تواجهها تحديات أكبـر من جـدل التكليف والتعيين.. الحكومة الاتحادية،، مهمة انتحارية

تواجهها تحديات أكبـر من جـدل التكليف والتعيين..
الحكومة الاتحادية،، مهمة انتحارية..

الأمن، وتحسين الاقتصاد، ومعاش الناس، أبرز التحديات..
مؤشرات مبكرة لنجاح وزير الخارجية، دكتور علي يوسف الشريف..

توقعات بإضافة أسماء جدد إلى طاقم الحكومة الاتحادية لشغل الحقائب الشاغرة..

مصادر: سيتم تعيين رئيس وزراء، ليقوم بتشكيل حكومة معينة وليست مكلفة..

دعوة القوى السياسية إلى بحث سبل التوافق من أجل استقرار مشهد ما بعد الحرب..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

لم يخيَّب السفير الدكتور علي يوسف الشريف ظنّ كل المراهنين عليه في قدرته على تحريك سفينة وزارة الخارجية لتمخر عباب بحر علاقات السودان الخارجية المتلاطم الأمواج، فعمد الوزير البلدوزر بعد أربع وعشرين ساعة فقط من إعلان تكليفه بمقاليد الأمر في وزارة الخارجية، إلى إحداث حراك دبلوماسي واسع بدأه من مقر إقامته بجمهورية مصر العربية بتلقِّي اتصال هاتفي من وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أحمد، قبل أن يدلف في اليوم التالي إلى مباني جامعة الدول العربية ويلتقي بأمينها العام أحمد أبو الغيط، حيث تم التداول بشأن تطورات الأوضاع في السودان، والتأكيد على موقف مصر والجامعة العربية بضرورة احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وتطابق الرؤى في الكثير من الملفات، ولم ينهِ الوزير علي يوسف الشريف حراكه في القاهرة، حتى حملته طائرة المسؤولية الوطنية إلى العاصمة السعودية الرياض، مشاركاً مع نظرائه وزراء الخارجية العرب، في أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية، وقطعاً الشأن السوداني وهموم المواطن المكتوي بنيران الحرب شهور عددا، ستكون محل البحث والنقاش بجانب قضايا الأمة العربية والإسلامية.

خبرات وتجارب:
قطعاً يتكيء الوزير علي يوسف الشريف على تجارب وخبرات كبيرة في مجال العمل الدبلوماسي، خلقت له علاقات واسعة على صعيد المجتمع الدولي والإقليمي ستكون خير زاد ومعين له في مشوار تكليفه الجديد كقائد لوزارة الخارجية، وقطعاً لا نشك في قدرات الوزراء الثلاثة الباقين الذين حملهم جواد التكليف إلى وزارات الثقافة والإعلام، والشؤون الدينية والأوقاف، والتجارة والتموين، فهم جميعاً كفاءات وطنية يستندون على خبرات وتجارب ستشكل إضافة كبيرة (لكابينت) الحكومة السودانية المعنية بالتعاطي بشكل مختلف خلال الفترة المقبلة لتواكب معطيات مرحلة الحرب التي تتطلب رشاقة في التنفيذ، وصلابة في المواقف، واتحاد وتوافق في اتخاذ القرارات المتعلقة بالترويج لكل ما من شأنه أن يدعم جهود المؤسسة العسكرية وهي تخوض الحرب الوجودية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة المسنودة بمحاور إقليمية ودولية، على ألا تغفل الحكومة هموم المواطنين في ما يتعلق بمحاولة إخراج جسد الاقتصاد الوطني من غرفة الإنعاش، والعمل على تحسين أوضاع الناس، وتوفير أبسط مقومات العيش الكريم من الخدمات الأساسية الممكنة في فترة الحرب، ولعل ما يفعله والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، وأركان حربه في الراهن الماثل، يمكن أن يكون خير مرشد وهاد ودليل.

وزراء قادمون:
مصادر الكرامة المأذونة كشفت عن الاستمرار في رفد كابينت الحكومة السودانية بوزراء جدد خلاف الأربعة الذي تم تكليفهم الأسبوع الماضي لاستكمال منظومة الحكومة بحيث تمضي الخطى بثبات ورسوخ، وقد رشحت معلومات عن اقتراب العميد دكتور معاوية علي عوض الله ( معاوية دانيال) من مقعد وزارة الثروة الحيوانية والسمكية الشاغر منذ تمرد الوزير السابق حافظ عبد النبي، حيث يأتي الجنرال معاوية إلى المعقد محمولاً على أكتاف التحالف السوداني الذي يضم عدداً من القوى السياسية من بينها قوى موقعة على اتفاق سلام جوبا، حيث كان يقود هذا التحالف الجنرال الراحل خميس عبدالله أبكر والي غرب دارفور السابق والذي اُغتيل غدراً على يدي ميليشيا الدعم السريع الإرهابية في مدينة الجنينة في يونيو من العام 2023م، وينتمي العميد معاوية علي عوض الله، إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان – تيار السلام التي يتزعمها الفريق دانيال كودي أنجلو وتضم في معيتها دكتور تابيتا بطرس، وقد عُرف عن العميد معاوية مواقفه الوطنية الصلبة، ومجاهرته بالحق الذي لا يخشى فيه لومة لائم، ومصادمته لميليشيا الدعم السريع.

ملامح المرحلة المقبلة:
وكشفت مصادر الكرامة المطلعة أن تسمية رئيس الوزراء سيكون في فترة لاحقة، وسيكون رئيس الوزراء المرتقب معيناً، بحيث يقوم بالتشاور مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأطياف والكتل السياسية المختلفة، من أجل تشكيل حكومة معينة، وليست مكلفة كما يجري حالياً، وهو أمر يتطلب من القوى السياسية الاستعداد المبكر بإجراء حوارات ونقاشات تتوافق من خلالها على شكل إدارة المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الحرب، لتتجاوز المطبات التي صاحبت الفترة الانتقالية في مرحلة ما بعد ثورة ديسمبر، إذ إن المطلوب أن يكون المشهد في مرحلة ما بعد الحرب، مستقراً سياسياً، وأن تتفرغ الأحزاب والقوى المختلفة للعمل السياسي، ومساندة الحكومة المرتقبة التي ستكون مجابهة بتحديات جسام أبرزها بناء وإعمار ما دمرته الحرب، والبناء المقصود ليس في البنى التحتية وحدها، وإنما في كيفية إجراء المصالحات وغسل ما علق في النفوس من مرارات، وبالتالي لا ينبغي أن يقلق البعض من كلمة (مكلف) التي صاحبت تسمية الوزراء الذين أُعلن عنهم الأسبوع الماضي وسيُعلن عنهم لاحقاً، فالوزراء المعنيون انضموا إلى الحكومة الحالية التي كان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد كلفها منذ يناير من العام 2022م، والتي ضمت وكلاء وزارات مكلفين بمهام الوزراء، بالإضافة إلى وزراء يمثلون الحركات المسلحة، وقد تم خلال الفترة الماضية عمليات إحلال وإبدال في هذه الحكومة المكلفة، وبالتأكيد فإن لسان المنطق يقول إن الوزير الذي يثبت كفاءة خلال الفترة الحالية سيكون مرشحاً بقوة ليبقى في منصبه خلال الفترة المقبلة.

رئيس الوزراء المرتقب:
وتناقلت الأسافير ومنصات التواصل الاجتماعي وبعض التقارير الصحفية في أوقات سابقة أخباراً بشأن تسمية ستة أشخاص تم ترشيحهم لتقلد منصب رئيس الوزراء، جاء في مقدمتهم دكتور كامل إدريس، الدبلوماسي السابق وأستاذ القانون الدولي والأمين العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ودكتور التيجاني سيسي، رئيس تحالف الحراك الوطني، زعيم حزب التحرير والعدالة، ودكتور جبريل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة السودانية، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، والأستاذ أحمد عثمان حمزة والي الخرطوم الحالي، والدبلوماسي السفير نادر فتح العليم مندوب الاتحاد الأفريقي لدى الجامعة العربية، وكان وزير الخارجية الحالي دكتور علي يوسف الشريف من ضمن الأسماء التي رشحت لتتقلد منصب رئيس الوزراء، وعلمت الكرامة أن القائمة النهائية تضم ثلاثة أسماء سيتم اختيار واحد منها ليكون رئيس الوزراء المرتقب.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر سيبقى الزخم كثيفاً بشأن ملامح المرحلة المقبلة وشكل الحكومة المرتقبة، باعتبارها تطلعات مشروعة للشارع السوداني الذي يأمل ورغم ظروف الحرب وتداعياتها القاسية، في حكومة تلبي بعض حاجاته بتهيئة البيئة المناسبة لتطمينه وإخراجه من غيابة جب المعاناة، ومعالجة بعض مشكلاته، وتحسين حياته، وفي المقابل فإن الذين يقع عليهم الاختيار ينبغي أن يتعاملوا بمنطق أن الحصة وطن، وأن المنصب سيكون تكليفاً وليس تشريفاً، وأن مسؤول الدولة ينبغي أن يكون خادماً للوطن والمواطن حتى تعبر البلاد مخاطر الحرب، وترسو سفينة الدولة إلى بر الأمان والسلام والاستقرار، لتبدأ مرحلة جديدة لبناء سودان جديد، خالياً من الجنجويد والقحاتة والأنجاس المناكيد.

Exit mobile version