ثوابت – السماني عوض الله – القنصلية التي لا تنام…!!!

عند المصائب تتميز الصفوف ويتصنف الاصدقاء وتعرف حينها من الذي معك بقلبه وعقله وفكره وماله وتعرف أيضا من هم اصحاب المواقف الرمادية والذين يبطنون خلاف ما يظهرون ويتلونون بالوان السلحفاة .

فالحرب التي يشهدها السودان كشفت القناع عن كثيرون من الذين كنا نحسبهم اصدقاء وقت الضيق وكنا نحسبهم أننا يمكننا الاعتماد عليهم الا ان حسابتنا كانت خاطئة وغير صحيحة فقد ظهروا على حقيقتهم عند إنطلاق أول رصاصة وفي ذات الوقت زادت تلك الرصاصة قناعتنا بان مصر هي اخت بلادي وشقيقة لم تدير وجهها ولم تتلون ولم تتنكر لشعب السودان .

فمصر التي فتحت ذراعيها وصدرها في بداية الحرب لا تزال توسع في ذلك الفتح بل انها رفضت تسمية ما تقدمه من خلال الجسر الجوي بالجسر الجوي الانساني وانما سمته بالواجب وعندما يطلق عليك “انسان واجب” فانت تدرك تلك التسمية ومصر زودت ذلك الواجب لانها لم تتنكر لشعب السودان ولم تبخل عليه .

ومصر هي الدولة الوحيدة التي لا تزال خطوطها الجوية تعمل رغم الظروف التي يمر بها السودان كما أنها من قلائل الدول التي لا تزال تمنح تاشيرة للسودانيين بدون مقابل عبر قنصليتين في وادي حلفا وبورتسودان .

وقنصلية بورتسودان وسفارة مصر هناك موظفيها لا ينامون ولا يؤجزون بل ظلت السفارة والقنصلية تعملان ليلا ونهارا لتسهيل وتقديم تاشيرة دخول حيث شاهدت بعيني ان موظفي السفارة وقنصلية بورتسودان يعملون نهار الجمعة والسبت رغم ان هاتين اليومين عطلة رسمية في السودان وهم يقومون ببذل الجهود من اجل انجاز معامهم تسهيلا ومراعاة للسودانيين وظروفهم.

والسفير هاني صلاح والسفير سامح فاروق وبقية اعضاء البعثة ظلوا يشكلون حضورا مستمرة تنسيقا ومتابعة من اجل انجاز التاشيرات للسودانيين وبقية المهام الدبلوماسية والقنصلية .

ومصر التي استقبلت ما يتجاوز ال 600 ألف مواطن لا تزال يدها ممدود تحمل الورود وتضمد الجراح وتعمل على لم الشمل في اراضيها وتقدم لهم أفضل الخدمات الصحية والطبية والتجارية والتعليمية …هكذا مصر لم تدير وجهها وقنصليتها في بورتسودان قنصلية لا تنام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى