واشنطن تُغلب مصالحها وأجندتها السياسية على مطالب إيقاف الحرب

عقب تصريحاته الاخيرة ونتائج لقائه ب(بن زايد)…
بايدن وحرب السودان.. مواقف مخيبة للامال..

اصرار امريكي على كسر شوكة الجيش وإعادة بعث الميليشيات

سودانيون يعبرون عن سخطهم من مساواة بايدن للجيش بالمتمردين

لقاء الرئيسين الأمريكي والإماراتي خلا من توجيه مجرد صوت لوم ل( ابوظبي)..

تقرير _ محمـــد جمال قنــــدول

لا تبدو واشنطن جادةً فى سعيها للمساهمة في إحلال السلام بالسودان. وبدا ذلك واضحًا من خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، حينما التقى نظيره الإماراتي مساء (الاثنين) الماضي. حيث حذر الرئيسان من مخاطر وقوع “فظائع وشيكة” في السودان، مع استمرار القتال في دارفور، ثم حديث الرجل في فاتحة أعمال اجتماعات الأمم المتحدة.

إنهاء الحرب

وكان الرئيس الأمريكي قد خاطب أمس الأول (الثلاثاء)، فاتحة أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ال(79) في نيويورك، وقال: (إنّه يجب على العالم أن يتوقف عن تسليح الجنرالات، ويتحدث بصوتٍ واحدٍ ويطلب منهم التوقف عن تدمير بلادهم، والتوقف عن منع المساعدات عن الشعب السوداني، وإنهاء هذه الحرب فورًا)، كاشفًا عن جهود وساطة تبذلها واشنطن لإيجاد حلٍ للأزمة.

ورغم ضلوع الإمارات في حرب السودان ودعمها المستمر للميليشيا حتى الآن، وتقديم السودان شكوى ضدها بمجلس الأمن، إلّا أنّ لقاء الرئيسين الأمريكي والإماراتي خلا حتى من توجيه صوت لوم أمريكي بحق ما اقترفته الإمارات، وذلك على الرغم من التقارير الاستقصائية التي نشرتها حتى صحفٌ أمريكية في خطوة مددت من مساحات الإحباط لدى السودانيين الذين فيما يبدو قد فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي، الذي يتحدث عن شعارات الحرية والسلام وهو غير قادرٍ على مواجهة دولة الإمارات.

مواجهة الفاعلين

لقاء (بايدن وزايد)، كان مثار سخرية وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً على مستوى الداخل، إذ بدا واضحًا ذلك عبر مداخلات السودانيين فى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن سخطهم للبيان المشترك الذي صدر من الرئيسين الأمريكي والإماراتي جراء مساواة بايدن القوات المسلحة بالميليشيا بتسميتها بطرفي النزاع، فضلًا عن استهجانهم للحفاوة التي قوبل بها بن زايد من نظيره الأمريكي وتحدثه بالشأن السوداني، رغم أنّه أكبر داعمي التمرد بالبلاد.

وكان ملفتًا تعليقات من على شاكلة (أب سن بضحك على أب سنين).. (يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازتو).

ويقول القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تُغلب دائمًا مصالحها وأجندتها السياسية والاقتصادية على مطالب الشعب السوداني بإيقاف الحرب، مشيرًا إلى أنّ ما صدر عن الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكبر دليلٍ على استمرار منهج الإدارة الأمريكية في تسويف قضية الحرب في السودان والهروب من مواجهة الفاعلين الرئيسيين في استمرار الحرب بتجدد ذات الخطاب القديم للجنرالين.

وتابع الفحل في معرض تعليقه قائلًا: (هذه الدعوة تؤكد حقيقة تورط إدارة بايدن في التستر على الميليشيات وعدم الإقدام على تجريم الأفعال الوحشية التي ظلت ترتكبها الميليشيات في حق الشعب السوداني بالرغم من التقارير الحديثة لمجلة نيويورك تايمز التي كشفت حقيقة استمرار الدعم الإماراتي للميليشيات)، وأضاف: (إنّ التعويل على إيقاف الحرب أو تنفيذ اتفاق جدة من خلال الضغوط الخارجية، لا يمكن أن يمثل المخرج لأزمة الحرب في السودان ما لم يحدث تقدمٌ ميداني على الأرض لفرض تنفيذ اتفاق جدة بإلحاق الهزائم بالميليشيات وحصرهم في دوائر محددة).

ويرى خالد بأنّ الحكومة السودانية ظلت ترجح خيار التفاوض وتسعى بكل السبل للوصول إلى ما تم الاتفاق عليه في مايو 2023 ، ولكنّ هذه الأماني تصطدم بجبروت دول العدوان التي تُصر على كسر شوكة الجيش الوطني وإعادة بعث الميليشيات بثوبٍ قانوني تحت زريعة “إيقاف الحرب”، وهذا ما لن يتقبله الشعب السوداني.

Exit mobile version