افورقي – فارس القرن الافريقي أقوى مناصري السودان شعبا وارضا وجيشا ( الحلقة الثانية والاخيرة )
عبد النبي شاهين – الرياض
في هذه الحلقة الثانية والاخيرة نواصل الحديث عن اللقاء المهم الذي عقده الرئيس الإرتيري اسياس افورقي مع الصحفيين السودانيين يوم الجمعة الماضية في اسمرة حيث تطرق وفقا لما كتبه الصحفيون الذين حضروا اللقاء الى جانب مهم وهو زيارة قائد المليشيا حميدتي الى ارتريا في 13 مارس 2023 أي قبل شهر واحد من اندلاع الحرب حيث كشف الرئيس افورقي لأول مرة عن ما دار بينه وبين ضيفه في تلك الزيارة ووصفه بأنه “أبسط كائن حي” وقال (سألته عن أسباب عدائه للجيش السوداني ولم أجد منه اجابة مقنعة )
واوضح للصحفيين ان حميدتي اعرب له عن حاجة السودان لاستيراد تكنولوجيا الزراعة من اسرائيل، لكن الرئيس الاريتري رد عليه بأن مشروع الجزيرة كان يمول 10% من ميزانية بريطانيا، مما يدلل على امتلاك السودان للخبرة الزراعية والقدرة على تطويرها دون حاجة لأحد
ولو رأى الرئيس افورقي وهو الخبير الضليع في الشأن السودان خيرا في الاعتماد او حتى اللجؤ لإسرائيل لاستيراد التقنيات الزراعية منها ورهن التوسع والتطوير الزراعي في السودان بتلك التقنيات وحدها لما رد على حميدتي بذلك الرد الذي يدل فهم افورقي لإمكانيات السودان الزراعية افضل ممن كان نائبا لرئيس مجلس السيادة آنذاك ، وتلك مصيبة أخرى في حد ذاتها
ان اسرائيل تسعى لتصدير تقنياتها في مجالي الزراعة والريّ لمختلف دول العالم، وتروج اعلاميا وبشكل مكثف لتلك التقنيات لتبهر بها العالم عمدا لتكريس تبعية قطاع الزراعة تلك الدول ، بما فيها الدول الافريقية والعربية ، للشركات الإسرائيلية والعالمية المشابهة المهيمنة والتي تسعى لنهب ثروات شعوب المنطقة ومواردها وتجويعها
واذكر ان وسائل اعلام في تونس ذكرت منذ عدة سنوات ان تقنية الريّ المستوردة من شركة “نتافيم” الإسرائيلية إلى للمزاعين في تونس أدت الى إجبار جذور الأشجار للامتداد أفقياً قرب سطح التربة بحثا عن الماء، بدلا من تغلغلها عمودياً في باطن الأرض، ما مما افقر التربة وهدد ثبات هذه الأشجار. واوضحت إن استمرار استخدام هذه التقنيات يرهن الأمن الغذائي التونسي والعربي بيد العدوّ الصهيوني، ما يفاقم تبعية الزراعة والاقتصاد الزراعي للعدو ، وهذا مما لم يكن ممكنا لشخص مثل حميدتي ان يفهمه بالتأكيد لأن امر التطوير الزراعة يجب ان تتركه الدول لخبرائها المتخصصين وبالسودان آلاف الخبراء في هذا المجال
وأخيرا فان من اخطر ما قال أفورقي وفقا لما نشر لاحقا هو أن “دارفور هي الجبهة الأمامية”، لأنها مرتكز المخططات الخارجية لتفتيت وحدة السودان وتوسيع دوائر النفود الأجنبي في المنطقة ، وانه شدد على منع أي تدخلات خارجية تحت أي مسمى، حتى ولو مسمى إنساني
وهنا يضع الرئيس افورقي يده مرة أخرى على اكبر جرح ظل ينزف في السودان منذ اكثر من 35 عاما وهو ( دافور ) مطمع الفرنسيين والغرب الاول في السودان اذ يرى ان دافور هي راس الرمح في المشروع الغربي الصهيوني لتفكيك السودان والذي بدأ منذ عشرات الاعوام انتهاءا بما سمي بمشروع التجمع العربي في دارفور والذي عبرت عنه وثائق مسربة باسم ( قريش 1 وقريش 2 ) وهو اخطر مشروع تآمري وتفكيكي في تاريخ السودان
انتهى