عندما ذهبت (امس) لتغطية تدشين شارع المحطة بود مدنى بطول ٧كيلو مقسمة على الإتجاهين فإن بعض الأصدقاء في النت وعلى الأرض كان لهم رايا آخرا يقوم على حقيقة إن مشروع الطريق المذكور صغير وأنه _ربما لا يستحق التغطية الإعلامية_ولا حتى حضور حكومة الولاية ذاتها للحديث عن أعمالها!
بدءا دعونا نثبت حقيقة ان تشييد ٧كيلو قليلة على مدنى التى تستحق الكثير ولكن من واقع معرفة تكلفة رصف كيلو على الأرض بمادة الأسفلت (الزفت ) سنعلم أنها كلفة كبيرة على حكومة تواجه تحديات أخرى كثيرة أهمها وفي مقدمتها توفير تكلفة الأمن لولاية الجزيرة والمشاركة في إستعادة الأمن في السودان كله مع بقية الولايات السودانية وهذه عملية مستمرة من الصرف الكبير المستمر !
أعلاه ليست المشكلة _اي إختلاف الآراء _لكن المشكلة تكمن فيمن يصر على ان للصحافة والسياسة عين واحدة يجب ان ترى بها الأمور وليس على مدى تلك الرؤية إبراز أي نواحى للإنجاز وأن الأصل في الحديث أعلاه حول شارع المحطة بمدني_مثلا_ يجب ان يقلل من قيمة المشروع ومن حضور الحكومة للتدشين وسيكون من الافضل فقط التذكير بنواحي التقصير الأخرى !
في إسطنبول قبل سنوات قليلة مضت كنا _مجموعة من الصحفيين السودانيين نشارك في تغطية إفتتاح مبنى جديدا للبلدية والذى كان بالمقارنة مع مبانى المدينة الأخرى مبنى متواضعا ولكن مع ذلك فإن على رأس الحضور كان رئيس بلدية أسطنبول وهو الحاكم الوالى وليس هذا فحسب ولكن رئيس المعارضة التركية في المنطقة كان حضورا أيضا وكان للمعارضة مشاركة بكلمة بإعتبار ان المشروع عام للدولة كلها وليس للحكومة وحدها !
مع التكلفة العالية لسفلتت ٧كيلو داخل مدينة ودمدني فإن قيمة المشروع تأتي من حاجة المدينة في المرحلة الحالية لتشييد وتأهيل ما تستطيع الحكومة من أعمال الطرق والزحام _بسبب النزوح الى مدني _يأخذ بخناق المدينة و يقطع أنفاسها لدرجة انها تكاد كما الاغنية الأثيرة (الخرطوم بدونك)_
تغرق بزحاما
وتصبح ما مدينة !
ومع ذلك فإن تشييد ٧كيلو لم يكن المشروع الوحيد الجاري لوزارة البنى التحتية بالجزيرة والتى استطاعت تحت الحرب على لسان وزيرها ابوبكر عبدالله محمد إنشاء ١٧٩محطة جوفية بالجزيرة مع ٢٤٦محطة للطاقة الشمسية مخصصة لخدمات الماء والصحة بالولاية إضافة الى تطهير الوزارة المذكورة لعدد ٧١مصرف للمياه الجارية والراكدة بالجزيرة !
أحسن الوالى أسماعيل العاقب ووزيره ابوبكر عبدالله وكل اركان حكومة الجزيرة أمس الحضور والقول كما احسنوا_في تقديري الأعمال والجزيرة تستحق الكثير ويجب ان يكون للصحافة دائما عينان اثنتان وليس عينا واحدة ثابتة لا ترى ولا تبرز إلا مواقع الخلل والتقصير فقط وانما هى رؤية كاملة للتعمير وللتبصير!