هشام الكندي يكتب : لعناية البرهان ….. الدبلوماسية السودانية … الموت عبر طريق أسوان

 

قد يرى الكثيرون من اهل السودان وهم يستمتعون بسنفونية الطير المهاجر للشاعر الفحل صلاح احمد إبراهيم ، التي تجلى فيها إلهام خياله برسم لوحة الطيور المهاجرة لتجسد حال الإنسان المهاجر المتغرب عن بلاده ، فالرجل مع ذاك الإحساس والجمال المترع كان دبلوماسيآ وسفيرآ فذآ يمتلك ناصية البلاغة وسحر الخطابه والبيان ومقارعة الحجج لتبرير المواقف ، و الدبلوماسية السودانية لها تاريخ حافل كتبه افذاذا من الرجال نحتت اسمائهم بمداد من نور قبل أن تلوثها مياة السياسة الآثنه تحت جسرها .

بعد وجدوا اهل السودان واقعآ جديدآ وهم ركع سجدا في العشر الأواخر من رمضان حيث اختلطت اصوات الصلوات والإبتهالات من المآذن بهدير المدافع وزخات الرصاص ، يجدوا أنفسهم مجبرين لمغادرة الدار والأهل والجيران نحو ملآذات امنه لم تعرف الطيور المهاجرة دروبها فتفرقت بهم السبل بين هجرة الداخل والخارج قطعوا مئات الكيلو مترات مشيآ على الأقدام ، تركوا الغالي والنفيس والمدخر خلفهم لم يحملوا سوى (شنطة هاندباك) ظنآ أن يعدوا بعد أيام بعد انجلاء غدر التمرد .

بعد أشهر من الحرب وتدمير مطار الخرطوم وتوقف السفر لمصر إلا عبرة التأشيرة لكل الأعمار ، سلك الفارين من جحيم الحرب الطرق الصحراوية وصولآ لاسوان ، فمشاق السفر عبر سيارت غير مجهزه مع إرتفاع قيمتها إلى 400 الف جنية في رحلة تستمر لأيام وسط ظروف قاسية مات البعض من شدة البرد ومات البعض من المرض والتعب ومات الكثيرين بحوادث السير دفن بعظهم بين الرمال والجبال ومن اوفر حظآ بعد دفع أموال السمسار للتوصيل داخل اول محطة لمصر يظهر لك البلطجيه والنهاية تحت تهديد السلاح (جيب اللي عندك ياااااا زول)

عبر طريق الموت وصولآ لاسوان وصل ملايين السودانيين للقاهرة ، لم يصلوا لاجئين ينامون على الأزقه بل أتوا (بالدولار) من حر مالهم اشترى بعضهم و استأجر آخرين أرقى الفلل في التجمعات وشواطئ إسكندرية والسواد الأعظم منهم نحو شقق المهندسين وفيصل والدقي ، فانعشوا سوق العقار وحركة الإقتصاد ، رغم كل ذلك لم يهنأ (مستثمري السودان) بأن يجدوا ملاذا امنا تطاردهم الدوريات ويعتقلوا بحجة عدم تصريح الإقامة وحددت سلطات القاهرة 1000دولار لتوفيق إقامة الفرد المخالف .

الآف السودانيين يصطفون لأيام أمام مفوضية اللاجئين لأخذ الكرت الخاص بالإقامة َورغم ذلك لا تقدم اي مساعدات تزكر للخدمات الأساسية من السكن والتعليم والرعاية الصحية ، وفق ذلك كان اجدى للحكومة السودانية عبر خارجيتها وسفارتها بالقاهرة ان تعزز وجود مواطنيها هناك بتوفيق اوضاعهم مع الخارجية المصرية لما يوحد الشعبين من علائق ، وزيارة سعادة الفريق البرهان للقاهرة اليوم يجب أن يكون الملف ضمن اجندتة مع رصيفه الرئيس السيسي بأن اهل السودان ليس لاجئين وهي فترة ظروف الحرب وحال انقشاع ظلمتها يعدوا مكرمين لوطنهم .

فامر المواطن ياسعادة البرهان لا يعلى عليه مع ظروف كانت الحكومة جزء من مشكلتها سواء على الصعيد السياسي والعسكري ، فيما يزكر من تاريخ قريب حين استضافت أمدرمان مبارة منتخب مصر والجزائر المؤهل لكأس العالم ومادار من أحداث حيث إتصل الرئيس حسني مبارك برصيفه الرئيس عمر البشير بشأن مواطنيه بالخرطوم و تأمين حياتهم حتى وصول إجلائهم . فأهل السودان ياااااا سعادة الجنرال البرهان و السيسي أتوا لمصر فرارآ من جحيم الحرب لم يأتوا للتسوق بالعتبة أو حضور مسرح مصر فلطفآ بهم حتى تعود طيورهم المهاجرة (وضل الدليب اريح سكن من بابو من شباكو بلمع الف نور تلقى الحبيبة تشتغل منديل حرير لحبيب بعيد ….)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى