أسامة عبد الماجد يكتب : أقيلوا جبريل !!

الخرطوم الحاكم نيوز

للمرة الثانية بعد اندلاع الحرب التي اشعلها قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي.، اجرى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان امس الاول تغييرات وزارية محدودة.. لكن التغيير المهم للغاية – بحسب اعتقادي – وننتظره اقالة وزير المالية د. جبريل ابراهيم من منصبه.. فالوقت مناسب جدا لتحريكه شرقا الى وزارة الخارجية.
تعاني الدبلوماسية السودانية من ضعف كبير وفراغ عريض.. نتيجة لتردد قيادتها وتباطؤها في اتخاذ القرارات.. وعجزها التام في تحقيق اختراقات خارجية وتحقيق مكاسب تقوي من ظهر البلاد سياسيا واقتصاديا.. فضلاً عن عدم الانفعال مع الاحداث بالشكل المطلوب.. بجانب التصدع الذي طال البيت الدبلوماسي بعد زرع قيادة الوزارة تململ، نخشى ان يصل مرحلة التمرد.
ضاق عدد مقدر من السفراء، بالوزير ذرعاً
لتأخره تقديم كشف التنقلات الى القيادة واقترب بعضهم من سن التقاعد، مما دفع سفيرا الى الاستقالة.. وكذا الحال بالنسبة للدبلوماسيين خاصة في درجة الوزير المفوض مستحقي الترقي لدرجة السفير منذ اكثر من خمسة سنوات.. هذا بخلاف مايدور همسا عن مجاملات في النقل والتمديد.
تحتاج الخارجية لوزير من العيار الثقيل.. يملك القدرة على المواجهة والتصدي للاحداث.. بدلا عن الانزواء والتخفي وراء الاخرين.. قادر على ضبط ايقاع السفراء والبعثات الخارجية.. وزير قوي، وقد شبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير خارجيته سيرغي لافروف بأنه وزير خارجية لكن بقناع وزير الدفاع.
¤

جبريل مقاتل شرس وصاحب تجربة سياسية كبيرة.. ومفاوض بارع، مقنع في تقديم الرؤى والافكار.. ويعبر عن المواقف بوضوح وصلابة.. ومتمكن من التواصل مع الآخر بقدر كبير من الندية.. تكاد لا تفارق الابتسامة وجهه لكن معروف عنه الصرامة.. وهو امر مطلوب للتعامل مع الخارج وداخل الوزارة.. في ظل تراخي سفراء وتقاعسهم عن اداء المهام بالشكل الذي يحفظ للبلاد مكانتها وهيبتها.

يتمتع ابراهيم بنجومية سياسية، تمكنه من الظفر بتقدير واحترام دبلوماسي دولي واقليمي كبيرين.. وتجعل صوته مسموعا.. ويملك علاقات قوية مع دول الجوار وعلى مستويات عالي.. وكشفت الحرب ضعف تواصلنا مع الجيران.. كما لدى الرجل صلات ممتازة في افريقيا والخليج.. وكان له (بزنس) في الامارات ولا يزال باوجه اخرى.. والخلفيه المالية تعد اضافه.. وقد تقلد عدد من رجال الاعمال المنصب مثل الامريكي مايك بومبيو.

نحتاج لوزير متفاني في الدفاع وباستماتة عن مصالحنا، غير متخاذل.. قادر على خلق دبلوماسية خشنة ونشطة.. لكن الذي يشجعنا على ترشيح ابراهيم، اهمية تفعيل ملفات التعاون الدولي التي اسندت للخارجية عقب تفرق دم وزارة التعاون الدولي.. ولو ارادت الحكومة احداث نقلة حقيقية لاصدرت مرسوما بتغيير اسمها وتحمل صفو (والتعاون الدولي).. اسوة بعشرات البلدان مثل دولة الجنوب.. وقد سبق ان طرا عليها تغييرا في 1998 اسموها (وزارة العلاقات الخارجية) الا ان اسمها القديم – الخارجية- استعيد في2001 بموجب مرسوم جمهورى

بعد الحرب والخراب الذي احدثته المليشيا لاسبيل للاعمار الا بجلب تمويلات تنموية لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص.. وتفعيل مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية ، (التنسيق المشترك، ومطابقة التمويل التنموي لأهداف التنمية المستدامة، وتفعيل المشاركات الدولية).. بلادنا ضعيفة في علاقاتها في مجال التعاون الاقتصادي مع الدول وهيئات التعاون الاقتصادى والمؤسسات المالية الدولية ووكالات الأمم المتحدة.

لكن حال قررت قيادة الدولة استمرار جبريل في المالية.. الاجدر بالمنصب السفير لدى واشطن محمد عبد الله ادريس صاحب التجربة الكبيرة ، السفير السابق لدى بريطانيا.. وصاحب تجربة في الدبلوماسية متعددة الاطراف وكان رئيس بعثة الجامعة العربية في الصومال.. وله دراسات عليا في العلاقات الدولية.

اما ان كان الخيار اسناد الوزارة الى امراة للمرة الثالثة فان السفيرة لدى الجزائر نادية محمد خير عثمان تعد الانسب.. لها خبرة في مجال المنظمات الدولية والدبلوماسية متعددة الاطراف.. عملت ببعثة السودان لدى الامم المتحدة.. وفي سفارة السودان بواشنطن (اي وزير خارجية مصري مر بواحدة من المحطتين او الاثنين معا واخرهم سامح شكري كان سفيرا لبلاده بواشنطن).. وتحمل نادية درجة الماجستير في العلاقات الدولية من بريطانيا.. وهي أول دبلوماسية سودانية تشرف على عمل اللجنة الثانية بالامم المتحدة المعنية بالشؤون الاقتصادية والمالية سيما وانها خريجة اقتصاد وعلوم سياسية، من جامعة الخرطوم.

ومهما يكن من امر.. فان الخارجية لا تحتمل الحفر بـ (الابرة).
سبب أخير
انهت الخارجية تكليف ثلاثة سفراء وهم جمال الشيخ (اثيوبيا)، محمد يوسف ابراهيم (نيجيريا) والسيدة/ رحمة صالح (جيبوتي) بعد بلوغهم سن التقاعد.. وخاطبتهم رسمياً وازجت لهم الشكر على ماقدموه من عمل وحسن تعاون.. نشير الى ذلك رغم انه اجراء روتيني في الوزارة حتى لا يقفز سفير ويدعي بطولة زائفة مثل القائم بالاعمال في كندا.

Exit mobile version