افورقي – فارس القرن الافريقي أقوى مناصري السودان شعبا وارضا وجيشا ( الحلقة الاولى )
عبد النبي شاهين – الرياض
على الرغم من عدم دعوتي الى اللقاء الذي عقده الرئيس الإرتيري أسياسي أفورقي مع مجموعة من الصحافيين السودانيين في اسمرا مؤخرا ، ربما سقط اسمي سهوا عن مدير مكتبه الرجل المخلص لقائده وهو صديقي الاعلامي والكاتب والسياسي الضليع الأمين حسن ، الا انه من خلال متابعتي لهذا اللقاء عن بعد ،، وجدت انه وضع يده على الجرح السوداني العميق والنازف ليقدم لنا روشتة الطبيب الخبير بجراج الاوطان وهو الذي صنع مع اخوته وشعبه احد أعظم ثورات التحرر في افريقيا فاصبح بطلا لاستقلال ارتريا ورئيسا لها
الرئيس افورقي يتمتع بشجاعة وجرأة لا يتحملها السياسيون السودانيون ولا الافارقة بكل الوانهم وامكانياتهم ، ولان الوضع في السودان لا يحتمل الخيارات اللينة والمائعة والمهادنة ، اوالتماهي مع متطلبات ما يسمى زيفا بالمجتمع الدولي على حساب السيادة السودانية فقد قال افورقي مخاطبا الشعب السوداني عبر لقائه مع الزملاء الصحافيين في اسمرة يوم الجمعة الماضية (يجب أن يخرج السودان من مستنقع الأجندة الخارجية)، محذراً من أن يتحول السودان وشعبه إلى ضحية للأجندة الاقليمية.
ووصف بعض دول الجوار التي تعادي السودان بأنها ( لا تملك قرارها )، وهنا اقول وانا المسؤول عن كلامي ، بانه يشير الى تشاد واثيوبيا وليبيا حفتر وغيرها من الدول التي سهلت تدفق السلاح والمرتزقة الي داخل السودان معتقدة ان جيشنا العظيم سوف يهزم ولكن خاب ظنهم وسيأتي يوم حسابهم ، فالسودان عبر التاريخ كان وسيظل دولة مؤثر فيمن حوله
وقال الرئيس افورقي إن حل الأزمة السودانية ليس بيد المنظمات الدولية والاقليمية، والسودانيون لا يحتاجون من يحاضرهم في كيفية بناء دولتهم ، بل انه استخدم المفردة المحببة اليه والتي يرددها دائما في احاديثه الاعلامية وحتى في جلساته الخاصة ، عندما يريد التقليل والتحقير للمبادرات او التجمعات او التحالفات السياسية التي لا تروق له ، وهي كلمة ( بازارات ) ، وذلك عندما قال إن بلاده عزفت عن الدخول في الوساطات لحل الأزمة السودانية لأن المبادرات تحولت إلى “بازارات” عاجزة عن وضع حد للحريق الذي دمر السودان ارضا وشعبا وسيادة ، وهدد الاقليم بأكمله لأن السودان هو مركز لاستقرار المنطقة ورمانة التوازن العسكري والامني فيها
لا شك في ان الرئيس اسياسي فورقي وهو الأقرب الى وجدان الشعب السوداني اكثر من كثير قادته السياسيين قال انه رفض دعوة الأمم المتحدة لفتح معسكرات لجوء للسودانيين الذين عبروا الحدود إلى إريتريا، واضاف يقول ” لم ننصب خيمة واحدة.. السودانيون هنا في بيتهم وما يقوم به المواطن الارتيري واجب أخلاقي”.. ورفض وصف ذلك بأنه جميل تقدمه إريتريا للسودان، بل واجب لا يُرجى عليه شكر
لله درك يا افورقي ، من مثلك وقف مع الشعب السوداني في محنته التاريخية ، ستظل الأجيال تذكر لك هذا الموقف النبيل فقد احبك شعب السودان مثلما احببتهم ، ولو كان عليهم لإفتدوك بأرواحهم ودماءهم ، فقد كنت لهم نعم النصير يوم ان عز المناصر ، وكنت لهم انت وشعبك العظيم نعم الجار عندما عز الجوار ، فأنت منا ونحن منك
ما اعرفه ويعرفه الكثيرين في شرق افريقيا عن الرئيس اسيسي افورقي انه من اقوى واشجع القادة الأفارقة ، يهابه قادة الغرب قبل الشرق ، ويذكرني شخصيا بالرئيس الرحل جعفر نميري ( رحمة الله عليه ) الرجل الكارب قاشو كما نقول في السودان ، فالرئيس اسياس اوضح للصحفيين السودانيين ان اطرافا خارجية تلعب دورا مؤثرا في السودان لأنه ( صراع نفوذ ) يستهدف تفكيك السودان
وشدد على حرمة المساس بالجيش السوداني الذي وصفه بالعمود الفقري للدولة السودانية ومن دونه لا يمكن بناء السودان ، وبذلك يكون الرئيس افورقي قد لقن احزاب ( تقدم ) وحمدوكهم درسا في الوطنية والحفاظ على سيادة الدولة وصون ترابها ، لطالما ظلوا يرددون عبارات ( جيش الفلول ) و ( جيش الكيزان ) متناسين ان هؤلاء الكيزان هم من اسسوا مليشيا الدعم السريع لحمايتهم جيشنا الوطني العظيم ،،
ولنا لقاء آخر مع حديث الرئيس الأرتري اسياس افورقي