أخر الأخبار

“درامي سوداني” يتحول لبائع باسطة

حسن تسريحة من فنان درامي ومسرحي الى عامل بمحل (باسطة) في أديس ابابا

(حسن تسريحة) لـ(راديو دبنقا):أي بلد مافيها أمان، ما حيكون فيها فن ولا ابداع ولا استقرار ولا أي حاجة!!

كنا متصورين إنو الموضوع حياخد يومين تلاته ويهدأ، وعمل الـ100 دولار جاب لي الهوا!!

لا أعرف شيئاً عن صناعة الباسطة ومبادرة (إيد لإيد) ولدتها الظروف!!

محلاتي للباسطة بشارع أديس أسفلت جمعت كل السودانيين وهنا أقمنا سرادق الأفراح والأحزان والبازارات!!

 


كثيرون لا يعرفون اسمه واشتهر بين السودانيين بالأعمال التي يقدمها والشخصيات التي يجسدها من خلال هذه الأعمال (ود الشوربة) (حسن تسريحة) ..وراق عمر رفض الانزواء والعطالة وآثر أن يأكل من عمل يده ..بعد أن ثقبت الرصاصات الأولى للحرب العبثية في السودان كل (شبابيك) ضاحية بري التي كان يسكن فيها، فغادر إلى شرق النيل ومن ثم إلى مروي وأخيراً إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا التي واصل فيها بيع (الباسطة) التي يصفها بأنها (الحنونة التي تعلي الكينونة) …في مطعم جدة بشارع أديس أسفلت التقى به (راديو دبنقا) وحكى (تسريحة) أو (حسن باسطة) تجربته مع الحرب فماذا قال.. التفاصيل في الحوار أدناه.

كيف تعاملت مع الحرب الدائرة في السودان؟
في البدء مرحباً بيك أستاذ اشرف، ومرحب بالسادة المستمعين، وسعيد جداً بإنك الليلة جيتنا هنا وأكلت لقيماتنا.. بالنسبة لسؤالك، أنا كنت زيي وزي أي زول يعني، لمن بدت الحرب كنت في أمدرمان، ومن امدرمان جيت الخرطوم، ومنها مشيت شرق النيل، يعني اتنقلت كتير، كلما الحرب تزيد كنا بنمشي مكان جديد.. أنا أساساً من بري امتداد ناصر، ولأننا كنت قريبين من القيادة، الضرب كان شديد جداً من أول يوم.. من بري مشينا شرق النيل، كنا متصورين إنو الموضوع حياخد يومين تلاته ويهدأ، واستمر الحال شهر وراء التاني.. الأوضاع بقت ضيقة، عدم استقرار في الكهرباء، وعدم توفر الأكل، والشراب، والقروش المعانا كملت، قررت أسوق أسرتي وامشي الشمالية، مروي.

*حاولت تتعايش مع الأوضاع؟ متين بديت مشروع الباسطة؟

أنا ما كنت متخيل الموضوع حيطول، كنت مفتكر نحن حنمشي نقعد إسبوع ما أكتر، حتى غياراتي ما شلتها معاي.. فعندما اكتشفنا إننا قدام أمر واقع، وإنو الحرب حتستمر وقت طويل، فكرت أعمل مشروع عشان اقدر اعيل أسرتي.. لأنو تقريباً القروش الكانت معانا كلها كملت.. فكرت اعمل حاجة قبل الباسطة، لكن عملوها، طبعاً السودانيين لو قلت ليهم عاوز تعمل حاجة، حيسبقوك ويعملوها، عشان كدا مشروع الباسطة دا ما كلمت بيه زول، حتى نفسي ما كلمتها، بديت فيه تنفيذ بس.

*تحولت من حسن تسريحة لي حسن باسطة..؟

أنا استفدت من الاعلانات الكنت بنزلها في صفحتي، والحركات الكنت بعملها، مثلاً: الباسطة المريحة، الباسطة الحنونة البتعلي الكينونة، والناس بقت تجي، ما بتجي عشان الباسطة، بتجي للونسة والصور والقصص، ناس القرية لمن يجيهم زول مشهور ويقعد معاهم بقولو نمشي ننفعو.

*هل لديك خبرة سابقة في تصنيع الباسطة؟

ما عندي خبرة نهائي، الباسطة دي بعرف آكلا بس، لكن مؤخراً اتعلمت أعمل البسبوسة.. لكن كنت بشتريها من مصنع.. وببيعها.

*ماهي الأسباب الخلتك تغادر السودان وتجي أديس أبابا؟

القوة الشرائية انخفضت، لأنو الناس كلها نزحت من الخرطوم للولايات وكملو قروشهم كلها، وعندي صاحبي اقترح علي أجي أديس واعمل مشروعي هنا، كنت متخوف في البداية، لأنه أنا عارف إنو الاثيوبيين ما بحبو الحلويات زينا، لكن الحمد لله جيت وعملت الدعايات والأمور مشت.. بديت في محل صغير قبل ما اجي مطعم جدة، محل كان فيه سبعة كراسي، والناس كانت بتجي بالاعلانات كمية كبيرة وما بتلقى محل تقعد فيه.

*أستاذ حسن، معظم الدراميين السودانيين، الحرب شغلتهم عن أداء رسالة حقيقية، نجد كل الدراميين يشغلون (التيكتوك والسوشيال ميديا)، لكن بدون تقديم أي رسالة من شأنها وقف الحرب، ما تعليقك؟

أي بلد مافيها أمان، ما حيكون فيها فن ولا ابداع ولا استقرار ولا أي حاجة.. الدراميين الآن يفقدون الأمان، عشان كدا الناس ما بتقدر تقدم حاجة..

*حتى بعد أن ابتعدتو من الحرب وبقيتو خارج السودان، برضو ما قدمتو أي حاجة في سبيل وقف الحرب؟

أنا قبل ما أمرق من السودان قدمت اسكتشات توعوية عن موضوع الحرب، منذ بدايتها، الوقت داك كنت في بري.. قبل ما اطلع.

*هل تفتكر أن سبل العيش لها أثر على عدم وصول الرسائل، أم هناك أسباب أخرى مثل الخشية من التصنيفات والاصطفافات؟

أنا ما عندي علاقة بأي جهة، مجرد زول بحب الفن، وبحب الدراما، وبحب الأمان، وعاوز البلد تكون آمنة ومستقرة، لأنو إذا بقى في أمان واستقرار الأمور بتمشي لي قدام..

كما ذكرت لك، مافي أمان ما حيكون في أي حاجة ولا بنقدر نحن زاتنا نقدم فن.

*بما أن الحرب مثلت كارثة إنسانية وأثرت على حياة كل السودانيين، ما هي مساهماتك في مساعدة السودانيين الموجودين في اثيوبيا؟

في مرة كنت ماشي بالليل، لقيت سوداني نايم في الشارع، والبرد كان شديد، سألتو مالك يا زول؟ قال لي ما عندي حق الفندق.. الموقف دا هزاني جداً، اتحركت معاهو وأجرت ليه غرفة واطمأنيت عليه، وقررت من الوقت داك اتحرك تجاه مشاكل السودانيين، وعملت صندوق خيري سميتو (يد بيد)، عشان نحل منو مشاكل بسيطة بسيطة، والشباب ما قصروا، واقفين في الموضوع دا..

*هل ممكن المشروع دا يتوسع إذا لقى مصادر تمويل وتكاتف من كل السودانيين؟

بكل تأكيد، ممكن يتوسع الموضوع ونقدر نساعد أكبر كمية من الناس المحتاجين..

*كدرامي هل أسست أي نوع من العلاقات مع الدراميين الأثيوبيي

محلنا دا بقى ملتقى جامع، السودانيين بقو بتلمو هنا، المحل دا ما باسطة وشاي، الموضوع بقى قوتنا في وحدتنا، ملتقانا، حاجة كدا بيلتفوا حولها السودانيين، ما بس في الأفراح، حتى الأحزان، يعني نحنا عملنا عزاء الفنان نون حسن بابكر هنا في محلنا دا، وعملنا عزاء والد الأستاذ ابوبكر سيد احمد، دا غير الحاجات التانية، حتى السماية عملناها هنا.. والرحمتات والبازارات.. يعني كل حاجة بتلم السودانيين بتلقاها هنا.. وفي فنانين إثيوبيين بجو يشاركونا هنا، خصوصاً وإنو الأثيوبيين ثقافتهم قريبة مننا، بيشبهونا في حاجات كتيرة.. عادات وتقاليد كتيرة، أكلهم وشرابهم وكرمهم، وشهامتهم..

*حدثنا عن الاسكيتش الاتناولت فيه موضوع الإميقريشن؟

الاسكيتش دا كان عاوز يجيب لي هواء، أنا عملتوا بشكل فكاهي، باعتبار أنا زول كوميدي، وبوصل رسالتي بطريقة كوميدية، ما بستخدم طريقة جادة.. فكنت بقول إنه المئة دولار دي كتيرة والسودانيين طالعين من حرب وما عندهم، ومافي شغل.. عملتها بطريقة ظريفة مع إخوانا الأثيوبيين، فهم اتخيلو إنه الموضوع جد، وسيسوني، فقلت ليهم الموضوع دا جلكسة كدا زي ما بقولو.. اسع الحمد لله، في مبادئ خير، اعفوا السودانيين من متأخرات الغرامات، وادوهم تلاتة شهور مجاناً.. ونتمنى إنه مساعدة السودانيين تستمر، زي ما كان عندنا في السودان حبش وكنا بنعاملهم معاملة جميلة، والمعاملة بالمثل مش صاح؟

*ما فكرت في انك تمشي في اتجاه تقديم عمل درامي، يوصل رسائل للأطراف المتصارعة بضرورة وقف هذه الحرب؟

أنا عملت مبادرات عن الموضوع دا، فإذا اتوفر منتجين محترمين، ممكن نقدم فن جميل، الفنان مهمته إنه ينشر السلام، والمحبة.

*في تقديرك بترى إنه الرسالة الفنية أقوى من الرسالة السياسية؟

طبعاً، الفنان اقوى من السياسي واقوى من أي حاجة، الفنان هو مرآة المجتمع، هو البعكس الواقع.. هو البعكس مشاكل المواطن بما فيهم السياسي نفسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى