ابراهيم عربي يكتب: (دار حامد والكبابيش) … إتقوا الفتنة ..!

بقلم : إبراهيم عربي

في الواقع الأوضاع شديدة الإحتقان وسط مكونات دار حامد بسبب تعدد إعتداءات قوات الدعم السريع علي مكونات هذه القبيلة العريقة والتي ظلت تراوح مكانها منذ عام تقريبا ولكنها إستفحلت بإختطاف (86) شابا من أبناء مدينة أم قرفة وما حولها منتصف أبريل الجاري 2024 .

قال الاتحاد العام لأبناء عموم مناطق دار حامد في بيان له بتاريخ أمس السبت 20 أبريل 2024 ، أن قوات الدعم السريع المتمردة إختطفت منسوبيهم وهم في طريقهم لمناطق الذهب ،تم ترحيلهم قسرا لمدينة أم درمان تحت إدعاء أنهم من المستنفرين الذين يودون الإنضواء تحت لواء القوات المسلحة ، قال البيان إنها مجرد محاولات رخيصة تود منها المليشيا المتمردة إرغام قبيلة دار حامد للتعاون معها وقد فشلوا في ذلك مرارا وتكرارا ، وقد أكدت القبيلة بعدها عن أجندة هذه الحرب العبثية وعدم نيتها الانخراط فيها للطبيعة السكانية المسالمة
لأهلها ، إلا أن المنطقة لم تنج رغم ذلك من القتل والنهب المسلح المتبادل بين الطرفين مثلما تطورت خلال اليومين في منطقة شرشار والصافية وأبو زعيمة بدار الكبابيش في شمال كردفان .

وبسبب كل ذلك فقد ضاقت صدور الرجال وبلغ السيل الزبى فاستنفرت دار حامد مكوناتها في أم قرفة والدبة وغيرها تهدد بإجتياح مدينة جبرة الشيخ التي لا تبعد عنها اكثر من (20) كلم وتتوعد قوات الدعم السريع شرا مالم يتم إطلاق سراح منسوبيهم وبل تسليمهم لهم فورا فيما لا يزال الإستنفار مستمرا والناس يأتون أفواجا من كافة الجهات في ظل أوضاع محتقنة وعلي وشك الانفجار تحت أي لحظة منذ كتابة هذا المقال ..!.

في الواقع أن منطقة جبرة الشيخ ومعظم بادية دار الكبابيش خرجت تماما من تحت سيطرة وإدارة القبيلة فأصبحت مسرحا لقوات الدعم السريع والتي جاءت باكرا بقوات من (النخبة) لإدارتها حتي أصبحت من اكبر مسارح التهريب الآمن للمنهوبات من الخرطوم والجزيرة وغيرها في طريقها لدارفور وتشاد وأفريقيا الوسطي، كما اصبحت مدخلا آمنا لتشوين القوات بالعتاد وكل أنواع اللوجستيات التي تأتي من الإمارات عبر تشاد أيضا ولذلك أصبحت منطقة حمرة الشيخ في بادية سودري عبارة عن مهابط خاصة لطائرات إماراتية مؤجرة حسبما كشفت المصادر تقوم بعمليات التشوين ..!.

علي كل العلاقة بين قبيلتي الكبابيش ودار حامد علاقة تساكن وتصاهر ومعايش أزلية وبالتالي أصبحت أكبر وأعمق من هذه الفتنة
التي أطلت برأسها بالمنطقة بسبب الدعم السريع هذه اللوثة ..!، وقد ظلت قبيلة دار حامد تمدد حبال الصبر والحكمة طويلا منذ إنطلاقة شرارة هذه الحرب اللعينة التي إندلعت بسبب تمرد قوات الدعم السريع علي سلطان الدولة منتصف أبريل 2023 ، بعد أن كانت قوات حكومية مؤتمنة جندت فيها القبائل منسوبيها دفاعا عن الدولة .

وبالتالي لم تسلم من هذه الحالة قبيلة بالسودان وإلا كان لها مجندين من أبناءها داخل قوات الدعم السريع ولكنها قد تتفاوت في المستوى ونسبة تجنيد أفرادها ، وقد اصبحت بعض هذه المكونات القبلية جزء أساسيا فيها ومعتمدة من قبل قيادة الدعم السريع ، ومن بينها الكبابيش التي تتعلل قيادتها أنها هدفت من خطوتها لتوفير الحماية لافرادها وممتلكاتهم وثروتهم بجانب مؤسسات الدولة في ظل غياب السلطة مثلما أكد وفدها الكبير إلي بورتسودان الذي تجاوز (40) قيادي من العمد والإدارات الأهلية ، ولكن بالطبع ليست الكبابيش لوحدهم وإن ضلت قيادتها الطريق وأخطأت التقديرات.

وبالتالي ليست الكبابيش بكاملها تتبع لقوات الدعم السريع ، ولذلك حدثت الفتنة داخل القبيلة نفسها ، فانشقت بين من يدعمون الجيش ومن يدعمون الدعم السريع وقليل منهم ظل في موقف المحايد ، وخرجت أصوات تندد بالدعم السريع وتطالبها بالخروج من المنطقة، عكس قبيلة دار حامد التي لم تخف دعمها المباشر للقوات المسلحة ولذلك إستهدفتها قوات الدعم السريع والتي أصبحت مصدر خطر وفتنة لم تسلم منها أي قبيلة أو مكون ، وقد ظلت قيادة دار حامد تستخدم الحكمة لضبط منسوبيها ولكن بكل تأكيد للصبر حدود ..!.

علي أي حال نناشد القيادات الراشدة والواعية من قبيلة الكبابيش حجب هذه الدماء ويكفي ما سالت منها من شباب غض راح سدا ، وعليه لابد من مبادرات من قبل قيادات هذه القبيلة لأجل وأد نار الفتنة وإطلاق سراح منسوبي دار حامد فورا وكفي الله المؤمنين شر القتال ، أما قضية الإنتماء لقوات الدعم السريع فهذه حالات خاصة تحسمها مع قيادات البلاد وهنالك خطوط مفتوحة وقد أعلنت قيادات كبيرة إنسحابها من قوات الدعم السريع وإنضمامها لصف الجيش ، وعلي القبيلتين (دار حامد والكبابيش) إستخدام المزيد من الحكمة وضبط النفس ولكن اتقوا الفتنة ..!.
الرادر .. الأحد 21 أبريل 2024 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى