الإعلام أمانة وتخصص

الدكتور / فارس الهاجري

في خضم هذا السباق المعرفي والذي طغت فيه وسائل الإعلام الحديثة ربما ابتعدنا عن التعريف الدقيق لكل تخصص وبالذات الإعلام فلا يمكن أن يكون كل شخص مؤهل للقيام بهذا الدور الحساس ويتبادر الي الذهن سؤال هل ابتعدنا عن التخصص.. مع ادعاء كل شخص انه اعلامي دون أن يكون مؤهل لذلك ؟!

والمتبادر الي اذهان الناس السؤال التعريفي من هو الاعلامي في ظل فضاء مفتوح لكل الناس يدعون من خلاله انهم اهل تخصص مع التأكيد ان هناك أشخاص لا علاقة لهم بالأمر بل هو مجرد استغلال لهذه الصفة لتحقيق أهداف اخري لا علاقة لها بالإعلام أثرت بالتالي سلبا على الإعلام.

يجب أن نصل إلى تعريف لان أولئك الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا يتسللون الي هذا المضمار دون أن يحصلوا على الترخيص المطلوب أو نيل عضوية الاتحادات والهيئات المنوط بها تنظيم مهنة الإعلام ومنح الشخص الرخصة لمزاولة المهنة سوي في الإعلام المرئي أو المقروء أو المسموع… واين هم أصحاب التخصص الحقيقيين المنوط بهم العمل في مجال الإعلام وأجهزة الإعلام سوي الخاصة أو المملوكة للدولة وبالقطع ليس كل من ينوي ان يكون إعلاميا يمكن أن تساعده الظروف لذلك ومن ثم لا يحق لنا ان نقول هذا ( إعلامي ) دون أن يختبر وينال من الدورات والتأهيل الكثير الذي بوهله للمهنة بالمعنى الاخر مؤهلات ومطلوبات لممارسة النشاط .

في مجالسنا نري العديد من الناس يطلقون على أنفسهم ( إعلاميين ) دون أن نعرف مقومات اكتساب المهنة وموهلات الشخص الإعلامي بالإضافة إلى المهارات الاخري مثل الثقافة والتخصص وهل هو مؤهل للقيام بهذا الدور لاننا أصبحنا نري تخصصات أخرى تدخل للمجال .

مواصفات الإعلامي أيضا مرتبطة بأخلاق المهنة وهي الأمانة في نقل كل ما يريد إيصاله للاخرين من قضايا وافكار بعيدا عن الابتزاز أو المصلحة الشخصية على حساب مهنته ودوره مع ان هناك من يستغلون منابر إعلامية لتمرير أجندة خاصة بهم دون مراعاة للوطن ولصدق الكلمة والأمانة.

دور مهم أيضا للناشرين بضبط مهنة الإعلام وتوظيف اهل التخصص والخبرة في موسساتهم الإعلامية لان اي مؤسسة إعلامية ناجحة من يقودها اهل التخصص والخبرة وان سمح بتسلل أشخاص ليس لهم علاقة بالإعلام فإن الناشر والمؤسسة هي المتضرر من هذا الأمر فهذا عصر التخصص وكلن في مجاله يحقق مقاصد المؤسسة التي ينتمي إليها…

*دمتم في امان الله وحفظه.. والله من وراء القصد*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى