اميمة عبد الله تكتب : على تمام الوطن….!!!

**

من هم ؟
و من أي فجِ مظلم جاءوا ؟
و أي مسلكٍ عبروا ؟
سؤال لا يستطيع أحد الإجابة عليه .
لا أحد.
و لا هم أنفسهم يعرفون أنفسهم و من هم ، تتساوى عندهم الحياة و الموت ، فلا السماء يعرفون تعاليمها و لا الأرض يحفظون حقها ، الأمر عندهم سيان الشروق و الغروب، أن تكون يتيما أو بأم و أب لا فرق عندهم، لا شئ في حياتهم سوى القسوة و الوحشية ، كأنهم ليسو من طين ،
بالضبط هم ليسو من طين، لا يعرفون الطهارة و لا الوضوء و لا الصلاة ولا تكبيرة العيد .
لكي تعود للتنفس بعد طرح السؤال وعَبرة الدموع وإنقباضة القلبِ كما لو أنه بين مخالب نسرٍ يسبح في أعلى طبقات الجو.
لكي تعود عقب كل مشهد تطالعه لهم أو صورة تصادفك،
يلزمك أن تسحب الهواء بفمك ، فالرئة عاجزة و النفَس محبوس، أو ربما أن تتحرك قليلا فالذي يحدث فوق طاقتنا ، و طاقة إحتمالنا ، لقد فاق كل التصور
لقد جاءوا من اللامكان من اللأخلاق من الفج الخبيث .
إنهم نبت الشيطان
الذي لا يعرف الحياة ولا المصافحة ولا السلام
أيدي نجسة ليست أيدي بشر تلك التي أمتدت و صفعت الوجوه الطاهرة الثابتة الراسخة كما الأوتداد في هذا الوطن ،
أمتدت و وجهت الضربة المقبوضة الأصابع للوجوة و على الرقاب
و هي تقهقه سعيدة بالأذئ والضرر ، لأنهم لايعرفون غيره ، قصدوا إهانتهم لكنهم لم يفلحوا فقد كشفوا ضعفهم و حقدهم عليهم لأنهم ليسو مثلهم ، النفوس الوقحة تسحق لأنها عاجزة عن الحياة و الشرف .
بئس لباسهم و أجسادهم و طباعهم التي تشبة طباع الضباع قلوبهم النتنة بالهمجية التي لا تعرف السماحة و لا الإنسانية ولا الشهامة و المروءة
يا أيها الأسرى و المغدور بكم .
يا أيها الأبطال
يا أيها الرجال
يا شهداء عصركم الأماجد لقد سبقكم حمزة الهاشمي القرشي خير اعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم مثّل بجثته المشركين و عندما خرج رسول الله يلتمس خبره وجده ببطن الوادي و قد مُثّل به فقال فيه و قلبه يعصره الألم (( رحمك الله ، أي عم ، فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات ))
سبقكم يا أيها الخالدون في تاريخنا و قلوبنا عثمان إبن عفان و على إبن أبي طالب.
كيف هو الصمود ؟
و كيف هي معالم الرجال ؟ وكيف هي العظمة والرفعة إن لم تكن أنتم
با أيها الأبطال لو تعملون كيف أن القلوب يعصرها الوجع كما تُعصر
حبة السمسم عليكم ،
إنهم ليسو بشر و ليسو قطعا مثلكم ، هؤلاء المرتزقة الغارقون في لوث الدماء و الحرام و انتهاك حدود الله .
ضحكاتهم كما الشياطين بائعي الكير ، بل هم الشياطين ذاتهم تلك هيئته و تلك مشيته و تلك أفعاله.
إنهم ليسو بشر، من يمكنه أن يتعايش ويستلقي مع الجثث و الدماء المخثرة!؟
من يمكنه أن يُدخل يده في جيب جثة ليبحث ما بداخلها و يأخذ ما فيها !؟ إنهم النجاسة ذاتها ، لا تألفهم النفس و لا تستطيع
لكنه الإبتلاء و الإمتحان و قد سبقتنا فيه أقواما أخرى فقد مسّ القوم قرحٌ مثلما مسنا فلا تحزنوا و لا تبتئسوا فنحن الأعلون
و ليعلم الله الذين أمنوا و يتخذ منكم شهداء
والله لا يحب الظالمين ولا الخائنين و لا مضيعي الأمانات
طبتم في عليائكم و طاب مقامكم

أميمة عبدالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى