ياسر الصادق علي يكتب : السودان: الجوله الحاسمة

السودان بموارده وثرواته المتعدده، يظل ساحة للصراع والاطماع الدولية والاقليمية، لعبت هذه الدول ادوارا تأريخيه متعاظمة في إذكاء روح الصراع، مما جعله منذ فجر الاستقلال في دائرة من المؤامرات والكيد والمكر والخديعه، والعامل الثابت في ذلك ضعف البناء الوطني وهو امر يتجلى اليوم في صورة تحار امامها العمالة نفسها
الانقسام السياسي هم الزراع الذي يتم استخدامه بصورة مستمرة في إضعاف الدوله السودانيه لتفكيك وحدتها وتهديد امنها القومي على نحو غير مسبوق في التأريخ المعاصر للدوله السودانيه.
يمضي المخطط الدولي لتفكيك الدوله السودانيه بوتيرة متسارعه، وخطط مدروسة، ومراحل معلومة بدأت بقدوم فولكر وتجاربه المعلومة في كل الدول التي عمل بها. ليجئ مؤتمر باريس الذي يؤمه كل المنبوزين من جل الشعب السوداني، يجيء كمرحلة اكثر وضوح للصورة العامه من إصرار للمضي في المخطط الشرير. وهو امر اقل ما يوصف به هو عبث بالسيادة السودانيه، وهو امر يستدعي ردود أفعال من السودان اكثر حدة وأعلى صوتا، إذ كيف يستقيم عقلا حشد طرف داعم ومؤجج للصراع في السودان وابعاد الجانب الذي يمثل الشعب ويأمن له، ولكنها ازدواجية المعايير الدوليه.
استضافة هذا المؤتمر يفسر بصورة جلية خلفيات الصراع السوداني والدور الفرنسي فيه، وهو المسمى شكلا (المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة)، والمؤكد انه لا ينظر في الوضع الإنساني بالقدر الذي يطلق العنان للمرحلة الثانيه.
قيام هذا المؤتمر يؤكد ان مخطط السيطره الكلية على السودان قد فشل وهو نتيجة طبيعية للوعي الكبير والالتفاف الشعبي حول الجيش (المقاومه الشعبيه).
تدشين هذا المؤتمر يمكن توصيفه بأنه الجوله الحاسمه لفصل إقليم دارفور الذي يشكل بعد اقتصادي جديد لفرنسا صاحبة النفوذ المفقود في دول غرب أفريقيا.
أمام هذه المعطيات بات المشهد السوداني اكثر وضوحا إذ لم يتبق أمام القيادة العسكرية إلا خيارات محددة، يجي على رأسها امر السيادة الوطنيه على النحو الذي جرى في اتفاق جده. وهنا تلوح مسارات ينبغي انفاذها للمحافظة على الدوله السودانيه التي تمضي الخطوات متسارعة لتفكيكها.
* تشكيل حكومة على نحو عاجل وهو امر أصبح تأخيره يخدم أجندة اخرين وما تحركات د حمدوك ومجموعته إلا في هذا الفضاء، تأخير تشكيل هذه الحكومه من شأنه ان يطيل أمد الحرب وزيادة حالات المعاناة للشعب السوداني على النحو الذي أكده الفريق ياسر العطا، من وجود بؤر متعددة لداعمي الحرب يمسكون بمفاصل الحكومة السودانية، يتفنون في كشف ظهر المؤسسة العسكريه، وثمة امر مهم يفهمه العالم الغربي وهو الحكومه المدنيه التي اوردت السودان هذا المورد.
* * المسار الثاني وهو يستمد قوته من المسار الأول ويتكامل معه وهو الدبلوماسية السودانية إذ ظلت (محل) سؤال كبير، وغياب مؤثر، أدى للعبث بسيادة الدوله وانتهاكها، وجرائم حرب وإباده وتصفيات جماعية، ودفن للأحياء كما جرى لشعب المساليت في مدينة الجنينه غربي السودان، وإغتصاب على نحو مقصود، ونزوح وهجرة غير مسبوقه في تأريخ منظمات الأمم المتحده، وتفكيك مؤسسات الدوله، ومقتنيات الشعب السوداني وبيعها في دول الجوار امام مرأى ونظر العالم كله، وابشع من ذلك بكثير من القضايا التي ظلت الدبلوماسية أمامها كسيحة (عرجاء)، وهى التي تردع كثيرا من الدول التي ابحرت عميقا في تجزئة السودان بل وصلت مرحلة تتحكم في مفاصل الدوله وتجري فيها مجرى الدم في الشرايين.
* * * المسار الاخير عسكري وهو امر برع فيه الفريق اول البرهان والمؤسسة العسكرية اذ أثبتوا حنكة عسكريه جباره في التعامل مع هذا التمرد الدولي رغم الخسائر. لا بد من حسم وتسريع العمليات العسكريه في ولايتي الخرطوم والجزيره، وإعادة قراءة الخطط العسكرية في ولايات دارفور التي من المؤكد انها ستكون حلبة الصراع النهائي لانه ببساطه عندما تكتشف حجم التامر الدولي والاقليمي، والتخطيط، والتمويل، والصمت الدولي، لا يمكن أن يترك كل ذلك للجيش السوداني دون إستخدام المؤسسات الدولية لتعويق مسيرة النصر السوداني الذي بات في جولته الحاسمه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى