انطلق بالسبت ويختتم أعماله اليوم ببورتسودان..
الملتقى يختتم أعماله اليوم، بعد نقاش قضايا تناولت راهن البلاد..
وحدة الصف، وإيجاد آلية لانصهار القوى، والتواصل مع قيادة الدولة أبرز التحديات..
عقار يدعو إلى تغيير الخطاب السياسي للسودانيين بعد عامين من الحرب..
أبوقردة: الخطر ما زال قائماً وينبغي التبصير بمهددات الحرب..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تُختتم اليوم بمدينة بورتسودان أعمال الملتقى السياسي الثاني لتحالف سودان العدالة ” تسع” والذي انطلق يوم أمس الأول، حيث ناقش الملتقى يومي السبت والأحد عدة أوراق عمل تناولت قضايا الراهن السياسي، ورؤية التحالف الأساسية المرتكزة على أسس جوهرية تنطلق من حيثيات وطنية تركز على جمع الصف الوطني دون إقصاء لأحد، ودعوة كل المكونات السياسية والفئات المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها لإدارة حوار سوداني – سوداني شفاف يحاول إيجاد حلول جذرية لمشاكل السودان المتراكمة ومشكلة الحرب والسلام، فضلاً عن مناقشة قضية إعادة إعمار وبناء البلاد في مرحلة ما بعد الحرب على أسس جديدة ومتينة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
مكونات التحالف:
ويضم تحالف سودان العدالة ” تسع” الذي يرأسه دكتور بحر إدريس أبو قردة، عدد 24 من الأحزاب والقوى السياسية والكيانات المجتمعية، بعد عملية ” غربلة ” وفحص وتمحيص، حيث تقلص العدد مقارنة بعضوية التحالف في الملتقى السياسي الأول الذي انعقد في مارس 2020م بعد حوالي نحو شهرين من تكوين التحالف الذي كان يضم في عضويته لحظة التأسيس أكثر من سبعين حزباً وتنظيماً سياسياً وكياناً اجتماعياً، ولكن مع اندلاع الحرب تم إقصاء كل الأحزاب والقوى والتنظيمات التي لم تقف في خط التصدي للعدوان والحرب الوجودية التي استهدفت الدولة السودانية، كما قام تحالف سودان العدالة باستبعاد كل التنظيمات التي لم تستوفِ المعايير التنظيمية.
خدمة البلاد:
ويهدف تحالف سودان العدالة إلى تجميع أكبر عدد من القوى الوطنية وصهرها في بوتقة وطنية تهتم بتناول قضايا وأهداف أساسية تصب جميعها في خدمة البلاد، ويتميز التحالف بوجوده على مستوى جغرافية السودان بمساحته التي تستوعب 18 ولاية، كما أن ال24 حزباً سياسياً وتنظيماً اجتماعياً التي تشكِّل تحالف سودان العدالة ” تسع” تلتزم حالة متفردة وهي انحدارها من خلفيات فكرية متباينة تستوعب طيفاً واسعاً من اتجاهات السودان المختلفة، وأن قيادات المنظومات المنضوية تحت لواء التحالف متفاوتة في أعمارها ما بين الشباب والمخضرمين، وأن هذه القيادات تنطلق من كل بقاع السودان مما يعطي التحالف قيمة إضافية تجعل منه سوداناً مصغراً.
تحديات مختلفة:
ويقول رئيس تحالف سودان العدالة دكتور بحر إدريس أبو قردة، إن الملتقى السياسي الثاني الذي انطلق قبل يومين يأتي في ظل تحديات مختلفة عن التحديات التي انعقد في ظلها الملتقى الأول، أبرزها اختلاف أوضاع البلاد بعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع المتمردة، بالإضافة إلى التطورات التي صاحبت هذه الحرب الوجودية الشاملة المدعومة من قوى ومحاور إقليمية ودولية، استخدمت قوى داخلية سياسية وعسكرية ممثلة في ميليشيا آل دقلو الإرهابية، وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي “قحت”، ووصف أبو قردة في أفادته للكرامة حرب الخامس عشر من أبريل بالعدوان الكبير الذي كان يستهدف تقسيم الدولة السودانية كلياً إلى دويلات يسهل السيطرة عليها، واقتسام ثروات البلاد وموارده الذاخرة.
خطر وتبصير:
وأكد رئيس تحالف سودان العدالة دكتور بحر إدريس أبوقردة أن الخطر الذي أفرزته هذه الحرب مازال قائماً مما يُملي على التحالف تبصير الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي بخطورة هذه الحرب الوجودية التي يتم فيها استخدام أسلحة نووية، وطائرات مُسيَّرة، ومرتزقة يَفِدون إلى البلاد بشكل مستمر، وشدد أبوقردة على ضرورة إيجاد آلية تنصهر فيها جهود القوى السياسية والقوى الوطنية المساندة للدولة، مع ضرورة استمرار الاصطفاف بذات القوة حتى يتم دحر التمرد تماماً وتنظيف جميع أراضي البلاد من دنس ميليشيا آل دقلو وأعوانها، منوهاً إلى أهمية التوصل إلى قناة للتواصل ما بين تحالف سودان العدالة والقيادة العليا للدولة من أجل تنسيق الجهود والمواقف في الكثير من القضايا الوطنية والمصيرية، وتوقع أبو قردة أن يخرج الملتقى برؤى واضحة بشأن هذه القضايا.
تنسيق مع الحكومة:
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار، قد شدد خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال الملتقى، على ضرورة أن تغيِّر القوى السياسية وقيادات الإدارة الأهلية، من خطابها السياسي للسودانيين بعد نحو عامين من الحرب مع تغييرات الوضع العسكري والانتصارات المتتالية التي حققتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، مبيناً أن أسباب اندلاع الحرب والممارسات والانتهاكات التي حدثت معلومة للشعب السوداني والذي يحتاج في الوقت الراهن إلى معرفة واستشعار مدى استعداد وبرنامج الحكومة والقوى السياسية والأحزاب والقوى المدنية لما بعد الحرب، مؤكداً أهمية التنسيق مع الحكومة وليس بمعزل عنها لتأسيس الاستقرار وبناء وإعمار ما دمرته الحرب.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، تبقى قبَّعات التقدير والامتنان مرفوعة أمام تحالف سودان العدالة وهو يؤكد حرصه على جمع الصف الوطني، ووحدة اللُحمة في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد والذي يتطلب التزام جميع القوى الوطنية واصطفافها على قلب رجل واحد، لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالبلاد، فالرماح تأبي في اجتماعها تكسُّراً، وإذا افترقنا تكسرت آحادا.