أخر الأخبار

علاقات السودان الخارجية ما بين الأمل المنظور والواقع المزعور

بقلم: د/هاني احمد تاج السر المحامي واستاذ القانون الدولي العام.

*إن إدارة العلاقات الخارجية لاي دولة يتطلب دبلوماسية قادرة على الجمع بين الصرامة في الدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية وحماية السيادة وتحصين الكرامة الانسانية وبين المرونة الدبلوماسية في التكيف مع القوي الدولية والانتقال سريعًا مع المتغيرات الدولية والاقليمية التي تتطلب اعادة قراءة كل يوم لان العالم يعيش فوق رمال متحركة **.
***إن الأزمة السودانية الحالية تتطلب منا وعي ومنهج متجدد لإدارة الخلاف مع الدول ذات النفوذ الدولي مع إستصحاب المتغيرات في موازين القوي الدولية والاقليمية ومصالحها وأشواقها وخططها الإستراتيجية تجاه السودان*.
***في هذا السياق نؤكد علي ضرورة وجود لجان علمية وبحثية تقوم على دراسة القضايا الدولية والإقليمية ذات الصلة بالسودان وتقديم الرؤي الفاعلة للتعامل مع الواقع السياسي الحالي ***.
**ضرورة ايجاد هذه الاليات ويمكن ان تكون من مختلف الأحزاب السياسية من المختصين بالقانون الدولي والعلاقات الدولية ومهمتها متابعة تقلبات السياسة الدولية وربطها بالماضي واستصحاب المؤثرات والمصالح لقراءة المستقبل بشكل صحيح وتقديم المشورة العلمية والعملية للدولة في سياق المصلحة الوطنية **.
**ان ما تواجهه الدبلوماسية السودانية من ضغوط سياسية دولية كبيرة ولكن تلك التحديات تحتاج بالضرورة لمسار سياسي اكثر نضجًا وتوازنًا وفاعلية تجاه هذا الواقع المعقد **.
**السودان يحتاج لمراكز ابحاث ولجان متخصصة تعين وزارة الخارجية حتي تستطيع مغالبة التحديات بدبلوماسية نشطة ومرنة تستند علي قراءة إستراتيجية دقيقة لمتغيرات النظام الدولي وتراعي بشكل أساسي مصالح السودان الإستراتيجية العليا وكيفية مواجهة الازمة الحالية دون الحديث عن شخصيات غير مسيسة فهذا الامر غير واقعي **.
**إن الواقع الماثل أمامنا يشير بوضوح الى ان السياسات الخارجية للدولة قد مرت بتعثرات كثيرة وظلت متأرجحة بين هذا وذاك وهذا التذبذب نتيجة لتراكمات تاريخية وتعقيدات داخلية ومعوقات خارجية* .
*لابد للخارجية ان تستصحب معها أن السودان مستهدف بحكم موقعه الجغرافي وثرواته الطبيعية وتأثيراته الإقليمية ومجتمه الذي يملك موارد بشرية وعقول علمية ذات كفاءة عالية فضلًا عن أبنائه المنتشرين في كل بقاع العالم*.
*كماأن السودان يملك مقومات تؤهله ان يكون لاعبًا دوليًا ومرتكزًا محوريًا في السياسة الدولية ذات الأقطاب والتحالفات الدولية*.
*إن وجود اجسام داعمة لوزارة الخارجية في هذا التوقيت ضرورة تقتضيها الظروف لإيجاد خطة عمل تعتمد علي استراتيجية علمية مرنة تتغير وفق المعطيات والابتعاد بشكل اساسي عن الحلول المؤقتة او السطحية او المترددة*.
*علي وزارة الخارجية وداعميها صياغة خطة تهدف الى بناء دبلوماسية سودانية قادرة على التعامل مع الأزمات الدولية بإيجابية وفاعلية وعلي افشال المؤمرات الخبيثة التي تستهدف أمنه واستقراره وفي ذات الوقت تسعي لتوطيد العلاقات الخارجية مع مختلف الدول والتحالفات الدولية والإقليمية والدخول في إتفاقيات الدفاع المشترك دون تردد.*

بالله التوفيق
الثالث عشر من اغسطس لسنة 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى