فتابرنو: سلمية الاعتصام تجسيد الثورية في تحقيق المطالب

تقرير إبراهيم موسى   فتابرنو (شمال دارفور)

 جسدت شعارات “ثوار احرار حنكمل المشوار”، “حقنا كامل ما بنجامل” التي رددها معتصموا فتابرنو من أرض اعتصامهم في واحات كتم بشمال دارفور ، كيفية  الحصول على الحقوق من دولة العدالة والسلام والحرية وفق المبادئ التي أرسلتها ثورة ديسمبر المجيدة في شعاراتها” حرية سلام وعدالة”.
 
بهذه الثورية السلمية جاء اعتصام فتابرنو ليمثل نموذجا آخر في طلب الحصول على الحقوق وتجسيد السلمية في أعلى المراتب بميدان الاعتصام كأنما يوصل رسالة إلى وفد المركز برئاسة الفريق الركن مهندس إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة الانتقالي، وممثلي الأجهزة الأمنية وقوى الحرية والتغيير بأن الحقوق تنتزع ولا تضيع “ما ضاع حق وراؤه طالب”
 
ومن اسباب الثورة على النظام البائد تحقيق تغيير حقيقي يشعر به المواطن في أمنه واستقراره وأن يعيش في كرامة. ويعد اعتصام فتابرنو، مواصلة وتجديد لثورة ديسمبر المجيدة، صنعه المواطنون نتصارا لتحقيق الحرية والعدالة والسلام. وتعبر الأعتصامات عن ممارسة ديمقراطية حقيقية يمارسها المواطنون ويقررون بموجبها قضاياهم.
 
إن طرح المطالب بقوة والثبات عليها قابله وفد الحكومة المركزية بالموافقة الفورية على مطالب المعتصمين والتأكيد على تنفيذها عبر تشكيل آلية تضم أصحاب المصلحة للمشاركة في عملية التنفيذ.
 
وتتمثل مطالب المعتصمين في توفير الأمن وحماية الموسم الزراعي وترحيل الذين اعتدوا على مزارع الآخرين فوراً. وملاحقة المتورطين في الاحداث وتقديمهم للعدالة. وقد استجاب الوفد المركزي المطالب واكد تنفيذها فوراً.
 
إن اعتبار مطالب الاعتصام حق واجب على الدولة تنفيذه بأمر المواطن ،  هذا ما قال به رئيس الوفد عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر  ،عندما قال مخاطبا المعتصمين، “إن مطالب معتصمي فتابرنو حقوق واجب على الدولة تنفيذها بأمر المواطنين، وقال إن التغيير الذي حدث في السودان سلمي وحضاري، مؤكداً ان السلمية أصبحت تجسد الديمقراطية والحصول على الحقوق. وقال إن  الاعتصام حق ونعمل على حمايته، ولا احد يستطيع منع الشعب من حقه الديمقراطي. ”
 
وأكد إلتزام الدولة ببسط الأمن وتوفيره للمواطنين كافة، وقطع بعدم افلات اي مجرم من العقاب. وقال في هذا الخصوص لن نتستر على مجرم وسيتم رفع الحصانه عن أي شخص مهما كانت مكانته واخضاعه للتحقيق اذا كان متهما في جريمة.
 
وجدد مواصلة الحكومة الانتقالية بناء مؤسسات الفترة الانتقالية في أعقاب اعلان الولاة المدنيين الذي سيعقبه تشكيل المجلس التشريعي ليكون المواطن رقيبا على الحكومة. واكد ان المواطن هو وقود نهضة السودان واستقراره وقال في هذا الصدد لانريد حروب بل استقرار ونماء، مؤكدا أهمية تحقيق السلام ودوره في المساعدة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. واكد وقوف الدولة مع المزارعين وتطوير الخطط الاقتصادية لتحقيق كفاية الإنتاج والتصدير.
 
وتحظي الأعتصامات السلمية بمساندة من الدولة والحرية والتغيير كونها مواصلة لسلمية الثورة المجيدة التي تتجدد وفقاً لاسماعيل تاج ممثل تجمع المهنيين القيادي بالحرية والتغيير عضو الوفد.
 
و اعتبر مولانا اسماعيل، الأعتصامات السلمية ممارسة ديمقراطية يجب حمايتها كونها تتيح للمواطنين الحق في التقرير في قضاياهم ،مضيفًا ان الاعتصام مواصلة لثورة ديسمبر المجيدة التي تتجدد يومياً وهو انتصار لها،ويقرره المواطن.
 
ودعا الثوار للمطالبة بحقوقهم المشروعة وانتزاعها ومساءلة الحكومة عن توفيرها والتقصير وعدم الاستجابة لها َخاصة توفير الأمن والخدمات. وجدد دعم الحرية والتغيير وتجمع المهنين لمطالب اعتصام فتابرنو كونها حقوق تتمثل في توفير الأمن والحصول على الخدمات والعيش الكريم. واكد اهمية ان يكون التغيير حقيقي يشعر به المواطن.
 
