
في البدء نسأل الله الرحمة والمغفرة للزميلة راوية ضلمان ولآلها وذويها وللزملاء منا جميعا حسن العزاء وهذه هي حال الدنيا فالبقاء لله وحده .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..!.
عودة للمقال ناشدنا في نهاية مقالنا السابق (الدلنج خطوة لها ما بعدها ..!) ، ناشدنا الجميع بضرورة تدخل عقلاء الكردافة وعودة الحكمة لعلية القوم في كردفان الكبرى (جنوبا ، غربا وشمالا) لتجنيب أهلها عواقب تطورات مأساة أحداث الدلنج الدامية ، والتي نحسبها حدثت بسبب توجهات خاطئة غير محسوبة العواقب من قبل بعض أبناء الكردافة والإدارات الأهلية الذين أصبحوا مجرد (منديل زفارة ..!) لإزالة أنجاس ودنس الدقلولاب وأعوانهم وآخرين من دونهم من أصحاب الأجندات بالداخل والخارج ..!.
وبالطبع تصبح مناشدتنا أكثر ضرورة وأهمية وقد
تبرأ منهم (البعاتي) قائد قوات الدعم السريع المتمرد حميدتي ، من أفعالهم بولاية الجزيرة ،
وقال إنهم مجرد مليشيات ، جاءت فزع ..! ، ومع الأسف فقد رصدت عدسات الكاميرات قوات جلحة وإخوانه في كبري حنتوب تتقدم قوات كيكل وهي مندهشة لدخولها مدني وربما لم تكن تتوقع سقوط المدينة سهلة هكذا عروسا مخضبة في أحضانهم ..!.
فما حدث في ود مدني بلاشك غدر وخيانة ، فانتهكت هذه المليشيا حرمات أهلها وعاست فيها فسادا ونهبا وشفشفة ، مما أغضب إبنهم كيكل قائد المليشيا بالدعم السريع ،إستنكرها في أهله ،وربما قصد البعاتي تبييض ماء وجهه أمام أهله ورفاقه القحاتة ..!، ولكنها مع الأسف ألبست أهل الفزع هؤلاء التهمة فأصبح أبناء الكردافة بالدعم السريع مجرد منديل زفارة لكنس دنس تلك الإنتهاكات ..!.
ولذلك نشبت الخلافات طاحنة بين كيكل وجلحة بسبب ذات الإنتهاكات بولاية الجزيرة والتي طالت مساكن وممتلكات وأسر قيادات القحاتة ، غادر بسببها جلحة ولاية الجزيرة متحسرا متجرعا كأس الندم عائدا للخرطوم حيث يواجه مصيرا مؤلما هناك وفي النفس شيئ من حتي ..!.
ولكن هل أدرك أبناء الكردافة بالدعم السريع تداعيات خطوتهم تلك وهم يقتلون ويشردون أهاليهم في كردفان (شمالا وجنوبا وغربا) ويخربون بيوتهم بأيديهم ويدمرون قدراتها التنموية والخدمية ..؟!، وبالتالي هل أدرك هؤلاء خطورة ومعني أن تصبح كردفان مسرحا للعمليات العسكرية وأرضا للمعركة ، لا سيما عقب نكران البعاتي لهم معتبرا إياهم مجرد مليشيات فزع ..!، قذف بهم حميدتي وكأنهم منديل زفارة أزال بها قاذورات وإنتهاكات قواته في ولاية الجزيرة ..!.
مع الأسف الشديد ظهر حميدتي بعد تسعة أشهر من القتال الشرس وبعد أن أزهقت الحرب العديد من الأنفس وشردت المواطنين
في أسوا مأساة إنسانية تمر بها البلاد وفيها مافيها من إنتهاكات وفظاعات ، وبل
دمرت وخربت البلاد ، وأخيرا ظهر البعاتي الذي كان مختفيا ليتبرأ من كل هذه الجرائم ليلصقها تهمة في رقبة أبناء كردفان بالدعم السريع وقال إنهم مجرد قوات فزع يعني مليشيا لا تتبع له ..!، ونحن نعلم أنهم يشكلون القوة الضاربة والصلبة التي لازالت تقاتل بقوة وشراسة بالدعم السريع ليست في الدلنج وبابنوسة وكادقلي والدبيبات والمجلد وأبوزبد وأم روابة ولقاوة والأبيض والرهد فحسب بل في الجزيرة والخرطوم والفاو وغيرها ..!.
في تقديري أن أبناء الكردافة هؤلاء أصبحوا ضحية بين الجيش والدعم السريع المتمردة لأجندة ليست لهم فيها لا ناقة ولا جمل وبالتالي لابد من مراجعة الخطوة ، لا سيما وان الكردافة هم في الأصل مجتمع أمة واحدة متماسكة في إطار الوطن الواحد ، شعب متعايش ومتصاهر ، غدر بهم حميدتي بتمرده علي الجيش الذي كانت قوات الدعم السريع ذراعا مؤتمنا له حيث ينتمي إليها نفر من أبناء الكردافة فتعقدت المشكلة وبالتالي جاءت تطورت الأحداث في الدلنج ، ولكن القضية أكبر من ذلك إنها قضية وطن يتداعى إما أن يكون أو لا يكون ..!، وإذ يقول الشاعر العراقي ناظم الساهر (المضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه ..!، والمضيع حبيب يمكن سنة وينساه ..!، بس المضيع وطن وين الوطن ثاني يلقاه ..؟!) .
علي كل يظل وجود وطن معافي بالتعايش والتساكن والتصاهر والتزاوج أكبر من هذه النداءات الضيقة ، ويجب أن تحفظ الحقوق والواجبات في إطار هذا التعايش والتساكن ، فالسودان وطن لكل السودانيين وتظل كردفان قوية بروابط الإخاء والتصاهر والعهود والمواثيق بين مكوناتها المجتمعية .
فلا أدري هل أدرك أبناء الكردافة بالدعم السريع والإدارات الأهلية التي تساندهم عواقب خطوتهم تلك بإشعال الحرب في كردفان ،وقد تكشفت كافة نوايا قيادات الدعم السريع التي كانت تتدثر تحتها ، فأرادت منهم أن يكونوا مجرد مناديل لإزالة إنتهاكاتهم اللا إنسانية مع رفاقهم القحاتة وبل لإزالة قاذوراتهم ..!.
الرادار .. الأحد 14 يناير 2024 .