الراصد – فضل الله رابح – (٦) أكتوبر .. ذكري العبور … ( مصر والسودان ) أبقى من كل تاريخ

..

اليوم الأحد (٦) أكتوبر عطلة رسمية عند المصريين في كل أرجاء أم الدنيا لأنه يصادف ذكرى التحرير الماجدة والعبور المقدس الذي هو ليس المكافئ الموضوعي علي نكسة يونيو ( ١٩٦٧م ) ولكنه النقيض المباشر لمعركة يونيو ( ١٩٦٧م ) وخيباتها، بل هو تاريخ افعل وأعظم تاريخا عند المصريين لم يتكرر مثله حتى اليوم ، وهو تاريخ أحدث تحولا رهيبا في مسيرة الصراع العربي _ الإسرائيلي ومن ثم في تاريخ العرب جميعا .
تمر الذكرى ونحن ما نزال نعيش تاريخا حرجا إذ أن العالم كله منشغل بتوسع الصراع العربي _ الإسرئيلي ، وبالطبع الاقليم منشغل بما يحدث فى لبنان وما يدور بين ايران واسرائيل ومن قبله ما يحدث فى قطاع غزة ، تمر الذكري والوطن العربي يتاكل تدريجيا تحت تاثير سخونة الاحداث بالشرق الأوسط ومن يراجع التاريخ يلحظ انه منذ ميلاد الدولة الاسرائيلية في ( ١٩٤٨م ) أصبح كل من يلامس إسرائيل فهو يصبح محل إهتمام العالم والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة والشرق الأسيوي جميعهم لا يهتمون الا بما يخدم مصالح اسرائيل ، تأتي ذكري ٦ إكتوبر و تزاحم القضايا العربية سوريا / لبنان / اليمن / ليبيا / فهى تطورات تنذر بخروج الاوضاع عن السيطرة وانفلاتها وربما إندلاع حرب إقليمية شاملة ، ورغم تبدل الحسابات الاستراتيجية لعدد من الدول الا من يراجع أرشيف معركة (٦) أكتوبر يجد أن هناك ما يتطلب إعادة توجيه بوصلة الأحداث ، بالعودة الي مناسبة المقال نستطيع ان نقول إن من يراجع أرشيف ٦ أكتوبر وما أنتجه الإعلام المصري حولها يستطيع أن يقول إن (٦) أكتوبر هو أعظم تحولا في تاريخ العالم الحربي المرئي … (٦) أكتوبر ١٩٧٣م تاريخ متحرك وحاضر عند مصر الدولة والشعب ومن يعيش تفاعلات الشارع المصري اليوم يلحظ هذا الشحن الوطني والانفعال المتوقد بهذا التاريخ الفارق في ماض وحاضر ومستقبل جمهورية مصر العربية…
اليوم مصر تسترجع هذا الإطار التاريخي والاستراتيجي الشامل وتستدعيه لإنعاش ذاكرة الشعب واستلهام الجيل الحالي من ذاكرة الماضي المشرف ليس حماسا فارغا ولا شحنة عاطفية عابرة وإنما بحقائق وشرف تعتز به جمهورية العربية، ونحن كسودانيين نحتفل به لأننا جزء من هذا الشرف الباذخ وكان للجيش السوداني شرف المشاركة الفاعلة في صناعته ومصر تقدر ذلك وتحمله في كل حقائبها التاريخية ذكرى العبور ومد البصر والبصيرة العربية عبر سيناء والجولان إلى ما وراء الجولان وسيناء عبر معركة إلى ما بعد النصر المبين…

معركة (٦) أكتوبر ١٩٧٣م وسيناريوهاتها وإرهاصاتها، الخطة الحربية وثلاثية الهجوم واقتحام الخط ورأس الجسر بتلك القاعدة الأرضية وتطوير الهجوم أصبحت فيما بعد علوم تدرس في الكليات والأكاديميات الحربية، لجهة أنها كانت انقلابا في الفكر العسكري المتعارف عليه والاستراتيجيات العالمية وغيرت موازين القوى والسياسية الدولية…
اليوم نعيش هذه الذكرى مع مصر الدولة والشعب ومع كل الأمة العربية، وما تزال الرحلة أمام التحرير العربي محفوفة بالمخاطر والتحديات والطرق لاسترداد القدس ما تزال طويلة ومريرة ومؤلمة، وإذا كان أكتوبر هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل نحو التحرير فإن روح السادس قد وضعت لبنة الأساس وفتحت باب الأمل وطريق العبور مرة أخرى… ولكن ما تزال أبواب الأسئلة مشرعة ومعامل الأمل واليأس حول عودة فلسطين إلى أهلها تعمل بفاعلية، ولكن متى وكيف يخرج العدو من الأراضي المحتلة، هذا هو السؤال الجوهري…؟؟. هل سيخرج حربا إلى النهاية أم سيستسلم العدو وينسحب سلم وطواعية من القدس المحتلة…؟؟

Exit mobile version