معز النويري يكتب : ماذا يريد كيكل من الحرب ؟

معركة أمس الجمعة التي تنأقلها وسائل التواصل في هجوم الجنجويد علي الفاو وهو الهجوم السابع منذ دخول مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة لكن هذا المره كانت في تحرك مكشوف حتي لدي المواطن العادى وهذا يدخل هذه المليشا مرحلة الضعف البائن والنقص الحاد في العتاد ونوعية المقاتلين معها إذ فقد الجنجويد منذ بداية الحرب القوة المدربة و التسليح الجيد وأصبح يعتمد علي مقاتلين لا يعرفون العمل العسكري مجرد لصوص ومتعاونين مع تسليح ضعيف نسبياً ….

&
وبالعودة لطبيعة مسرح عمليات شرق الجزيرة وقري الفاو نجد التداخل مابينها ومشروع الرهد الذي يمتد حتي داخل ولاية الجزيرة لمدينة الفاو عبر قري تتبع إدارياً لولاية الجزيرة . فالخياري هي آخر قرية في ولاية الجزيرة في كبري الخياري عند نهر الرهد لكن سوق الخياري والتفتيش يتبع لولاية القضارف .

جمع كيكل قوات من الكاملين ورفاعة والهلالية والحصاحيصا و تحرك بأريحيه إلي تمبول ومناطق خلويه متعدده إلي أن وصل منطقة السعدية وعقد لقاء مع المغامرين من أجل اقناعهم بعملية خاطفه وسريعه وإستراتيجية من أجل التوغل داخل ولاية القضارف .

عين كيكل تتركز على الدخول لسهل البطانه عبر القلعه البويضاء طريق المشاريع حتي وادي آب سعنه والخروج في غابة المقرح لقطع طريق الفاو القضارف مع الطريق الترابي الرابط بين خزأن آب رخم الدندر مع تواجد قوات بغابة الدندر تتبع للمك أبو شوتال تحاول الفصل بين المدن الحواته الفاو والقرية ٤و ٣ ..

وبالعودة لجغرافية المنطقة نجد أن مسرح العمليات كبير والمسافة مابين مدني الفاو عبر الطريق القومي ٩٠ كيلو متر و الخياري مدني ٧١ كيلو تقريباً وهو محور الطريق القومي قواتنا المسلحة تتواجد في الخياري بينما المليشا تتحرك في قري حفيرة و الشريف يعقوب وتهاجم الدفاعات الصلبه للجيش والمشتركة وهناك محور قتالي بطريق الفاو القرية ٤٠ أم القري وهذا الطريق يصل إلي ميجر ٥ بمسافة ٧ كيلو تتفرع منه ترعة القرية ٢٦ غرباً و شمالاً المشروع السوري و ميجر ٦ والقلعة البويضاء والقرية ٢٧ و أم القري وهي مسيرة ساعتين من الفاو هذا الطريق معبد منذ بداية المشروع لكن وعر وتصعب فيه حركة السير …

تحركت المليشا وأشتبكت مع دفاعات الجيش عند قنطرة القرية ٢٧ وتفرعت قوات أخري للدخول عبر القلعة إلي البطانه وهي خطه إشغال الجيش بعدة محاور حتي يتسلل عبر المشاريع إلي غابة المقرح وكان الجيش يرصد هذه التحركات ومع دعم الطيران إستطاع حسم قوات كيكل بأقل الخسائر ومنعها من الدخول البطانه.

أهمية المنطقة العسكرية الشرقية في الفاو هي حماية كل الإقليم الشرقي بما فيه الفشقة لذلك المسافة مابين الفاو و جبل حريرة المقرح القدمبليه القضارف عبر الطريق القومي أمنه تماماً وشمالاً من جبل حريرة وعلوبه عبر الدرب الأسود وهو طريق المرحال الشرقي الذي يربط منطقة النيل الأزرق و شرق سنار بالبطانه عبر مسار أب سعنه ووادي السماء وجبال الابتور إلي ابو دليق ومراعي نهر عطبرة شمالاً هي ذات أهمية إستراتيجية تربط الولايات الشرقية عبر طرق بريه في سهل البطانه مع الجزيرة والخرطوم ونهر النيل ..

& طريقة كيكل الإنتحارية ماهي إلا خدعه من خدع الحرب إبتدعتها المليشا بالهجمات المتتالية علي إرتكازات الجيش حتي لا يتقدم لتحرير مدينة ود مدني ويظل كيكل هو الأخطر لمعرفته بالطريق البريه وهو وسط حاضنته الإجتماعية التي تؤفر له الحمايه وحرية الحركة لذلك هو من يضع الكمائن للجيش والمشتركة في طريق مدني إن كان في غابات وكباري الشريف يعقوب أو الحديبة عبدالله ومناطق البقاصه والحريز و منطقة الحرقة نور الدين لكن التحول الحقيقي في المعركة هو قلة الخبره ونوعية التسليح وهذا يدل علي نجاح الجيش في تكسير القوة الصلبه للمليشا وقطع الإمداد وتضييق الخناق علي كيكل ومحاصرته في نطاق ضيق شرق الجزيرة

Exit mobile version