دكتور هاني تاج السر يكتب : ما بين التدخل الدولي وزيارة المبعوث الأمريكي

*د/هاني احمدتاج السر المحامي _استاذ القانون الدولي العام.

بعد ان أمضت بريطانيا وحلفائها وقتاً طويلاً فى صياغة مشروع قرار يضمن لهم التدخل الدولى الناعم فى السودان بوجب قرار يصدر من مجلس الأمن الدولى بعد ان تم الاتفاق مع(١٤)دولة داخل مع مجلس الامن الدولي .
هذا السلوك ليس مستغربا من بريطانيا فهي دولة استعمارية كانت ولاتزال تشكل وصاية علي السودان ولكن ما يثير الاستغراب والتعجب موقف دولة سيراليون الافريقية والتي يفترض فيها انها دولة مدافعة عن دول العالم الثالث والشان الافريقي ومنع الاستعمار الجديد بالقرارات الناعمة ومنع كل مظاهر التدخل الدولى(International Interventon)
لاسيما في الدول الأفريقية والتي ظلت تناضل وتقاتل حتي نالت استقلالها وتحررت من عبودية الدول المتمدينة.
مايثير الاستغراب اكثر ان دولة سيراليون ذاقت مر التدخل من بريطانيا في مايو من العام 2000م. أثناء أحداث الحرب الأهلية وتمكنت من هزيمة الحركة الثورية المتحدة بقيادة المتمرد فودي سانكوح .
بالإضافة الي ان بريطانيا سبق واستخدمت مواقع عسكرية لإدارة عملياتها العسكرية ضد الارجنتين أثناء حرب الفوكلاند.
علي الرغم ان سيراليون لديها تاريخ ممتد مع التدخل البريطاني وتجارب غير حميدة الا انها عادت وتحالفت معها ضد السودان لتمرير المشروع الاحتلالي الناعم.
كما ان قضية حماية المدنيين Protection of Civilians
هي قضية دولية جوهرية وهي من صميم عمل الأمم المتحدة وفقا لاتفاقيات جنيف الأربعة وخلال الفترة الماضية تم التمهيد لهذا التدخل الدولى بالتحشيد والترويج وتصريحات من جهات متعددة علي عدم قدرة الجيش السوداني علي حماية المدنيين وعلي رأسهم المبعوث الأمريكي توم برييلو الزائر للسودان هذه الأيام مع توقيت التصويت علي المشروع البريطاني وسبق له ان بشر حلفائه من القحاته بتدخل عسكري في السودان وهو نفسه من حاول انشاء منبر جنيف والتهديد والتلويح بما يسفر عنه ولكنه فشل في تحقيق اهدافه منذ عام وهو يزور السودان في الزمن الإضافي بعد خسارة حزبه ومغادرته الحتمية للموقع الحالي من غير ان بتاسف عليه السودانيين.
من ضمن التمهيد للتدخل الدولي انشاء لجان تحقيق وتقصي حقائق توصي بالتدخل الدولي .
من التناقضات في الساحة السياسية الدولية ان يبتدر الامين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن بأن الظروف غير ملائمة لنشر قوات عسكرية بالسودان وهذا من باب تبادل الأدوار والتخدير الدولي لهذا الملف.
ولكن في تطور سريع برز المشروع البريطاني عبر ثغرة حماية المدنيين وهي نفسها لم تقم بادانة المليشيا الإرهابية بصورة صريحة لكل الانتهاكات والجرائم التي مورست ضد المدنيين.
في تقديري ان روسيا دولة عظمي وناضجة فكريا ودرست المشهد بصورة منهجية واستشعرت الخطر القادم علي السودان إزاء التدخل الدولي في السودان ولذلك ذهبت ابعد من الاعتراض ووصفت بريطانيا بأن لديها روح الاستعمار والسيطرة ونوازع التسلط.
من المتوقع ان يحدث الفيتو الروسي حالة ارباك لدي دولة الشر والعملاء واتوقع ان تشتغل الاواسط الدبلوماسية باثار وتبعات الفيتو الروسي وأن يفتح الباب واسعا علي اتفاقيات وتحالفات عسكرية استراتيجية.

نسأل الله النصر القريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى