإيجابي في المشهد السوداني. :
• في ظل التحولات الإيجابية الراهنة تتزايد مؤشرات الحسم لصالح الدولة السودانية وقواتها المسلحة، التي تواصل تقدمها السياسي والدبلوماسي والميداني على حساب المليشيا وأعوانها بالداخل والخارج تزامناً مع مع تطورات إقليمية ودولية طرٱت ، أبرزها تراجع الموقف الإماراتي والتزامه بوقف دعم الميليشيا مستقبلا الأمر الذى فُسر ضمنياً اعتراف بعد انكاردعمها السابق للمليشيا ، اضافة لتحولات في مواقف دول أخرى مؤثرة وإداناتها الواضحة داخل مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
• هذه المعطيات الجديدة تٰعزز من فرص السودان للخروج من أزمته، عبر مسارات تركز على استثمار هذه التحولات لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة. تأتي هذه القراءة التحليلية لتسليط الضوء على هذه التحولات الإيجابية، وتقديم رؤية شاملة لمآلات الحرب والفرص المتاحة أمام السودان لاستعادة دوره الريادي في الإقليم والعالم.
_المشهدالسوداني الراهن :_
• منذ اندلاع الحرب، أصبحت الساحة السودانية مسرحًا لصراع داخلي بأبعاد خارجية متشابكة. في قلب هذه الأزمة، برزت ميليشيا الدعم السريع كعامل رئيسي في زعزعة استقرار البلاد، مدعومة بتدخلات إقليمية ودولية. ورغم الدعم الخارجي الذي تلقته هذه الميليشيا، فإن تراجع الموقف الإماراتي والإدانات الدولية المتزايدة بدأت تحدّ من قدرتها على الصمود أمام تقدم القوات المسلحة السودانية.
• على الصعيد الدولي، تتخذ القوى الكبرى مواقف متباينة. الولايات المتحدة أظهرت جدية في مراقبة الدعم الخارجي للميليشيا، في حين قدمت روسيا وفرنسا دعماً واضحاً للشرعية السودانية، مما يعكس توافقًا دوليًا متزايدًا بشأن ضرورة إنهاء هذه الحرب.
_راهن موقف للحكومة وقواتها المسلحة:_
• تواصل القوات المسلحة تحقيق انتصارات ميدانية مهمة، بالتوازي مع جهود الحكومة لتعزيز الجبهة الداخلية وكسب الدعم الدولي. ورغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها، إلا أن السودان يتمتع بفرص كبيرة لاستثمار هذه التطورات الإيجابية في تعزيز استقراره ووحدته.
• الحكومة تدرك أهمية الدبلوماسية الدولية في تحييد التدخلات الخارجية المعرقلة، إلى جانب ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية من خلال إشراك القوى الوطنية المخلصة في حوار سياسي شامل.
_*مـا يجــب القيــام بــه* :_
• دبلوماسيًا: على المستوى الدبلوماسي، يجب أن تعمل الحكومة السودانية بشكل مكثف على توضيح مخاطر التدخلات الخارجية وتأثيرها السلبي على استقرار البلاد ووحدتها. يجب أن تستثمر في بناء شراكات قوية مع الدول الإقليمية والدولية، مستندة إلى ما حققته من تقدم داخلي في مواجهة الميليشيات. كما ينبغي تنظيم حملات دبلوماسية لإقناع الدول التي دعمت الميليشيات بتغيير مواقفها، وربط مصالحها باستقرار السودان.
• سياسيًا: داخليًا، لا بد من اتخاذ خطوات جدية لبناء توافق وطني يشمل جميع القوى السياسية الوطنية والمخلصة، بعيدًا عن العناصر المرتبطة بالمصالح الخارجية أو المتورطة في دعم الفوضى. ينبغي أيضًا تسريع سن قوانين تتيح محاسبة قادة الميليشيات ومموليهم على المستوى الدولي، بالإضافة إلى تفعيل مذكرات اعتقال دولية عبر التعاون مع المنظمات القضائية العالمية.
• عسكريًا وأمنيًا: من الناحية العسكرية، يجب على القوات المسلحة السودانية تكثيف عملياتها الميدانية لاستكمال تحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة الميليشيات. ينبغي التركيز على قطع خطوط الإمداد اللوجستي والدعم الخارجي عن الميليشيات، مع العمل على تعزيز أمن المناطق المحررة من خلال خطط إعادة استقرار متكاملة تشمل تعزيز الحضور الأمني وتوفير الخدمات الأساسية.
• إنسانيًا: على الصعيد الإنساني، يجب التنسيق الوثيق مع المنظمات الدولية لضمان توفير المساعدات اللازمة للنازحين والمتضررين من الحرب. يتطلب الأمر إنشاء آليات واضحة وآمنة لتوزيع المساعدات بما يمنع استخدامها من قبل الأطراف التي تهدد استقرار البلاد. علاوة على ذلك، يجب العمل على تحسين الظروف المعيشية في المناطق المحررة، بما يعزز ثقة المواطنين في قدرة الحكومة على حماية حقوقهم وضمان استقرارهم.
_خلاصــة القـًـول ومنتهـاه:_
السودان أمام فرصة حقيقية لاستعادة استقراره ومكانته في ظل التحولات الإيجابية الراهنة. تعزيز الجبهة الداخلية، واستثمار الدعم الدولي، ومواصلة الانتصارات الميدانية هي ركائز أساسية لتحقيق السلام والتنمية. السودان قادر على تجاوز هذه المحنة إذا ما ركز جهوده على توحيد الصفوف، ومواجهة التحديات بعزيمة وإرادة وطنية صلبة.