
عذاب القحاتة للسودانيين لا يحتاج إلى كلام كثير، فاعتقد أن كل سوداني ينظر حوله يدرك ويعرف ما لحق به من أضرار بسبب قوي الحرية والتغيير وتغييبهم لمؤسسات الدولة وحلول الفوضى مكانها، مع كل تلك الممارسات ما زال هؤلاء لديهم عشم العودة بذات الأساليب والسياسات والأفكار التي أدخلتنا في دائرة الحلقة المفرغة التي نعيشها اليوم، إن المشهد الذي نعيشه الآن يعتبر المدان الأول فيه القوى السياسية التي أدخلتنا فيه وجناحها العسكري المليشيا المتمردة، القحاتة لم يهمهم نكد الواقع المتردي الذي نعيشه لكنهم متوترين هذه الأيام غاية التوتر من الانقلاب المفاجئ في مواقف حركات مسار دارفور رغم تأخرهم لكنهم أحرزوا نقطة في حصار التمرد. القحاتة لم يعترضوا علي تدفق المرتزقة نحو الخرطوم وتدميرها لكنهم بلا خجل متوترين لمجرد أن جبريل إبراهيم ومناوي ومصطفي طمبور أعلنوا صراحة وقوفهم مع القوات المسلحة فأصبح القحاتة يكتبون المواقف السياسية والانتقادات المضطروبة ونسبها لقيادات مجتمعية وسياسية مثل الموقف الذي كتب باسم شيبة ضرار لكنه نفاه، وغيره من المنشورات التي ينتقدون فيها مواقف نظار القبائل ويستفزونهم حتى يواصلوا مسيرة الصمت ودعم التمرد وزيادة إشعال الحرب، لم ينتقدوهم حين صمتوا ولم يعترضوا حين أعلن بعضهم دعمه للتمرد لكنهم انتقدوهم بأبعاد سياسية واضحة عندما فاقوا من غفوتهم ودعموا جيشهم الوطني. أما الذي أشعل توتراتهم أكثر هو انتصارات القوات المسلحة وتقدمها في كل المحاور فباتوا يروجون كذبا للسلام، القحاتة لم يدينوا ظاهرة النهب والسلب والقتل وتدمير البنية التحتية، وتضييع آمال وطموحات السودانيين. كانوا يريدونها امتدادا لفترة الأربع سنوات التدميرية القاحلة، كانوا يريدونها حربا تتفشى فيها الأمية ولا تقيف ، كانوا دائما يعلون من شأن مقولة (نحن والإطاري أو الطوفان)، لم ينتقدوا الذين أطلقوا رصاصة الحرب الأولى وما زالوا يحاربون ودفعوا ملايين السودانيين إلى النزوح والهجرة هربا من الهلاك وبحثا عن حياة كريمة، لكن القحاتة بوجوههم البائسة ومواقفهم السياسية المهزوزة لم يعجبهم موقف الحركات وبعض نظار وأبناء القبائل إنهاء حالة الحياد والصمت المريب والوقوف مع القوات المسلحة، القحاتة أصابتهم هذه الأيام حالة من الارتباك السياسي بعضهم حاول القفز من المركب الغرقان وبعضهم طفق بلحن قولهم المعروف يلعن الحركات وينشىر الانتقادات بذات لغتهم المنفرة وبضاعتهم الكاسدة التي لم تجد من يشتريها علي منافذ البيع اليوم… القحاتة شعروا بعدم الأمان وحتى الأمس يقاومون ويعقدون المؤتمرات لا أن يدينوا التمرد وأفعاله ولا أن يدينوا التبعية للخارج وللمنظمات الدولية ومنهج كفيلهم فولكر وبعثته المنحازة ولكنهم يبحثون طرق العودة إلى السلطة بالطرق الملتوية… إن بيان السودان أمام جلسة مجلس الأمن والذي قدمه مبعوثه السفير الحارث إدريس هو الآخر تم الناقصة وأربك حسابات الجميع وقطع الطريق أمام التجديد لبعثة يونتاميس التي كانت توظف كل قدرات وإمكانيات الأمم المتحدة في دعم القحاتة والمليشيا المتمردة وواجهاتهم السياسية…