حصيلة استطلاع رأي عام بمناسبة مرور عام على الحرب في السودان

استطلاع رأي عام بمناسبة مرور عام على الحرب في السودان

١٥ :أبريل 2024
الدائرة السياسية – مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام .
———————————————–
*أولاً: مدخل :-*
حينما أفاق سكان الخرطوم صباح السبت 15 أبريل 2023 م على دوي القذائف وأزيز الرصاص لم يدر بخلدهم أن هذه بوادر لمعركة قد تستمر طويلاً فقد دلت التجارب فى التاريخ القريب أن الخرطوم ربما تتعرض لأزمات عابرة يسمع فيها صوت الرصاص، ويسقط فيها بعض الضحايا، ولكنها سرعان ما تستعيد عافيتها من جديد، وأن أعراض الحمى والسهر والصداع لاتلبث أن تنحسر عقب ثلاثة أيام أو بالكاد أربع ليالٍ ..
ولكن هذه المرة بخلاف كل المرات السابقة استمر صوت الرصاص وازدادت حدة المعارك ومرت الأيام الثلاث لتصبح شهراً كامل تلاه شهر آخر وها هو العام يكتمل والمعارك مستمرة والدماء تنزف .
مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية والاعلامية ودراسات الرأي العام بمناسبة مرور عام على الحرب في السودان أجرى إستطلاعاً مفتوحاً على شبكة الإنترنت شارك فيه 51,342 مشاركاً من داخل وخارج السودان تم طرحه لمدة 72 ساعة وأعطيت فيه خيارات محددة للإجابة (نعم – لا – محايد ) وكانت حصيلته على النحو التالي :

ثانياًً: ملخص الإستطلاع:

في أكبر إستطلاع يجريه مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام شارك فيه أكثر من 50 ألف مشارك داخل وخارج السودان.
• نسبة 89.1% ترى أن قوات الدعم السريع فقدت الأهداف والمسوغات والمبررات التى من أجلها شنت الحرب (إعادة الديمقراطية – دحر إنقلاب 25 أكتوبر – محاربة الفلول)
.
• نسبة 75.1% من المشاركين لم يكونوا يتوقعون أن تستمر الحرب لمدة عام كامل

• *نسبة 63% من المشاركين تبدي تفاؤلاً عالياً بعدم توقعها باستمرار الحرب لعام ثاني .. وتخالفهم الراي نسبة 29.2%من المشاركين وتتوقع استمرار الحرب

• *بشأن توقعات كيفية نهاية الحرب .. ما يقارب 60 % من المشاركين يرون أن نهايتها عن طريق الحسم العسكري بواسطة القوات المسلحة ، ونسبة 7 % يرون انها ستنتهي بإنتصار قوات الدعم السريع ،ونسبة 33 % يرون نهايتها عن طريق الحلول التفاوضية والتسوية السياسية

.
• نسبة 57.5% من المشاركين ترى في قصف مدينتي عطبرة والقضارف بالمسيرات الإتجاه لتوسيع الحرب تجاه ولايات ظلت آمنه من بداية الحرب
.
• نسبة 75.5% من المشاركين ترى أن المقاومة الشعبية أسهمت فى تأمين عدد من الولايات ضد تهديدات وخطر قوات الدعم السريع
.
• نسبة 84.3% من المشاركين في الاستطلاع يرون بعد عام من القتال أن الأوضاع والميزان العسكري في الميدان تميل إلى صالح القوات المسلحة، و نسبة 15.3 من المشاركين أجابت أنها ترى أن الكفة تميل إلى صالح قوات الدعم السريع
.
• اعتبر المشاركون وبنسبة 72.6% أن عدم إعادة تشكيل حكومة كفاءات مقتدرة ومستقلة هو الآخر سبب قوي في تطاول فترة الحرب واستمرار تفاقم الأوضاع الانسانية
.
• ما يقارب نصف عدد المشاركين بنسبة 47.8% يرون أن الدولة لم تستطع أن تباشر مهامها في تصريف الخدمات الأساسية
.
• نسبة 19.6% من المشاركين في الإستطلاع تعرب عن توقعها بامكانية اتجاه قوات الدعم السريع لتشكيل سلطة مدنية موازية في مقابل نسبة 69.7% ترى عدم إمكانيتهم لذلك
.
• أغلب المشاركين وبنسبة 84.5% يرون أن من أكبر آثار الحرب على الحياة المدنية بشكل عام هو ضياع العام الدراسي للطلاب فى مرحلتي التعليم العام والعالي
.
• قررت نسبة عالية من المشاركين بلغت 85% أن القوى المدنية الموالية لقوات الدعم السريع لم تنجح فى تشكيل موقف وحاضنة مساندة له

