..
شجب جرائم الميليشيا، ورفض مساومتها،، فأشاعوا موته..
أصبح مقرّ إقامته في بورتسودان، مزاراً لجميع أهل السودان..
قيادات الدولة تطمئن على صحته، وكباشي يصفه بالثروة القومية..
يوسف عبد المنان: وفاء وحب الناس، أثار حنق وغضب الميليشيا..
عبد القادر سالم: سأظل داعماً ومسانداً للقوات المسلحة بالصوت والألحان..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
وتستمر قلوب المحبة والمودة والرحمة في خفقانها وهي تيمم وجهها شطر فندق بوهين بمدينة بورتسودان، تستهدف الاطمئنان على أيقونة التراث الكردفاني وعميد الفنانين السودانيين دكتور عبد القادر سالم، الذي عاد مستشفياً من جمهورية مصر العربية، ويقيني أن فندق بوهين الكائن في وسط مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، تنتابه الكثير من علامات التعجب والاستفهام جراء الحشود التي تتدافع يومياً صوب الفندق، رغبةً في عيادة الدكتور الفنان، وطمعاً في خرافة الجنة، فالرجل حظي منذ أن حط رحاله في ثغر السودان الباسم، بزيارات من قطاعات المجتمع السوداني بمختلف أطيافه وفئاته الحية، توثيقاً للمودة، وتقويةً للروابط، وتآلفاً للقلوب، ليكتب مداد الوفاء أن عبد القادر سالم رجلٌ وطن، جمع عند مرضه مختلف السودانيين، مثلما وحَّد وجدانهم بإبداعه المبين.
زيارات نوعية:
لقد تسابق رجالات الدين، وأهل الفن والثقافة، والرياضة والصحافة، لزيارة الفنان الدكتور عبد القادر سالم، ومثلهم عاده عامة الناس من المعجبين والمحبين والمريدين، ولم يتخلف المسؤولون في الدولة عن الركب، فعادوا الدكتور، وزاروه في مقر إقامته الذي ضاق عن سعته، في حضرة من جاءوا ليطمئنوا على صحته، لقد زاره الفريق مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وزاره أيضاً وزير الداخلية، ووزير الثقافة والإعلام، وولاة الجزيرة، وغرب كردفان، ومحافظ بنك السودان المركزي، والفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة، وأخيراً الفريق شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، لقد جاءوا جميعاً من كل حدب وصوب محمولين على أكتاف محبة صادقة للفنان الدكتور الإنسان عبد القادر سالم، الذي أثرى مكتبة الغناء السوداني بروائع أغنيات تجاوزت حدود الوطن، فالتقطتها أسماع أناس ناطقين بغير العربية ممن يتحدثون الإنجليزية والفرنسية والألمانية والسواحلية والأمهرية والتغرنجا وغيرها من اللغات التي عشقت موسيقى عبد القادر سالم الضاربة في عمق التراث الكردفاني، مبلورةً بذلك معنىً حقيقياً بأن الموسيقى لغة تنساب بين القلوب، ومؤكدةً في الوقت نفسه أن عبد القادر سالم سفيرٌ في محراب الغناء، وذاكرةٌ تختزن التراث والثقافة السودانية.
ختامه مسك:
مسك ختام الأرجل التي تغبّرت في سبيل الاطمئنان على صحة الفنان الكروان، كان الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، ولزيارة الفريق كباشي دلالات ومعاني عميقة، فالرجل كان المبادر بتبني علاج دكتور عبد القادر سالم خارج البلاد، وكباشي هو أحد التلاميذ النجباء للدكتور عبد القادر سالم، عندما كان فناناً يعزف بالطبشورة، ممتهناً حِرفة الأنبياء، متنقلاً بين مدارس كردفان المختلفة، يلهم طلابه وتلاميذه ويحفزهم ليقدموا أقصى إمكانياتهم، ويسعوا وراء أحلامهم وتحقيق أمنياتهم، ولعل الفريق كباشي نفسه يمثل نتاجاً واقعياً وحصاداً منطقياً لغرسٍ طيب أخرج نباته طيباً بإذن ربه، فكان لقاء (الثلاثاء) بمثابة لقاء السحاب بين المعلم وتلميذه، فلا عجب أنْ جاء اللقاء مفعماً بالدفء والمودة، ومترعاً بالشجن والذكريات، وممتلئاً بصدق العواطف ونبيل الأمنيات.
