يوم السلام.. مصر تتعهد بمواصلة جهود حفظ الاستقرار العالمي

أكدت وزارة الخارجية المصرية، أن القاهرة كانت دومًا في طليعة الدول المساهمة في إحلال السلام عالميًا، من خلال إسهامها إسهامها الريادي على مستوى الدولي، بدءًا من دورها كمؤسس للأمم المتحدة، وصولًا لتجمعات الجنوب العالمي، وعلى رأسها حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ 77 المطالبة بنظام دولي منصف.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، بمناسبة يوم السلام العالمي، أن ذلك يأتي إيمانًا منها بأهدافها النبيلة واضطلاعًا من جانبها بمسئولياتها الأصيلة، لافتًا إلى أن مصر كانت أول من فتح الباب أمام عملية السلام في الشرق الأوسط بأكمله، الذى يتحقق بتلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسائر حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، من خلال إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتؤكد مصر مواصلة دورها الريادي لتحقيق السلام المنشود من خلال إسهامها الأصيل في الوساطة لإنهاء العدوان على غزة، وتشدد بمناسبة يوم السلام العالمي، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية كاملة، وإعادة الإعمار وتحقيق التسوية الشاملة بإحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.

وأضافت الخارجية المصرية، في بيانها، أن دور القاهرة الرائد في جهود إحلال السلام امتد أيضًا إلى جميع الأزمات في الدول المجاورة، وعلى رأسها ليبيا والسودان والصومال من خلال الحفاظ على المؤسسات الوطنية في دول الجوار، وتمكينها من أداء المسئولية المنوطة بها لخدمة لشعوبها وتحقيقًا لتطلعاتها.

وذكر البيان أن مساهمة مصر لا تقتصر على المشاركة النشطة في جميع محادثات السلام ذات الصلة، وإنما تسخِّر كذلك كل قدراتها في دعم تلك الدول الشقيقة المجاورة لتجاوز محنتها الحالية واستعادة السلام والاستقرار المنشودين.

أما على الصعيد المفاهيمي، كانت مصر رائدة في طرح رؤية لتحقيق السلام عالميًا، إذ كانت أول من طالب بمقاربة شاملة لبنية السلم والأمن الأممية، بمكونات صنع وحفظ واستدامة السلام، وذلك إبان عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن عامي 2016-2017 ليتجاوز تعامل المجتمع الدولي التناول الجزئي الضيق للأزمات الدولية، وعلى نحو ما ساهمت به مصر في إقامة بنية السلم والأمن الأفريقية بتلك الأركان الثلاثة، وفق البيان الصادر اليوم.

كما أشار بيان الخارجية المصرية إلى أن القاهرة لم تبخل بأفكارها في طرح رؤية شاملة متسقة عن الحوكمة العالمية، إذ استضافت منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في يوليو الماضي استعدادًا لقمة المستقبل، بعنوان “إفريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية”، وتناولت استنتاجات المنتدى أولويات التعددية، والحوكمة العالمية، وأجندة الوقاية العالمية والسلام المستدام، والترابط بين السلام والأمن والتنمية، ومستقبل عمليات السلام في إفريقيا، ودور الشباب من خلال التعليم لبناء السلام، وفى سياق مُكمل، تشارك مصر في المجموعة الاستشارية لصندوق بناء السلام.

وأشارت الخارجية، في بيانها، إلى أن مصر تعمل على تكامل المنظومة الأممية والإفريقية لصيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الإفريقي والاجتماعات التي سيعقدها تحت رئاسة مصر مع مجلس الأمن الأممي، جنبًا إلى جنب مع تكامل دور مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، الذي تستضيفه مصر، مع لجنة وصندوق بناء السلام الأممي، بما يعظم من الموارد المتاحة ويحقق التناغم والتنسيق المطلوبين.

ولم يقتصر دور مصر في ربط الجهود الإقليمية بالأممية على النطاق الإفريقي، فقد تبنت، خلال رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن في 2016، مبادرة لعقد أول اجتماع مشترك مع مجلس جامعة الدول العربية بمقرها في القاهرة بعد سنوات طويلة من إنشاء المنظمتين، ليستكمل ذلك التشاور بين أمانتيهما.

وعلى صعيد بناء القدرات، أسست مصر مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في عام 1994، بهدف المساهمة الفعالة في تدريب وتأهيل الكوادر المصرية والعربية والإفريقية والفرانكفونية، سواء العسكرية أو الشرطية أو المدنية في مجال حفظ السلام الذي كانت مصر، ولا تزال، رائدة فيه وهو ما ستحتفل به مجددًا في اليوم العالمي لحفظة السلام في 29 مايو المقبل.

وأكدت مصر في بيانها، أن هذا اليوم العالمي الذي تتصادف ذكراه مع مرور ربع قرن على اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة عمل ثقافة السلام، يؤكد أهمية الدور الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في بناء حصون السلام في عقول البشر، وهو الدور الذي بات اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضي.

وتابعت: “لقد كانت مصر من أوائل الدول المشاركة في تأسيس هذه المنظمة الدولية المهمة، وأولتها اهتمامًا كبيرًا من خلال مشاركتها النشطة في مجالسها ولجانها المختلفة، اقتناعًا منها بأن نشر السلام وتعزيز القيم الإنسانية لا يمكن أن يأتي دون توظيف التربية والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات لتعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين كافة شعوب العالم دون تفرقة.

وفى هذا السياق، رشحت مصر الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، لمنصب مدير عام منظمة “اليونسكو” في الانتخابات المقرر عقدها العام المقبل، إذ تعوّل كثيرًا على شركائها وأصدقائها للحصول على التأييد لهذا الترشيح المصري، الذي تم اعتماده عربيًا وإفريقيًا على مستوى القمة

Exit mobile version