تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية المصري تجاه السودان.. مصدر دبلوماسي سوداني: مصر خط دفاع متقدم عن السودان

القاهرة – المحقق- صباح موسى

تؤكد مصر على الدوام أنها مع السودان والشرعية فيه، ولا تسمح أبدا بالتدخل في شؤونه الداخلية، وتقف سدا مانعا أمام أي سيناريوهات لتقسيمه وعدم استقراره، وتعد القاهرة الدولة ربما الوحيدة الثابتة على مواقفها منذ بداية الحرب في السودان، ومهما كانت تقاطع الأجندات الإقليمية والدولية، سيبقى السودان في الاستراتيجية المصرية أمنا قوميا يستوجب الدفاع عنه.

موقف مصر

وفي لقائه أمس “الإثنين” برؤساء الهيئات الإعلامية الوطنية، ورؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية والخاصة في مصر، أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي أن التحديات التي تواجهها مصر على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، تستوجب اصطفافا وطنيا، وأن يكون الكل في واحد. وقال النائب المصري رئيس تحرير جريدة الأسبوع، مصطفى بكري والذي حضر اللقاء في تغريدة له على منصة (اكس) إن الوزير قال إننا نواجه أزمات طارئة وأزمات ممتدة، ولا بد أن نتعامل مع هذه الأزمات وفقا لمبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية والحرص على أمننا القومي، مضيفا نواجه أزمات في الشمال الشرقي (غزة) والغربي (ليبيا) والجنوبي (السودان) وهو من أخطر الأزمات، وما يحدث في السودان هو من صميم الأمن القومي المصري، كاشفا أن مصر تحدثت باسم السودان في جنيف بعد رفض الفريق أول البرهان المشاركة، وأنها رفضت اتخاذ أية إجراءات عقابية من قبل دول أخرى بسبب عدم المشاركة، مؤكدا أن مصر ليست لها أي أجندة خفية في السودان، وقال لذلك الكل يقدر مشاركة مصر في حل الأزمة، وأن جولة جنيف كانت كاشفة، وتابع نحن أكثر طرف متضرر من الأزمة في السودان، وحريصون على دعم الشرعية والجيش السوداني، محذرا من سقوط الجيش السوداني، وقال: (لا قدر الله) لو حدث ذلك انهارت الدولة وبدأ مخطط التقسيم.

عامل أمان

تأتي تصريحات وزير الخارجية المصري في وقت دقيق جدا تمر به الأزمة في السودان، ويعد كشف الوزير عن أن مصر تحدثت باسم السودان في جنيف، وأنها رفضت أي اجراءات عقابية بسبب عدم مشاركته، دليلا واضحا على التنسيق المصري السوداني، وفهما عميقا للأجندات الإقليمية والدولية وتقاطعاتها في البلاد، علاوة على أن وجود القاهرة هو عامل أمان حقيقي لكيفية حل الأزمة، حتى في عدم وجود الحكومة السودانية، كما تأتي هذه التصريحات المهمة والمباشرة من كبير الدبلوماسية المصرية، في وقت يبدو أن القاهرة استشعرت فيه مدى خطورة الأزمة في السودان على أمنها القومي، وأنها أخطر الأزمات على كافة حدودها، ولذلك جاء تنوير الوزير لقادة الرأي ورؤساء تحرير الصحف المصرية لتمليكهم معلومات مهمة عن الأخطار التي تحيط بالبلاد من كل جانب، مبينا لهم بوضوح الرؤية الرسمية إزاء كل هذه التحديات.