ثروة قومية:
إنه ثروة قومية، هكذا وصف الفريق ركن شمس الدين كباشي معلمه دكتور عبد القادر سالم، واعتبره أحد أكبر المساهمين في تشكيل وصناعة وتوحيد وجدان الشعب السوداني، وأحد السهام المصوبة نحو التمرد عبر الكلمة واللحن، وقال كباشي إن عبدالقادر سالم ظل لعدة عقود مناضلاً ومشاركاً في الملاحم الوطنية لاسيما وأنه قد ظل مرابطاً طيلة فترة الحرب في مدينة أمدرمان حباً وعشقاً لتراب هذا الوطن، ونوه الفريق كباشي إلى الدور الفاعل لقبيلة الثقافة والفن والدراما والأدب في دعم وإسناد القوات المسلحة في معركة الكرامة، مبيناً أن تضافر الجهود الشعبية والعسكرية قد أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الحرب ليست حرب القوات المسلحة، بل معركة الشعب كله، معرباً عن أمنياته للدكتور عبدالقادر سالم بوافر الصحة والعافية، وأن يقدم المزيد من الإبداع لهذا الوطن لاسيما وأن المعركة الحقيقية للشعب السوداني ستبدأ بعد انتهاء الحرب في رتق النسيج الاجتماعي ونشر ثقافة السلام والمحبة وبناء الثقة بين مكونات المجتمع المدني.
تقدير وامتنان:
لقد كان الفريق شمس الدين كباشي يستهدف بزيارته للفنان الدكتور عبد القادر سالم الاطمئنان على صحة الفنان الكروان، ليرفع من روحه المعنوية ولكن الواقع أن روح الفريق شمس الدين كباشي هي التي ارتفعت حتى لامست عنان السماء كيف لا وقد أوفى الفريق بعضاً من الدين والتبجيل للمعلم النبيل الذي كان فخوراً بزيارة أحد تلاميذه النجباء، حيث أعرب الفنان الدكتور عبدالقادر سالم عن تقديره وامتنانه وشكره لعضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة على زيارته التأريخية والتي تأتي في ظل ظروف عصيبة تواجهها البلاد، وجدد دكتور عبد القادر سالم دعمه ومساندته للقوات المسلحة عبر صوته وألحانه متمنياً النصر المؤزر للجيش، وهكذا سالت دموع مقتول هوى السودان، وعاشق قيزان كردفان، وتدفقت بحراً من التقدير والامتنان،،،
اتمنى يوم ﺯﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ
ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻌﺎﻱ ﺩﺭﺑﺎً ﻋﺪﻳﻞ
ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻤﺮ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﻃﻮﻳﻞ
ﻧﻤﺸﻴﻬﻮ ﻓﻲ ﺭﻣﻞ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ
وفاء وحب:
ويمتدح الكاتب الصحفي يوسف عبد المنان الزيارة التأريخية للفريق شمس الدين كباشي للفنان الدكتور عبدالقادر سالم، وقال عبد المنان الذي ظل متابعاً لملف علاج الفنان، إنه ومنذ وصول الدكتور عبد القادر سالم إلى فندق بوهين وسط مدينة بورتسودان، هرع إليه الأحباب والأصدقاء جماعات وأفراداً، وضاق الفندق بالزوار رسميين وشعبيين وانتعشت روح الفنان الذي لم يبخل رغم ظروفه الصحية من أن يدندن ببعض الأغنيات في حضرة ضيوفه، وأكد عبد المنان في إفادته للكرامة، أن وفاء وحب الناس وحميمية أهل السودان، أثار غضب وحنق الميليشيا المتمردة، مشيراً إلى الشائعة التي بثها المدعو حسب الله دقاش وهو أحد مساعدي قائد الدعم السريع، بنشر خبر كاذب ينعى فيه الفنان عبد القادر سالم ويزرف عليه دموعاً كاذبة وحروفاً خادعة، يشبه الميليشيا في ممارساتها اللا أخلاقية.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أحدث الفنان الدكتور عبد القادر سالم زخماً كبيراً في المشهد السوداني خلال الفترة الماضية ليس بسبب ظروف مرضه، ورحلة استشفائه فحسب، وإنما بموقفه الصارخ تجاه ميليشيا الدعم السريع بشجب انتهاكاتها الفظيعة وجرائمها المريعة، ورفضه محاولات الجنجويد البائسة لمساومته بالمال وخطب وده من أجل تبديل قناعته، والتراجع عن مواقفه الوطنية، فاستحق الرجل هذا الاحتفاء والتوقير والوفاء، فشكراً دكتور عبد القادر سالم على هذا الدرس الوطني العميق، وشكراً للسودان حكومةً وشعباً على هذا التقدير، طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً.