في وقت تتصاعد فيه حدة الأزمة السودانية، تبرز العديد من المؤشرات التي تشير إلى أن الحلول لا يمكن أن تأتي من خلال القوة العسكرية فقط أو المفاوضات السياسية التقليدية ، فمن بين العوامل الهامة التي يمكن أن تسهم في التوصل إلى حلول مستدامة هي دور مراكز الدراسات والمعاهد الأكاديمية في تقديم رؤى استراتيجية مدروسة وبالرغم من تلك الٱهمية، يشهد السودان حالة من الإغفال لهذا الدور المهم، وهو ما قد يزيد من تعقيد الوضع
في هذا السياق، تأتي واقعة مشاركة حزب الأمة القومي، أحد المكونات السياسية لمليشيا الدعم السريع، في ورشة دولية في لاهاي كدليل على حجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه التحليل السياسي الاستراتيجي عندما يكون موجهًا بطرق غير مباشرة، لا سيما في غياب السودان عن المشاركة الفعالة في مثل هذه الفضاءات. ففي هذه الواقعة، ظهر القوني حمدان دقلو، المتورط دوليًا، متخفيًا تحت اسم مستعار، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول كيفية إدارة السودان لأزمته في ظل غياب مراكز الفكر والدراسات الوطنية.
*_مــلخــص :_*
▪️تتفاقم الأزمة في السودان بشكل متسارع، وتظهر العوامل الخارجية والداخلية التي تدير تلك الأزمة دورًا محوريًا في هذا التصعيد. فغياب السودان عن الساحة الأكاديمية والمعرفية الدولية يعزز من الفراغ الذي يملؤه خصومه. التقارير والشهادات الميدانية تؤكد أن غياب السودان عن معترك المعاهد والمراكز البحثية الدولية يساهم في تحويل الأزمة من مشكلة محلية إلى قضية دولية تُدار من قبل أطراف لا تمت بصلة لمصلحة الشعب السوداني. إضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن التدخلات الخارجية قد أخذت طابعًا مؤثرًا بشكل متزايد، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد في الداخل.
▪ _غياب مراكز الدراسات الوطنية:_
غياب مراكز الدراسات وضعف مردود تلك الموجودة علي ٱقليتها أدى الي :
1/ _إفتقار السودان إلى حضور مؤسساتي_ في المعاهد الدولية التي تساهم في صياغة السياسات الإقليمية والدولية. وهذا الفراغ يجعل من الصعب على الحكومة السودانية أو القوى السياسية استعراض موقفها بشكل فعال أمام المجتمع الدولي.
2/ _في غياب دور مراكز الدراسات ،_ أصبحت المعاهد والجامعات الأجنبية، مثل معهد الدراسات الإستراتيجية في جامعة إراسموس روتردام، مسرحًا لترويج سياسات وقوى لا تمت مباشرة بمصلحة السودان، بل تعمل في أغلب الأحيان على إبراز موقفات الدول الداعمة للمعارضة أو المليشيات.
*_دور المخابرات في إدارة ازمة مراكز الدراسات :_*
▪️ _معلوم دور المخابرات_ الاقليمية والدولية في استخدام تلك المراكز والمنصات الأكاديمية في مخطط استهداف السودان ، ولا تقتصر المخابرات على دور إيجابي، بل يتم استخدامها من قبل بعض الأطراف المعادية لصالح مليشيات الدعم السريع أو الدول التي تسعى لاستغلال الوضع السوداني لصالحها. ▪️ _ففي حالة القوني_ حمدان دقلو الذي ظهر في الورشة الدولية في لاهاي، تم التستر وراء عدة أسماء وواجهات مختلفة، وهذا يُظهر أن المخابرات المضادة قد استخدمت المعاهد الأكاديمية كوسيلة لتوجيه الأجندات لصالح المليشيات. استخدام المخابرات الأجنبية أو المضادة لمراكز الدراسات يعزز من تعقيد الوضع السوداني، حيث تستغل هذه المعاهد المراكز الأكاديمية والتقارير الدولية لتشويه سمعة الحكومة السودانية وتعزيز موقف المليشيات في الساحة الدولية.
*_أثر غياب مراكز الدراسات على الحلول:_*
▪️ _في غياب الأبحاث والتحليلات الموضوعية_ ، تزداد حدة الانقسامات داخل السودان، ويستمر الوضع في التدهور. يُظهر التاريخ الحديث أنه عندما تتجاهل الدول دور الأكاديميين والخبراء في رسم السياسات الوطنية والدولية، فإنها تعطي المجال للميلشيات أو القوى الخارجية للعب دور رئيسي في التأثير على مستقبل البلاد.
▪️ *حالياٍ* ، تقتات الدولة ومؤسساتها من سنامها الإستراتيجي الموضوع ما قبل التغيير ،ولم يتم تحديثه كما انه أوشك على النفاد
▪️هذا الواقع يُبرز الحاجة الملحة لإعادة بناء مراكز الدراسات الوطنية التي يمكن أن تساهم في تقديم حلول حقيقية للأزمة.
*_خلاصة القول ومنتهاه :_*
▪️الأزمات السودانية تحتاج إلى حلول من خلال فهم استراتيجي عميق ومتكامل يعتمده أكاديميون وخبراء متخصصون في مراكز الدراسات المعترف بها. ومن خلال تقديم الدعم للمؤسسات الأكاديمية المحلية وتفعيل دورها في معالجة القضايا الأمنية والسياسية، يمكن للسودان أن يستعيد زمام المبادرة في بناء حلول مستدامة لأزماته .