خط دفاع

من جانبه أكد مصدر دبلوماسي سوداني مسؤول أن حديث وزير الخارجية المصري إيجابي وأنه يعبر عن فهم عميق ومشترك للتحديات التي تواجه السودان. وقال المصدر في تصريح خاص لـ ” المحقق” إن الموقف المصري تجاه السودان ليس محلا للشك، وإن مشاركة مصر في جنيف كانت مفهومة بالنسبة لنا، مضيفا أن مصر قدمت وجهة النظر السودانية الصحيحة في جنيف، وأن هذا توجه إيجابي ومطمئن وهو متوقع من جانب مصر، لافتا إلى هذا الدور يعبر عن العلاقات التاريخية بين البلدين، وإلى أنهما كيان واحد، مؤكدا أن مصر هي خط دفاع متقدم عن السودان في مختلف العهود، وقال إن مصر دائما ضد أي عقوبات على السودان حتى في وقت الخلافات السياسية بيننا، مشددا على أن مشاركة مصر في أي مبادرة لحل الأزمة في السودان ينظر لها على أنها في مصلحة البلاد وعلى أنها تعبر عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعلى الحرص على الأمن والاستقرار، وقال إن مشاركة مصر في جنيف كانت مفيدة، ونتج عنها أنه لم يحدث ضرر من جهات كانت تسعى لأغراض مضرة بالسودان، مضيفا أن وجود مصر قلل من فرص حدوث ذلك.

آن الأوان

من جهته أكد النائب المصري مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة الأسبوع أنه آن الآوان لدخول مصر بقوة في الأزمة السودانية. وقال بكري في تصريح خاص لـ “المحقق” إن كل الأطراف الإقليمية والدولية وحتى الداخلية تريد أن يكون لمصر دور في السودان، لأنها ليس لديها أي أجندة خفية، وأن أجندتها الوحيدة هي مصلحة الشعب السوداني، مبينا أن الخطر الأكبر الذي يحيط بمصر هو في السودان، مؤكدا أنه إذا سقط الجيش السوداني ستنهار الدولة في السودان، وقال إن الذي سيدفع ثمن ذلك هو مصر أولا وتشاد ثانيا، معلنا أن مصر سوف تواصل جهودها في المرحلة المقبلة لحل الأزمة السودانية، وقال لا ندعم سوى المؤسسات الشرعية بالدولة وعلى رأسها القوات المسلحة، ولا نتعامل مع أي فصائل خارجة عن إطار الشرعية، مضيفا أن حديث الوزير أكد أن هناك توجه مصري قوى ومخاوف تجاه الأزمة في السودان.

الرؤية المصرية

بدوره أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة يوسف أيوب والذي حضر اللقاء أن حديث الوزير أكد بوضوح الرؤية المصرية تجاه السودان. وقال أيوب لـ ” المحقق” إن الرؤية المصرية تجاه السودان تؤكد دائما على الحفاظ على مؤسساته الوطنية، وعلى تماسك الجيش السوداني، وعدم وضعه في مقارنة مع أي مليسشيا أخرى، وأن هذا هو موقف مصر الثابت تجاه أي مليشيا موجودة في المنطقة، مضيفا أنه تبين أن هناك قبولا من الجميع للدور المصري في السودان، وأن أجندتها واضحة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية، مؤكدا أن مشاركة مصر في جنيف كانت مهمة، وأنها كانت فرصة أتاحت لها التحدث نيابة عن السودان، وقال إن مشاركة مصر في جنيف أكد وقوف مصر بجانب الدولة السودانية، كما عكس التمسك الدولي بوجود مصر في حل الأزمة في السودان، لافتا إلى أن تصدي مصر لأي إجراءات في جنيف ضد الحكومة السودانية كان أحد الأدوار المهمة للتواجد المصري، وقال إن هناك إدراك مصري عميق تجاه الأزمة في السودان، وتجاه الأجندات والتقاطعات الدولية فيه، وتابع أن أجندة مصر الواضحة في السودان مرتبطة بالترابط التاريخي وعمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى وجود أكبر جالية سودانية بمصر، وأن مصر أكثر دولة استقبلت السودانيين في أوضاع الحرب في ظل أوضاعها الصعبة التي يعلمها الجميع، وقال إن مصر تتعامل مع ذلك بما يحفظ العلاقات التاريخية بين البلدين

Exit mobile version