أكرم القصاص يكتب: رسائل السيسى فى أيام «الغليان».. حروب مصر وأمنها القومى

وسط الأحداث التى تجرى فى الإقليم، منها الحرب فى غزة، والتى جاءت بعد سنوات من الصدامات والصراعات داخل الدول العربية سوريا واليمن وليبيا والسودان، وضع إقليمى مرتبك، ووضع عالمى ضعيف، ونظام عالمى مختل، تكمل الحرب فى غزة عامها الأول بعد 6 أيام، وهى حرب إبادة وانتقام، ردا على عملية 7 أكتوبر، التى أيقظت كل جرائم العدوان لدى نتنياهو والمتطرفين المحتلين.

وخلال الحرب وبينما اشتبك حزب الله بجنوب لبنان، لتزيح إسرائيل الساتر وتعلن الدخول فى حرب مباشرة، مع إيران وحزب الله، وتخترق أجهزة الحزب وأيضا إيران، تغتال قيادات متعددة بالصفين الأول والثانى، وتصل إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، لتضع المنطقة كلها فوق براميل بارود مهددة بالانفجار، وسط هذا الواقع تقف مصر على مدى شهور لتحمل موقفا حاسما وخطوطا واضحة.

يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على توجيه رسائل إلى المصريين، بعضها مباشر، والبعض الآخر غير مباشر وموجه الى أطراف وجهات وزوايا متنوعة، وخلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، أكد الرئيس على ثوابت مصر، وأن دولا من حولنا تساقطت، بينما ظلت مصر قادرة على مواجهة كل هذه التداعيات بكل قوة، بسبب وحدة المصريين، وبالطبع الجيش المصرى والشرطة والمؤسسات، حيث إن الدول التى لم تدرك تحولات العالم تساقطت وفقدت قدرتها، ونبه الرئيس إلى أهمية الانتباه والوعى لحجم ما يتم تداوله أو ما يحدث ويتم ترديد أقاويل وشائعات، ومن الطبيعى أن يشعر المواطنون بالقلق مما يجرى حولنا، من دون أن يفقدوا طمأنينتهم، لكون مصر دولة قوية تدرك ما يجرى وتتعامل معه، من خلال تحركات ومؤسسات، خاصة أن الرئيس السيسى نبه مبكرا كل الأطراف إلى خطورة عدم حساب التوقيت أو الفعل ورد الفعل، وتوسيع الصراع بشكل يهدد السلم الإقليمى والدولى، وهو ما تحقق بسبب إصرار بعض الأطراف على تغذية الصراع من دون أن تستطيع التصدى للعدوان.

مصر حرصت من بداية الحرب على التمسك بثوابت فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين، ورفض التهجير لخارج الأراضى، وعدم التهاون فيما يتعلق بالأمن القومى، وخطوطه المحددة، وسعت مصر مع أطراف إقليمية ودولية للتوصل إلى وقف الحرب، وتخوض مصر حروبا على أكثر من جبهة، تسعى لوقف العدوان والتمسك بأسس أمنها القومى، وضرورة إنفاذ المساعدات وإنهاء مأساة الشعب الفلسطينى فى غزة بشكل فورى.

الرئيس السيسى، خلال حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، استعرض ما تمر به المنطقة، واتساع رقعة الصراع، لافتا إلى أن سياسة مصر متوازنة فى ظل هذا الاضطراب، بالرغم من انعكاسات الصراعات حول حدود مصر الغربية والجنوبية والشرقية من 12 شهرا، كلها تداعيات تثير القلق، وانعكاساتها الاقتصادية على نصف دخل قناة السويس، نحو أكثر من 6 مليارات دولار خلال شهور، ومع هذا فإن الوضع مستقر، والدولة قادرة على التعامل مع كل الملفات والوضع فى تحسن.

وجدد الرئيس، التأكيد على أهمية الوعى فى التعامل مع الشائعات والحروب النفسية، والأكاذيب والافتراءات والمزايدات، حيث تتضاعف هذه الأكاذيب، وأن الوعى هو القادر على مواجهة هذا. الرئيس هنا يشير إلى منصات ولجان والقنوات الممولة التى اعتادت إطلاق الشائعات وتواصل على مدى أكثر من عشر سنوات ترديد الأكاذيب، وهى أمور واجهها المصريون بوعيهم، الرئيس السيسى يجدد التأكيد على أهمية أن يواجه الإعلام والمثقفون، تيارات الكذب والتدليس والتزييف، خاصة أن كل المزايدات على دور مصر سقطت بالتجربة، والتى تثبت صحة الموقف المصرى، الذى يمتلك الخبرة للتعامل مع إسرائيل حربا وسلما، وأن المعركة هى جزء من الحرب.

تتمسك مصر بمواقف واضحة وحاسمة فى مواجهة الاحتلال، وتخوض حروبا على جبهات متعددة، ومنذ اللحظات الأولى كان الموقف المصرى واضحا وأعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأن مصر تدعم الحقوق الفلسطينية، وتتمسك بأمنها القومى، وترفض تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية، والتمسك بمسارات السلام، وحل الدولتين، كل هذا مع خطوط واضحة فى مواجهة كل الأطراف، واتصالات مع كل الجهات لوقف الحرب، ومنع اتساعها إقليميا

Exit mobile version