..
الصراحة والشفافية والوضوح ميزت حديث البرهان ل”أنيت وايبر”..
استعراض انتهاكات وجرائم الميليشيا المرتكبة في حق المواطنين الأبرياء..
البرهان: إذا أراد الاتحاد الأوروبي إيقاف هذه الحرب، عليه إيقاف الداعمين للميليشيا..
طالما هناك دعم خارجي للميليشيا، ستظل الحرب مستمرة حتى تطهير البلاد من المجرمين..
أنيت: نرغب في عودة السودانيين إلى مناطقهم التي نزحوا منها بسبب الحرب..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
حطت بمطار بورتسودان أمس الأحد مطلع ديسمبر ٢٠٢٤م، طائرة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر السيدة “أنيت ويبر”، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أوروبي رفيع المستوى للبلاد منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م والتي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع بدعم وإسناد محاور إقليمية ودولية، ووصلت السيدة أنيت إلى السودان في ظل تقدم ميداني للقوات المسلحة والقوات المساندة لها وامتلاكها زمام المبادرة على كافة محاور وجبهات القتال،، المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر، تحمل في دواخلها غضبةً من موقف روسيا الأخير داخل مجلس الأمن الدولي باستخدامها حق النقض ( الفيتو ) والذي أفشلت بموجبه مشروع قرار طرحته كلٌّ من بريطانيا وسيراليون يهدف إلى حماية المدنيين واستئناف الجهود التفاوضية لوقف الحرب وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين بالحرب في السودان.
معطيات ما قبل الزيارة:
المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر “أنيت ويبر”، تصل إلى ثغر السودان الباسم، والأوضاع داخل البلاد تبدو متفائلة مثل ابتسامة مدينة بورتسودان التي ترفل هذه الأيام في دعة، وروعة، وجمال، جراء الأمطار الشتوية التي ألبست الأرض غلالةً من خضرة ونضار، وتبرجت في فتنة للناظرين، فعلى صعيد الأوضاع الميدانية تنتشي القوات المسلحة والقوات المساندة لها بالانتصارات المتلاحقة في مختلف جبهات ومحاور القتال، وعلى صعيد الإنجازات الدبلوماسية فمازال صدى الموقف الروسي باستخدام حق النقض ( الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لصالح السودان يلقي بظلال إيجابية، مقروءً مع موقف آخر فجّره مجلس النواب الأمريكي مؤخراً باستصداره قراراً بالإجماع يصف الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا الدعم السريع في دارفور ضد الإثنيات والقبائل غير العربية بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية.
ثقة وقوة:
متفائلاً جداً ومنطلقاً من موقف ثقة وقوة، استقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر “أنيت ويبر” بمقر أقامته في مدينة بورتسودان، واستعرض البرهان خلال لقائه السيدة أنيت الانتهاكات الفظيعة والجرائم المريعة التي مازالت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد المدنيين، وقطع البرهان بعدم القبول بهذه الميليشيا في مسرح الحياة السياسية والأمنية مرة أخرى، مشدداً على ضرورة إخلاء ميليشيا آل دقلو الإرهابية منازل المواطنين والأعيان المدنية وفقاً لما هو منصوص عليه في إعلان جدة، وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة إن الإتحاد الأوروبي إذا أراد العمل من أجل إيقاف هذه الحرب فعليه استخدام ما لديه من آليات وتأثير على الداعمين للميليشيا باعتبار أن إيقاف الدعم السياسي واللوجستي هو الطريق نحو إنهاء الحرب وأكد البرهان أنه طالما هناك دعم خارجي للميليشيا فإن الحرب ستظل مستمرة إلى أن يتم تطهير البلاد من هذه الفئة المجرمة.
اهتمام أوروبي بالسودان:
ورغم الصرامة والحسم التي تبدت في نبرات رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلا أن المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر “أنيت ويبر” أعربت عن سعادتها بزيارة السودان، وقالت إن لقاءها مع رئيس المجلس السيادي اتسم بالصراحة والموضوعية، وأكدت أنيت اهتمام الاتحاد الأوروبي بما يجري في السودان، مطالبة بضرورة أن يضطلع الإقليم بدوره في معالجة الأزمة السودانية بجانب مساهمات المجتمع الدولي، مبينة أن الأوربيين يرغبون في أن يعود السودانيون إلى مناطقهم التي نزحوا منها بسبب الحرب، من أجل أن يمارسوا حياتهم بصورة طبيعية، وأكدت أنيت أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى وقف الحرب في السودان، باعتبار أن إنهاء الحرب في السودان يمثل مفتاحاً رئيساً لعودة السودانيين وتطبيع حياتهم، بحيث تنساب المساعدات الإنسانية لمستحقيها، ويستأنف الطلاب دراستهم وتعود المستشفيات للعمل من جديد.
خاتمة مهمة
على كلٍّ تمثل زيارة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر السيدة “أنيت ويبر” لبورتسودان، تحولاً كبيراً في مسار علاقة السودان بالمنظمة الأوروبية، وحسناً فعل رئيس مجلس السيادة بإخراجه الهواء الساخن في وجه السيدة أنيت تأكيداً على موقف السودان الثابت بضرورة أن يضطلع الاتحاد الأوربي بدوره في التحول من الاهتمام بالشأن الإنساني وإيصال المساعدات الإغاثية إلى دور سياسي بإدانة ومعاقبة المحاور الإقليمية والدولية الداعمة لاستمرار هذه الحرب وإطالة أمدها، وإلا فإن القوات المسلحة والقوات المساندة لها ماضية في استراتيجيتها للقضاء على هذه الميليشيا وأعوانها ومحوها من المشهد نهائياً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.