و قرر الوفد عقب الاجتماع بالمعتصمين و سماع اقوالهم و مطالبه تشكيل قوة مشتركة للعمل على التنفيذ الفوري لقررارات الاجتماعات المشتركة وتعمل القوة المشتركة مباشرة العمل فوراً اعتباراً من  الخميس  وهي تتكون من ٢٠ عربة من الجيش و٢٠ عربة دعم سريع و١٠ عربات من الشرطة ووكيل نيابة،علي أن تكون قيادة القوة تحت قائد الحامية العسكرية بالمنطقة وتعمل على إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وبسط التعايش السلمي لأهل المنطقة واشراكهم في الأمر باعتبار ان الأمن مسئولية الجميع ومنع استغلالهم من اي جهة .
 
ومن أولى بشريات المطالبة السلمية بالحقوق التي جسدها اعتصام فتابرنو، تم  التوصل لاتفاق بين محليتي كتم والواحة لرتق النسيج الاجتماعي ، تم بموجبه تشكيل لجنة دائمة مشتركة لتعزيز التعايش السلمي وحل النزاعات بمنطقة فتابرنو من الطرفين، تتكون من ١٢ شخص، بواقع ٦ من كل طرف الطرفين من مكونات المنطقة.  وادت اللجنة القسم أمام الوفد وسمح لها بإضافة اثنين من الملوك لعضويتها لتصبح ١٤ شخص مع اعطائها الحق في الاستعانة بمن تراه مناسبا. واكد رئيس الوفد الفريق مهندس إبراهيم جابر ، انه سيصدر أمر تشكيل اللجنة بعد أن تجتمع لتسمية الرئيس والرئيس المناوب. وتم تفويض اللجنة ومنحها صلاحيات بصورة كاملة لإعادة الاستقرار للمنطقة.
 
واكد الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع ، دعم الالية بمنظومة قوية تفرض هيبة الدولة وترجع لكل ذي حق حقه لإكمال اللوحة لإكمال السلام الاجتماعي وتكوين آليات للشباب والمرأة.  وترك أمر متابعة اللجنة للفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، والأستاذ طه عثمان القيادي بالحرية والتغيير وعضو لجنة إزالة التمكين.
 
واكد  رئيس الوفد ان الاتفاق، ارضى الجميع وتم وضع آلية ممتازة لحل النزاعات ووضع لبنات السلم الاجتماعي بين مكونات المنطقة فيما يختص بالزراعة والراعي وحلحلة الخلافات.
 
واكد ممثلو اللجنة إلتزام بتحقيق التعايش السلمي والنهوض بالبلد للأمام وتعتبر اللجنة الدائمة المشتركة لتعزيز التعايش السلمي وحل النزاعات بمنطقة فتابرنو، أول لجنة لحل النزاعات على مستوى السودان، ويعول عليها كثيرآ في خلق نموذج جديد من التعافي والتصالح بين مكونات المنطقة.
 
وكان ممثلوا اعتصام فتابرنو قد اثارو قضايا الأراضي وتمسكوا بترحيل دامرة منن من المنطقة والتي تكونت ٢٠٠٩م،الأمر الذي بذل الوفد جهودا كبيرة لمدى يومين بعد اجتماعات متواصلة، تكللت بجمع مكونات المنطقة من محليتي فتابرنو والمالحة وتم الوصول إلى اتفاق بين الطرفين وتشكيل اللجنة الدائمة المشتركة لتعزيز التعايش السلمي وحل النزاعات بمنطقة فتابرنو لمعالجة هذا الأشكال.
 
واعتبر طه عثمان القيادي بالحرية والتغيير وعضو لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، عضو وفد المركز نجاح اللجنة في معالجة قضية منن سيكون فاتحة خير لمعالجة مشاكل كبيرة وبداية للسلام الاجتماعي وحفظ الأمن، مؤكدا على أهمية وجود الاشخاص المقبولين لدى الجميع.
 
واستمر اعتصام فتابرنو بشمال دارفور لأكثر من ١٠ ايام حيث تعرض المعتصمون الي هجوم من قبل بعض المتفلتين ادي لاستشهاد ١١ وإصابة ١٨ بجروح واصابات مختلفة يتلقون العلاج بمستشفى الفاشر التعليمي.
 
 بينما وصف مولانا اسماعيل تاج القيادي بالحرية والتغيير وعضو تجمع المهنيين وعضو وفد المركز الاتفاق بالخطوة الجبارة والتي تتقدم نموذج في  حل الخلافات سلميا في مناطق أخرى من البلاد، مبينًا أن اللجنة الدائمة المشتركة لتعزيز التعايش السلمي وحل النزاعات بمنطقة فتابرنو بعد اقتراح تسميتها ستقدم نموذج من الاهالي والقيادات المجتمعية والاهلية في حل النزاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى