أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (الحديبة أم الديار) … أوضاع معقدة ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

من الواضح أن كافة المحاولات قد فشلت في تجنيب نزر المواجهة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة الإرهابية التي جاء بها المتمرد الهارب عبد الرحيم دقلو من عرب الشتات ، حيث أصبحت المواجهة واقعا لمحاولة إجتياح مدينته الضعين (الحديبة أم الديار) حاضرة شرق دارفور .

رغم تباعد المواقف داخل الشباب من أبناء الضعين مابين المؤيدين للجيش من جهة والمؤيد لقوات الدعم السريع المتمردة من جهة أخرى وهم جنود بقوات الدعم السريع المتمردة ، رغم ذلك وقف هؤلاء الشباب في وجه المتهم الهارب من العدالة عبد الرحيم دقلو الذي جاء بقوات من عرب الشتات لإجتياح ولاية شرق دارفور والتي كان يعتبرها (أرنب كوع) في إطار خطته للسيطرة علي ولايات دارفور بعد فشل خطة الخرطوم ، فتدخلت الإدارة الأهلية ولا زالت محاولاتها تجري لفك هذا الإحتقان نهائيا وإزالة خطر هذه المواجهة التي أصبحت واقعا .

مع الأسف الشديد فقد عاست هذه القوات (عرب الشتات) في الحديبة فسادا
منذ أن دخلتها واجتاحت مباني أمانة الحكومة ومنزل الوالي وميز الشرطة وجامعة الضعين وكافة المقرات الحكومية ، وعدد من المباني ، وبل نصبت قناصاتها علي أسطحها ووضعت عدد من الإرتكازات في مدخل المدينة وعدد من الشوارع الرئيسية ، ونهبت وسرقت وخربت مما ألب مجموعة الشباب داخل قوات الدعم السريع المتعصبين لمدينتهم من التصدي لمواجهة هذه المجموعة فتدخلت الإدارة لتجنب المنطقة خطر المواجهة .

غير أن الإدارة الأهلية لجأت بذات نفسها لحيلة جديدة (مسك العصاية من النص) بأن مكنت هؤلاء الشباب المتعصب لمدينتهم وهم داخل قوات الدعم السريع بحراسة المقرات الحكومية ، وبالتالي في تقديري إنها قننت لقوات الدعم السريع وجودهم رسميا لحراسة المدينة وسوق الضعين ، وبذلك تكون قد خففت نذر وجود مواجهة كانت محتملة داخل قوات الدعم السريع المتمردة ولءلك أصبحت الآن واقعا مع الجيش ..!.

كل المؤشرات تؤكد أن الأوضاع في ولاية شرق دارفور علي شفا الإنهيار الكامل وقد إنفجرت المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع المتمردة بقيادة عبد الرحيم دقلو بمجموعته المرتزقة من عرب الشتات ويراها مثلها ونيالا والجنينة والمدن الأخرى التي إجتاحتها قواته وقتلت وروعت وشردت أهلها وانتهكت حرماتها وعاست فيها فسادا، بينما يرفض الشباب بشدة أن تصبح مدينتهم الحديبة أم الديار التي تنعمت بشتي أنواع الغنائم من الخرطوم وغيرها لتصبح فريسة في يد هذه المجموعة المجرمة الإرهابية ، وبالطبع لم تبحث عن الديمقراطية التي تدثرت بها مع رفاقها القحاتة في بيوت أهالي الضعين ، وبالتالي ستقود المواجهة العسكرية داخل الضعين بين الجيش وقوات الدعم السريع لمزيد من التمزق والتشتت لا سيما وأن عبد الرحيم دقلو قد إشتط غضبا من هؤلاء الشباب المتعصب لمدينتهم الضعين (الحديبة أم الديار) .

في الواقع فشلت كافة محاولات الإدارة الأهلية في التوافق علي رؤية موحدة حيث تباينت مواقفهم مابين مجموعة تري ضرورة إسناد هذه المليشيا التي تتبع للهارب عبد الرحيم دقلو لدخول المدينة والسيطرة علي الأوضاع فيها ،بينما تري مجموعة أخري ضرورة مساندة الجيش الذي يرفض تسليم المدينة لهذه المليشيا المتمردة من واقع أخلاقي ومسؤولية دستورية ووطنية ، وأكدت قيادة الجيش استعدادها للمواجهة .

ويبدو أن كافة محاولات عبد الرحيم دقلو قد فشلت لإستمالة الناظر محمود موسي مادبو وإبنه بصورة خاصة وبعض قيادات النظارة إلي جانبهم وقد رفض هؤلاء أي هجوم على الضعين وأكدت بحزم موقفها الرافض لإطلاق أي طلقة بالمدينة ، غير أن الرجل نجح في إستمالة بعض أبناء الرزيقات بالوقوف في صفه وبالتالي أصبح إنتماء هؤلاء للدعم السريع وقبيلة الرزيقات أقوي من الإنتماء للجيش والوطن .

في تقديري دخول الدعم السريع الضعين التي تعد العاصمة التاريخية لقبيلة الرزيقات وينتمي إليها معظم جنود وقادة قوات الدعم السريع المتمردة وبل كانت المفوج الأساسي لدعم الدعم السريع بالمقاتلين في الخرطوم لها حسابات معقدة ، وبالطبع تسليم الضعين يعني خنق الفرقة (20) للقوات المسلحة بالضعين وخنق الفرقة السادسة بالفاشر وخنق الفرقة (22) بابنوسة وزيادة خطر مواجهة الفرقة الخامسة (الهجانة) لتنفيذ الخطة (ب) ولابد أن يضع الجيش حسابات دقيقة لكل ذلك .
الرادار .. الإثنين 20 نوفمبر 2023 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى