بينما يمضي الوقت – أمل أبوالقاسم – محض (ورجغة)

من حيث لا تدري فتحت “تقدم” على نفسها النار التي الهبتها السنتها من كل حدب وصوب، بل ومن لدن بيتها وهي توقد جمرة المطالبة بتشكيل حكومة موازية من أجل نزع الشرعية من حكومة بورسودان أو كما تدعي، جمرة لن يطأها سواها وها هي تحصد ما تفوهت به استهجانا وتقليلا وعتابا حتى على مستوى الخارج الذي تعمل تحت بعضا منه.

دعت تقدم ومن لف لفها إلى تشكيل حكومة موازية للحكومة المركزية التي تتخذ مقرها ببورتسودان بينما تعمل حكومات الولايات من مقارها بالمدن. فإن كانت الحكومة تؤدي مهامها على قدم وساق في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش، إذن فمن أين لحكومة حمدوك أو بالأحرى الإمارات موطئ قدم سوا المناطق التي تقع تحت سيطرة المليشيا وبين هذا وذاك لا يوجد خيار ثالث.

والأخيرة _ أي الإمارات _ وبعد أن عز عليها النيل من السودان والاستحواذ على موارده التي اطاشت صوابها ذهبت تبحث عن طريقة أخرى ففكرت وقدرت ووجدت ضالتها في تشكيل حكومة موازية للحكومة الشرعية ببورتسودان ( نعم .. شرعية بأمر الشعب قبل كل شيء) وبالطبع فإن أدوات التنفيذ جاهزة. لكنها أخطأت مجددا ولم تستفد أو تعتبر من الفشل الملازم لهم جميعا وقد باتت أدواتها مستهلكة وماسخة، ضعيفة، وباهتة، مهزوزة مكروهة لدى كافة الشعب إلا قليلا ممن يدور في فلكها يبقى مصلحة لم ولن ينالها.

حسنا .. هب أن الإمارات وأدواتها فلحوا في إقامة حكومة ( أكتبها وأحس بالخواء والجهل). هب ذلك ونتساءل ؟ هل يا ترى مناطق سيطرة المليشيا بها أعداد مقدرة تستوجب حكمها من تقدم؟ فالمعلوم بالضرورة أن النازحين الذين هجروا قسرا أو بمحض إرادتهم آلاف تكتظ بهم المخيمات في مناطق سيطرة الجيش حيث الأمان، وأن جاعوا كما تكرس قحت لذلك فإن لسان حالهم ينشد الأمن والسلامة من فظائع مليشيتهم. فهل ستوفر تقدم لهم هذا الأمن ووحوش الغاب لا يلوون على فعل أي منكر وأي بشاعة ؟

هب ذلك ومن تبقى ويسعون لحكمهم أجبروا على البقاء بدواعي شتى وهم كارهون لمن تسبب في أذيتهم. ظلوا على طريقة مكره أخاك لا بطل.. ترى هل سيتسيغونكم ويقبلون بكم حكاما وهم كارهون مهما زينتم لهم الأهداف؟

وتقدم تزين أهدافها بمسببات مضحكة تفتقد المنطق، فهم يتذرعون بمسببات واهية على شاكلة الخدمات المدنية والاجتماعية من جوازات وغيرها، فضلا عن تحدثهم عن إقامة امتحانات الشهادة السودانية ووو … وغيره من لغو. هم يعلمون تماما أن العدد المهول الذي نزح والذي لجأ يتمتع بكافة الخدمات من وثائق، وتعليم، وصحة، وغير ذلك بما في ذلك الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية التي بذل فيها مجهود مقدر حتى لولئك الذين بمناطق سيطرة المليشيا. وجهوا مليشيتكم أن تسمح بخروج الطلاب الذين اغتالت من حاول ذلك بدم بارد.

أعود واقول هب انكم فلحتم في ذلك ووفر لكم الراعي كل المعينات، وكمثال فقط فلحتم في إستصدار عملة جديدة أو ابقيتم على القديمة، وكذا تمكنتم من استصدار وثائق ثبوتية هذا بعيدا من إدارة الموارد .. من يا ترى سيعترف بما انتجتم؟ من انتم؟ وبأي حق وبأي صفة؟ المليشيا التي تعملون تحت مظلتها تظل مليشيا متمردة إرهابية معلومة لكل العالم. حقا إنه الغباء.

على كل. اجهضت الفكرة في مهدها ونبذت من أجسام وتنظيمات عدة تنتمى لقوى الحرية والتغيير وأخرى تنضوى تحت “تقدم” ، بل حتى دول عظمى تتماهى معها لأنها تعمل على تقسم السودان وهذا أمر مفروغ منه لكن في الوقت نفسه يلبي طموح الإمارات التى تجهد من أجل ذلك، لذلك نجد أن هناك من ظل يعافر الفكرة وينفخ فيها الروح.

رفضت الفكرة أو قبلت تظل محض ( ورجغة) ضمن (ورجغات) قوى الحرية والتغيير وتنسيقية “تقدم” على مدار فترة الحرب وقد بذلت لها الأموال الطائلة دون أن تثمر نفعا اللهم إلا من طنين كاد أن يصم آذاننا، وستظل كذلك جعجعة بلا طحين، كما ستظل مكروهة ابدا.

Exit mobile version