
مسارات – محفوظ عابدين – الشعب يرفع (الكرت الأصفر) في وجه المليشيا.
لغة الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم هي لغة عالمية قد لا تحتاج إلى ترجمة مثل (الابتسامة) فهي لغة عالمية، فكلمات مثل (قوول) او( قوون) و (كورنر )،و(سنتر)،و(اوف سايد) ،و(دبل كك)، و(باك رايت)،و (باك لفت),و( لاين مان)،و(فاول)،و(باص) وغيرها من الكلمات أصبحت قاسما مشتركا في كل اللغات.
وبمثل ما كانت كلمات كرة القدم أيضا كان قوانينها هي السائدة والمستخدمة في غير (المستطيل الأخضر)، خاصة قانوني( الإنذار) و(الطرد).
والشعب السوداني اليوم يرفع (الكرت الاصفر) في وجه مليشيا الدعم السريع التي استباحت العرض والأرض. والممتلكات العامة والخاصة دون يرتد إليها طرف.
و(الكرت الاصفر) هو بمثابة إنذار لاي لاعب يرتكب مخالفة إيذانا برفع (الكرت الاحمر) إذا كرر مخالفته وطرده من الملعب نهائيا.
وحالة الاستنفار بالتدريب وحمل السلاح هي (كرت اصفر) يرفعه الشعب السوداني في وجه المليشيا بعد أن تمادت في افعالها ضد المواطن وخرجت من اهدافها( السياسية) التي أعلنتها قبل الحرب وبعدها ليكون هدفها (الخراب) و(الدمار) و(السلب )و(النهب) وغيرها من الموبقات التي حرمها الله.
تأنى شعب السوداني كثيرا لعل المليشيا ترعوي وتراجع نفسها فيما فعلت بهذا الشعب والمواطن المسكين واستهدفته في ماله وبيته وعرضه وروحه ولم تترك له شيئا إلا أخذته ودمرت مؤسساته التعليمية والصحية والإنتاجية ومرافقه الحيوية والخدمية،ليتضح ان هدف المليشيا من الحرب ليس هدفا (سياسيا) او (إستراتيجيا) وانما كان هدفا( تدميريا) قصد منه قتل الإنسان أو تهجيره قسرا اوالحكم عليه بالموت (جوعا) أو( مرضا) أو (قهرا) او(ذلا) لمن لم يخرج لانه لا يجد (ماءا) ولا (طعاما) ولا(كساءا) ولا(دواء).
وهذه (النفرة) التي انتظمت الشعب السوداني في كل ولاياته وفئاته هي دليل وعي واستشعار بالخطر المحدق بالسودان وأهله.
وأول نتائج حملة الاستنفار الشعبي وحمل السلاح في مواجهة هذا العدوان كانت تلك( الصرخات) من القادة الداعمين والمواليين للمليشيا ومن شايعهم تدعو لوقف تسليح الشعب وتعدد مخاطر هذا التسليح وكأن قلوبهم مع البلد ومع المواطن فقد( خبا )صوتهم عندما كانت المليشيا تقتل هذا المواطن وتستبيح عرضه وممتلكاته ومنهم من انشرحت أساريره فرحا بهذا الفعل المشين الذي هو مخالف لكل الشرائع السماوية والأعراف المجتمعية والقوانين الدولية،وصرخة هؤلاء المواليين والمناصرين للتمرد ليس خوفا على الشعب وانما هي خوفا من هلاك قوات المليشيا على يد الابطال الفرسان من أبناء الشعب السوداني.
أن حالة الاستنفار وحمل السلاح قد أثارت (الرعب) و(الخوف) وسط قوات المليشيا وجعلتها في حالة( ربكة) من أمرها( وضل) فكرها( وتشتت)جمعها بين الفرقان والقرى في ولاية الجزيرة بعد ان تحاصرت من الجيش والمواطنين.
أن حالة الاستنفار وحمل السلاح أعطت المواطن دفعة قوية في مواجهة هذه المليشيا وهذا ماحدث بالضبط في قرى الجزيرة وخاصة جنوبها وأصبح عدد( الهلكى)و( القتلى) من المليشيا واستلام الأسرى والمعدات والغنائم يصدر من القرى والفرقان بدلا من الناطق الرسمي للقوات المسلحة، وهذا هو التحول الحقيقي في مواجهة العدوان ولم يتوقف الأمر في ولاية الجزيرة فقط وكانت ولاية شمال كردفان خاصة في دار حامد وغيرها فقد تصدوا لعدوان المليشيا بل وهاجموها وقتلوا فيها ما قتلوا ومنهم من طبقوا فيه شعار (جيبوا حي) واستلموا أسلحتها ومعداتها ،ففرسان الجزيرة وشمال كردفان تقدموا خطوات على الشمالية والشرق فإن كان هؤلاء في حالة الاستنفار وحمل السلاح قد أخرجوا (الكرت الأصفر) في وجه المليشيا ،فان قرى الجزيرة ودارحامد وشمال كردفان بتصديهم لعدوان المليشيا بل وبالهجوم عليها فقد أخرجوا (الكرت الاحمر) لطردها نهائيا وهذا هو المطلوب.