• *نسبة 39.1% يرون أن قيادة الدولة تمكنت من تحقيق انجازات سياسية مقبولة اعتماداً على ما وجدته من تفويض شعبي.. بينما عبرت نسبة 47.4% عن عدم رضاءها عما تحقق .

ثالثا: تفاصيل الإستطلاع والنتائج:
1. قياساً بالأحداث العابرة التى كانت تشهدها الخرطوم في ماضى تاريخها القديم والقريب، والتى لم يعتد أهلها على استمرار النزاعات المسلحة لفترات طويلة .. وفى معرض الإجابة على السؤال الإفتتاحي بمناسبة مرور عام كامل على إندلاع الحرب في السودان، سؤال :هل كنت تتوقع أن تستمر الحرب لمدة عام كامل؟.. أجابت أغلبية المشاركين بنسبة 75.1% بلا تعبيراً عن عدم إعتقادهم بطول فترة الحرب .. في حين أجابت نسبة 23.3% بنعم وأنهم كان يتوقعون هذه الفترة والتزمت نسبة 1.6% خانة الحياد.

2. إلحاقاً بذات السؤال أعلاه، وسؤالاً عن توقع المشاركين بشأن إمتداد الحرب لعام ثاني على التوالي ..أعربت نسبة 29.2%من المشاركين عن إعتقادهم باستمرار الحرب للعام الثاني .. بينما خالفتهم الأغلبية بنسبة 63% والتى أبدت تفاؤلاً عالياً بعدم توقعها باستمرار الحرب للعام الثاني .. والتزمت نسبة 7.9% موقف الحياد.

3. عند السؤال عن التوقعات لكيفية نهاية الحرب .. وهل يمكن أن تكون عن طريق الحسم العسكري بواسطة القوات المسلحة؟ وجدت الاجابة تأييداً مضاعفاً من قبل المشاركين بنسبة 66.3% ..في مقابل أقل من نصف العدد بنسبة 26.8% إذ يرون عدم امكانية تحقيق نهاية للحرب بهذه الطريقة .. والتزمت نسبة 6.9% من المشاركين موقف محايداً عند الإجابة على السؤال .

4. اعادة لذات السؤال أعلاه.. وبطريقة أخرى بمفهوم المخالفة عن هل يعتقد المشاركون فى الإستطلاع أن قوات الدعم السريع وبعد عام كامل من القتال مازالت تمتلك القدرة على تحقيق انتصار كلي على القوات المسلحة بما ينهي حالة الحرب القائمة .. اتجهت أكثرية المشاركين بنسبة 85.4% الى القطع بعدم إمكانية ذلك .. بينما عبرت نسبة 7.1% عن قناعتها بإمكانية انتصار قوات الدعم السريع قياساً بنسبة 7.9% تحفظت عن الإجابة على السؤال.

5. استكمالاً لجوانب السؤال عن الاحتمالات الممكنة لنهاية الحرب والخيارات المتاحة .. وعند الاجابة على سؤال هل تتوقع ان تكون نهاية الحرب عن طريق الحلول التفاوضية؟ ذهب نصف المشاركين بنسبة 50.6% الى إختيار الإجابة (لا) .. بينما اعربت نسبة 38.1% من المشاركين (بنعم) تعبيراً عن قناعتهم بنهاية الحرب عن طريق الحلول التفاوضية وعبرت نسبة 11.3% من المشاركين بموقفها المحايد حيال الخيارات المطروحة.

6. السؤال المتعلق بالأحداث العسكرية الأخيرة المتمثلة في قصف مدينتي عطبرة والقضارف بالمسيرات وهل تعني اتجاه قوات الدعم السريع لتوسيع رقعة الحرب تجاه ولايات ظلت آمنة من بداية الحرب ؟ أجابت نسبة 57.5 % من المشاركين بنعم .. بينما اختارت نسبة 33.2% الاجابة بلا وأن ذلك لايعني توسيعاً لدائرة الحرب .. وآثرت نسبة 9.3% عدم الإجابة التزاماً بخيار الحياد .

7. وفى نفس الصدد المتعلق بوقف إمتداد الحرب إلى الولايات الأخرى ومدى إمكانية تأمينها.. وقياساً لإجابات المتفاعلين مع سؤال: هل ترى أن المقاومة الشعبية أسهمت في تأمين عدد من الولايات ضد تهديدات وخطر قوات الدعم السريع؟ .. أجابت نسبة 75.5% من المشاركين بالموافقة والتأكيد .. وذهبت نسبة 16.6% إلى الرفض والنفي لأدوار المقاومة الشعبية فى التأمين .. بينما اختارت نسبة 6.9% الوقوف في ظل الحياد.

8. اما سؤال: بحسب رأيك وبعد عام كامل من القتال أين تميل كفة الأوضاع والميزان العسكري في الميدان؟ فقد كانت الإجابات المباشرة كما يلي :-
• نسبة 84.3% من المشاركين أجابت أنها تميل بحسب وجهة نظرهم إلى صالح القوات المسلحة.
• نسبة 15.3% من المشاركين أجابت أنها تميل بحسب إعتقادهم إلى صالح قوات الدعم السريع .

9. بشان أسباب تطاول الحرب عبرت نسبة 89.2% من المشاركين في الإستطلاع عن قناعتها بأن السبب الحقيقي لتطاول فترة الحرب واستمرارها طوال عام كامل هو الدعم الخارجي الكبير الذى ظلت تتلقاه قوات الدعم السريع .. بينما خالفتهم الرأي نسبة 7.3% من المشاركين ونسبة 3.5% فقط اختارت الّا تجيب على السؤال .

10. عند سؤال المشاركين عن تقديرهم لإهتمام وإنفعال العالم الخارجي بمجريات الحرب وأحداثها في السودان طوال العام السابق فإن اجابات السؤال كانت كالاتي:
• وصفته نسبة 92.3 % من المشاركين بأنه اهتمام ضعيف .
• ونسبة 7.7 % من المشاركين يرون أنه اهتمام كبير .

11. فى جانب آخر من الإستطلاع وبعد مرور حول كامل على إندلاع شلعة الحرب في السودان .. إعتبر المشاركون وبنسبة 72.6% أن عدم إعادة تشكيل حكومة كفاءات مقتدرة ومستقلة هو الآخر سبب قوي في تطاول فترة الحرب واستمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية وضعف الخدمات بشكل عام ..بينما خالفتهم الإعتقاد نسبة 17.9% لاترى أي داع يدعو الى إعادة تشكيل الحكومة .. واختارت نسبة 9.6% موقف الحياد حين الإجابة على هذا السؤال .

12. غير بعيد عن صياغة السؤال أعلاه وفي ظل تطاول الحرب واستمراها وعدم اعادة تكوين حكومة كفاءات مستقلة ذهب ما يقارب نصف عدد المشاركين بنسبة 47.8% الى أن الدولة لم تستطع أن تباشر مهامها في تصريف الخدمات الأساسية والإيفاء بمرتبات العاملين بالدولة، والقيام بواجباتها بشكل كافٍ.. في حين خالفت الرأي نسبة مقدرة أيضاً وصلت الى 34.4% ترى أن الدولة أوفت بماعليها وقامت بواجباتها .. وإختارت نسبة 17.6% أن لا تجيب على السؤال وقوفاً في خانة الحياد .

13. في ذات السياق المتعلق بواجبات الحكومة ودورها فى توفير الخدمات والإيفاء بواجباتها .. وعند سؤال المشاركين عما إذا كانوا يتوقعون أن تقوم قوات الدعم السريع بتشكيل سلطة سياسية أو مدنية موازية لتقديم الخدمات فى المناطق التى تسيطر عليها .. نفت أغلبية المشاركين بنسبة 69.7% توقعها بإتجاه قوات الدعم السريع لتشكيل سلطة مدنية موازية .. وعبرت نسبة 19.6%عن توقعها بإمكانية حدوث ذلك .. بينما اختارت نسبة 10.7% أن لا تجيب على السؤال .

14. بحثاً للجوانب المتعلقة بالخدمات وترقية الأوضاع الإنسانية وتقديم المساعدات والمعونات عبرت نسبة 85% عن عدم رضائها عن مجهود المنظمات الدولية وموقف الدول الصديقة والشقيقة وإختارت نسبة 9.8% جانب الحياد بينما عبرت نسبة قليلة من المشاركين لاتتجاوز 5.3%عن رضائها عن ماتم من مجهودات ومساعدات .

15. على سبيل الإستقصاء لآثار الحرب على الحياة العامة بعد عامٍ كامل.. إتجه أغلب المشاركين وبنسبة 84.5% إلى القطع بأن من أكبرآثار الحرب على الحياة المدنية بشكل عام هو ضياع العام الدراسي للطلاب فى مراحل التعليم العام والعالي المختلفة.. وتخالفهم الراي نسبة 11.1% حيث لا ترى أنها أكبر الآثار .. ووقفت في الحياد نسبة 4.4% .

16. بشكل عام وخلال عام كامل في مسيرة الحرب أبدى عدد كبير من المشاركين بنسبة 61.2% عن قناعتهم أن القيادة الحالية للدولة لم تدير المشهد السياسى بشكل حازم، مما أدى الى ظهور العديد من الإختراقات والثغرات والمهددات لا سيما في الجوانب الأمنية والتداول السياسي وغيره .. بينما تخالفهم الرأي نسبة 25.7% تبدي رضاءً عن مجهود القيادة الحالية في إدارة المشهد السياسي .. ومن جانب ثالث تقف محايدة فئة بنسبة 13.1% .

17. عبرت نسبة عالية من المشاركين تجاوزت نسبة 89.1% عن وجهة نظرها بأن قوات الدعم السريع فقدت الأهداف والمسوغات والمبررات التى من أجلها شنت الحرب في بادئ الأمر (اعادة الديمقراطية – دحر انقلاب 25 اكتوبر – محاربة الفلول ) في مقابل نسبة 6.3% لا ترى فقدان قوات الدعم السريع لهذه المبررات بل وسعيها في تحقيقها .. وفي إتجاه آخر نسبة 4.6% لم تبد رأياً والتزمت بالحياد .

18. أقرّت نسبة عالية من المشاركين بلغت 85% ن القوى المدنية الموالية لقوات الدعم السريع لم تنجح في تشكيل موقف وحاضنة مساندة له من قبل الشعب السوداني بل وزاد رفض الشعب لوجود كيان الدعم السريع.. فى مقابل نسبة 5.8% ترى تكوّن حاضنة مساندة له تشكلت بأفعال القوى السياسية الموالية.. ونسبة 9.3% أعرضت عن الإجابة عن هذا السؤال .

19. وفي مقابل السؤال اعلاه، وعند السؤال في الجانب الموازي عن مدى استفادة قيادة الدولة من التفويض الشعبي الذى وجدته أثناء فترة الحرب واستغلاله في تحقيق انجازات سياسية ملموسة .. عبرت نسبة 47.4% عن عدم رضاءها عن المجهودات المبذولة.. فيما اعتبرت نسبة 39.1% ان قيادة الدولة تمكنت من تحقيق انجازات سياسية مقبولة اعتماداً على ما وجدته من تفويضٍ شعبي ..في مقابل 13.5% لم تقف مع أيٍّ من الرأيين .

والدعوات أن يحفظ الله السودان وأهله، وينعم عليه بالأمن والإستقرار … اللهم سلم ، اللهم سلم .

مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفيه ودراسات الرأي العام- مركز اعلامي محايد مستقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى